الملحق الثقافي- مريم خيربك:
تمر سنون العمر، التي ماإن بدأت حتى صارت واحة الأدب، وفن الرسم ملاذي الأساسي في أوقات فراغٍ أقتنصها لأحفظ الشعر غيباً، والذي اعتدت على حفظه من والدي منذ طفولتي الأولى، ولأقرأ قصص الكبار والروايات، حيث لاقصص للأطفال حينها في مُتناولنا سوى كليلة ودمنة، مع الكثير مما يقع بين يدي في مكتبة والدي من منوعات أدبية وعلمية وغيرها.
ولم يمر عليَّ وقت طويل حتى وجدت بين يدي القلم والريشة أعبر بهما عما يتصارع في ذهني وروحي متجسداً على الورق، من لوحة وقصة وشعر يفجره حدثٌ ما تفاعل مع هذا المخزون المتنامي، وموهبة تتشذَّب كلما ازداد هذا المخزون بفعل المطالعة، وقطف الورود من حديقة الثقافه.
لم يكن بين ماتجسده الريشة أو القلم أي نص أو رسم ينتمي إلى عالم الطفولة سوى قصة واحدة كتبتُها ورسمتُها بالألوان لتُعلَّق على جدار الصف الخامس الذي هو صفي، وقد تجسد القحط في غياب كتب الأطفال المحلية وحتى المترجمة، باستثناء القليل القليل من حكايات الجدات الشفاهية البعيدة عن الخلق الأدبي المتكامل، وقصص من العالم الرأسمالي الذي استعمرَنا أرضا وفكرا لسنوات.
تابعت ممارستي لهواية الشعر والرسم وكتابة قصة الكبار بما كانت تتيحه موهبتي غير كاملة الخَلْقِ والتَّخلُّق حتى نهاية المرحلة الثانوية، حيث فزت بمسابقة في القصة الموجهة للكبار قامت بها بعض المدارس الثانوية في دمشق ..وبمسابقة للرسم كانت عالمية …
وتمرُّ سنوات الدراسة الأكاديمية للأدب العربي، فأنشغل وأبتعد عن الكتابة الإبداعية، ربما لأنها كانت تتفاعل في أعماق اللاوعي مع المخزون المقروء والمسموع عندي لتعطي مع الموهبة الفطرية البسيطة أبعاداً جديدة خارجة عن إرادتي في التخطيط لما سأكتب وأرسم.
عدتُ مع انتهاء دراستي الجامعية أكتب وأرسم بغزارة، وفجأة ألَحَّت عليَّ حالةٌ وقعت فيها تحت تأثير عشق الطفولة، الذي طوَّع الرغبة الخفية، ووجَّهها إلى عالم ماتزال ذكرياته في تلافيف روحي وعقلي، وتأثيراته على شخصيتي وسلوكي، عالم لم أبتعد عنه كثيراً، إنه عالم الأطفال وأدبهم، الذي اختال فيه كياني بروحي وعقلي وموهبتي الفطرية ليعبر عن هذا العالم بالقلم والريشة، فتتلون المفردات، وتتصارع الأفكار، وتتراقص ألريشة والألوان، وأكتب لأنقى وأهم عنصر في المجتمع، ويخرج مايخرج من تجربة للأطفال، الذين أعطيتهم الكثير من فكري وحياتي، وأعطوني الأكثر خلال سنوات طويلة…
وإذ أُسأَلُ فجأة، وأنا مازلتُ أغوص في مراحل التجربة الطويلة مع الأدب، ولاسيما أدب الطفل ودراساته وساحته الثقافية، الوعرة المسالك، محاولة رصد ماضيها وحاضرها:
لماذا كتبتِ للطفل؟..
وهل هناك التزام في هذا الأدب؟..
أجدني أقول:
كل كائن تبدأ حياته بمرحلة الطفولة، وقد لايصل إلى مرحلة الفتوة أو الشباب أو الشيخوخة، إذن الطفولة هي المساحة الكبرى في الحياة، والطفل في كل الكائنات هو الأكثر تأثراً بكل مايحيط به، من هنا أولى العالم الاشتراكي، الذي تربع أدب الطفولة فيه، وكل مايمت له بصلة على العرش العالمي لهذه الساحة، أهميةً قُصوى، في كل جوانبها، لأنَّ هذا الكائن الطفل هو المستقبل.
لذلك كانت أهم مرحلة في تجربتي متأثرة بنتاج هذه التجربة الاشتراكية، التي كنت قد نهلت معظم ماتُرجم من نتاجها للكبار، بعد أن كنت كما غيري متأثرة في مراحل حياتي الأولى بأدب الدول الغربية من قصص وروايات فيها الكثير من نتاجات إنسانية رائعة، وبعض النتاجات المتأثرة بالفكر الرأسمالي الاستعماري، طبعاً بالإضافة إلى أدبنا العربي الغني بأدبه القديم وأدب النهضة..
لم أكن معجبة ببعض قصص الأطفال الغربية، لما كان فيها من قيم لاإنسانية في بعدها عن قيم العدالة والنضال ضد الظلم والإستبداد بكافة أشكاله..
لذلك أقول وبكل ثقة: إنّ مااطَّلعتُ عليه من أدب الطفل الصيني وكتبه، والدراسات حوله، والفيتنامي، وأدب المنظومة الاشتراكية شذَّب روحي وعقلي كما موهبتي في أدب الطفل، وعلمني الكثير، معمِّقاً فهمي لأساسياته، وكيفية صناعة كتابه عبر اللوحة والخط المناسبَين للنص وللمرحلة العمرية التي يتوجه إليها النص، لأقدم لطفلنا العربي الذي يعيش الكثير من المعاناة أدباً، وكتاباً يمتعه، ويبنيه، ويخرجه من دائرة الإستلاب التي وضعه فيها الاستعمار المستبد، ومن يلحق به في مجتمعاتنا…
كما أستطيع أن أؤكد ونحن نعيش أقسى مراحل تاريخنا:
إنَّ أدب الطفل الإنساني، مهما ابتعد عن خصوصية المكان والزمان، يظل الأدب الذي ينشئ، مع عوامل الحياة الأخرى، الجيل الثوري، بمعنى: الجيل الرافض للظلم الإجتماعي والوطني، والساعي إلى الخير، والمضحي بالروح في سبيل أرضه ووطنه ..
أليس من أهم قيم أدب الطفل الصدق في المحبة ومنها محبة الوطن، والتعاون من أجل بناء الوطن، والتضحية بأغلى مايملك الإنسان من أجل الحفاظ على أرضه أمام الغازين، ومحبة كل إنسان وعدم الاعتداء عليه في أرضه وماله، وعدم الاستيلاء على ما للغير، إلى ماهنالك من قيم ترتبط جميعها بالفكر النضالي؟..
هنا، وأنا أعود إلى الدراسات العميقة حول أدب الأطفال عند الشعوب أجد أنَّ أدب الأطفال هو الأدب الأكثر تجسيداً للقيم الإنسانية منذ بدء التاريخ، لكنه يُلْبَسُ ثوباً خاصاً به، مناسباً لكل مرحلة عمرية، تنسجه اللغة بمفرداتها ومعانيها وصورها..
لهذا كان لأدب الأطفال في الدول الرأسمالية سمته وقواعده، وقيمه التي انطلقت من المفاهيم السياسة لهذه الدول التي تبيح استعباد الأوطان والشعوب، وسرقتها، واضطهادها من أجل مصالحها، كما يتجسد أمامنا الآن في كل مايحدث في العالم من استشراس وإجرام وتدمير يقوم به أشخاص ودول، وهذا عكس مانجده في أدب المنظومة الاشتراكية للأطفال.
لذلك وأنا أجيب عما طُلِبَ مني حول تجربتي الشخصية في ساحة هذا الأدب، أخشى أن يتنازعني أمران:
إسهاب يمجُّه الآخرون بتهمة غرور الذات فيما وصلت إليه، أو حذر إفراط في التواضع يهضم الذات والتجربة حقهما ويضيِّعه، وفي كلا الأمرين أراني مقيدة الحديث عن تجربة هي دون الطموح وفوق الرغبة، والإبحار في لجَّة اللغة، وبحر الأدب وأي أدب؟!
إنه أدب الأطفال وتجربتي فيه، وطريقي الطويل الشاق معه، ولاسيما أنَّ الصعوبات في البدايات كانت كامنة بأنَّ هذه التجربة تنتمي إلى حقل من بيادر الأدب مايزال قيد الدراسة ووضع منهج له في سورية خاصة ووطننا العربي عامة..
فأدب الطفل هذا كان ضعيف الارتباط بالماضي البعيد، وئيد الخطا، ومتعثرها في الماضي والحاضر، فلا هو استقوى بجذوره، ولا هو امتدَّ بفروعه كثيراً، ومعظم ماكان يُكتب حينها، كان قَيدَ تجربةِ تأسيس كيانه، لذلك كان ماكتبتُه وأقدمت عليه من صناعة كتابه تجربة شخصية في طريقٍ وعرِ المسالك منذ البداية، قليل الارتياد الموغل في المسير، غائم المجاهيل، لهذا حين يسير الإنسان منفرداً أو شبه منفرد فيه، كاتباً لنصه، وصانعاً وناشراً لكتابه، بعيداً عن العمل الجماعي المتعاضد، والمخطِّط، يكون أكثر التقاءً بالمصاعب لأنه يفتقد إلى السلاح الأقوى الذي تمنحه قوة المجموعة، سواء من قِبَلِ مؤسسات الدولة، أو القطاع الخاص.
وإذْ يعود السؤال إلى ساحة الذهن، عن أدب الأطفال والالتزام، وكيف كتبتُ وأكتب للأطفال أتذكر قولاً لتوفيق الحكيم:
(إنَّ البساطة أصعب من التعمُّق، ومن السهل أن أكتب وأتكلم كلاماً عميقاً، ولكن من الصعب أن أنتقي وأتخير الأسلوب السهل الذي يُشعِر السامع بأني جليس معه ولست معلماً له). هنا تكمن الصعوبة في أن أحمِّل قصصي التي أكتبها للأطفال أفكاراً عميقة ومهمة دون أن يشعر الطفل بثقل هذه الأفكار والقيم الثقافية والوطنية والقومية، لأبني شخصيته كإنسان وكمواطن، بدءاً بأول خطوة في حياته، التي لابدَّ أن يعيشها ضمن جماعة يرتبط معها بمشاعر الانتماء إليها، وأرض يعيش فوقها، ووطن ينتمي إليه.
وهكذا كانت أول مرة كتبتُ فيها للأطفال من وحي واقع أسقطتُ عليه أفكاراً رأيتها مهمة وترتبط بوجود هذا الطفل العربي، وأي طفل؟! طفل يعاني من ويلات الاستعمار لوطنه، وذيل هذا الاستعمار الجاثم فوق روحه داخل وطنه، وكانت هذه الكتابة فطرية، لاإرادية، فرضت نفسها في لحظة من الزمن على ذهني ومخيلتي، وتجسدت على أوراقٍ أمامي بفعل انفعالات داخلية تعانقت فيها الروح مع العقل والموهبة، وتفجَّرت من خلال رؤيتي لشجرة دلبٍ معمِّرة تجثم فوق أرض واسعة، قريبة من نبع، فتنمو وتنمو عبر سنوات طويلة حتى يكاد تجويفُ فيها يتَّسع لعدد من الأشخاص.
كانت تمتدُّ في أرض الحقل، فروعها تعانق الفضاء بقدر ماكانت جذورها تعانق التراب، فتمتد وتسيطر عبر جذورها والشجيرات المنبثقة عن هذه الجذور على الأرض، وتأخذ خيرها ومياهها، ماجعل كل شجرة في دائرتها ضعيفة هزيلة.
أذهلني منظر الشجرة في البداية، لكنني وأنا أفكر بفوائدها شبه المعدومة، حيث هواؤها أيضاً غير صحي، تلحُّ عليَّ فكرة تشبيهها بالاستعمار، الذي يخنق في وجوده كل ماعداه، فأُسقِطُ هذه الفكرة من خلال صياغتي للقصة التي حين نشرتها قرَّظها بعض الدارسين وقد أعجبتهم، مع انتقادٍ من أحدهم حول خطأ ارتكبتُه حين قلتُ: وقطع الفلاح الشجرة الأم وصغارها. مصوباً أنَّ هكذا جملة غير مستحبة حين نخضعها لعلم النفس وقواعده، إذْ لايجوز أن نقرن بين الأمومة والصغار والقسوة في القطع من خلال ما فعله الفلاح، وكان عليَّ التعبير بعبارة موحية أكثر وغير مخالفة لعلم النفس، ولأنني مصرَّة أن أتعلم كي أكتب كتابة سليمة توقفت كثيراً عند رأي هذا الناقد شاكرة، وقد أعطاني درساً مازلت أتعلمه، وهو الاستنجاد بعلم النفس العام وعلم نفس الطفل وعلم الاجتماع، والأحياء وكل ماله علاقة بالكتابة للطفل، من لغة وخط ولوحة كي أكتب بشكل سليم، لذلك كنت كلما ازددتُ اطلاعاً ازددت إيماناً بالنقص الكبير عندنا فيما يخص ساحة الطفولة وثقافتها وأدبها، وكل مايمت إليها بِصِلة، وينتمي إلى العلوم المتعددة، ولاسيما أنا أواكب تجارب الدول التي سبقتنا بكثير دراسة وإبداعاً وفنَّاً.
أما القصة الثانية فكانت أيضاً عملاً لاإرادياً ارتبط بمشهد راقبته، وكانت بطلته دودة القز..وقد توجهت بها إلى نفس المرحلة العمرية، هذه المرحلة الأكثر استقطاباً للكتَّاب لأنها الأسهل في صياغة الأفكار لغة ومفردات وأسلوباً، وكانت القيمة المطروحة فيها هي التضحية في سبيل العطاء الذي يبني المجتمع، كي تستقيم الحياة بشكلها السليم.
تتالت كتابتي للقصص على هذا المنوال حتى شكلت مجموعةً من ثماني قصص تمحورت معظمها حول رفض الظلم، وضرورة التعاون في الحياة وفي الدفاع عن الوطن، والعطاء حتى الروح، والقضاء على الاستعمار، وطبعاً كلها كانت بأسلوب اعتمد مبدأ الرمز، والأنسنة، لكني وقد طبعتُ المجموعة ونشرتها كتباً، وكنت نشرتها في الصحافة، وكان هذا في وقت مايزال أدب الطفل فيه بعيداً عن أن يكون له كيان مُحدَّد، بل كان تجارب هنا وهناك، وما نشرته تجربة من هذه التجارب، وجدتُ نفسي بفرض لاإرادي أدور تفكيراً وكتابة في هذا الفلك، وحينها كنت خالية الوفاض من معرفة خفايا وأسرارهذا الأدب، وأسسه وقواعده ولغته، وما قالت عنه الشعوب وفيه، ولاسيما الشعوب التي أسست كيانه، إبداعاً في النص والرسوم والخط، ودراسةً كأدب له وظيفته المهمة والمتشعبه في بناء الإنسان، أساس المجتمع، كما في المنظومة الاشتراكية في تلك الأيام، فبدأت بحيازة الدراسات المترجمة الكثيرة، والكثير من كتب الأطفال الأجنبية والعربية، وكتب علم نفس الطفل، وعلم النفس العام وعلم الاجتماع، وعلوم الطبيعة، وكل مايمت إلى ساحة الطفل بِصِلة لأتعلم وأمارس الكتابة لأدبه، وصناعة كتابه، ودراسات في هذا المجال وفق أسس سليمة مدروسة، وقواعد في المضمون واللغة والشكل تراعي المراحل العمرية، وتلبي احتياجات الطفل الثقافية والنفسية والجمالية والعلمية..
وكان أهم تطور في كتابتي كما أشار بعض الدارسين هو طرحي للقيمة التربوية والعلمية العميقة، كما قال توفيق الحكيم، بثوب اللغة الجميل والممتع، أسلوباً وصوراً ومفردات، والبسيط، المحبَّب للطفل.
ولأنَّ قصة الطفل نصاً وفناً مرسوماً هي من أهم أجناس الأدب العالمي، وأَقدَمِها كحكاية شفاهية، لذلك يجب أن ننسجها بثوب لغوي لحمته وسداه القيمة والعبارة والكلمة والأسلوب، ويكلل هذا كله لوحات وخط تحاكي النص والمرحلة العمرية التي كُتِب لها، وتتغلغل في حنايا ذهن الطفل وروحه..
لذلك بقدر ماتكون القيم نابعة من احتياجات الطفل وعملية بنائه بقدر ماننجح في بناء أساس المجتمع وهو هذا الطفل.
ولأهمية هذا الأمر نجد أن العالم الآن يربط هذه العملية بخططه الثقافية النابعة من سياسته، لكي يكون إنسانُ المستقبل منصاعاً لنهجه السياسي ومنفذاً له، كما في العالم الرأسمالي، والعالم الاستعماري، الذي أُعطي كنموذج عنه مجتمعَ الكيان الغاصب لفلسطين، وأميركا.
بينما يطرح العالم الاشتراكي قيم العدالة والحرية ورفض الظلم والدفاع عن الوطن، وتعظيم قيم التضحية….إلخ
أما في عالمنا العربي المُبتلى بالاستعمار في أجزاء منه ولاسيما قضية فلسطين، فإننا نطرح بكثرة قيم النضال والمقاومة، والرحمة، والتضحية، وعدم الاستيلاء على ماللغير…
وبالطبع من أهم شروط هذه الكتابة الابتعاد عن المباشرة، وأسلوب التعليم والوعظ، ومراعاة شرط إمتاع الطفل بما يقرأ، وإغناء مخزونه المعرفي والأخلاقي والجمالي ..
بعد كل هذا هل نبعد أدب الطفل عن دائرة الالتزام بالإنسانية والوطنية والقومية؟
لاأتصور أبداً، وأنا من خلال ٤٠٠ قصة قدمتها للطفل، ولمراحل عمره المتعددة، ومنها القصة الشعرية والقصة النثرية، وبأساليب متنوعة، كان أهمها الأسطورة والحكاية، حاولت أن أجعل الطفل ملتصقاً بجمال الطفولة، والمجتمع والوطن والأرض والناس، رافضاً للظلم، ملتزماً بكونه مواطناً صالحاً قبل كل شيء..
ثم أكملت خلق النصوص بالخلق الآخر لشكل القصة التي يجب أن تتصف بصفات النص القصصي، من خلال اللون والرسوم والكلمات والشكل العام للقصة ككتاب..
والآن، وبعد أن عشنا مرارة أقذر حرب طالت الإنسان في وطننا كما كل مايحيط فيه أرى ضرورة تنبه الدولة والكتَّاب إلى أهمية ثقافة الطفل النضالية قبل كل شيء، وثقافته العامة كي لايضيع وطنه في يوم، ويعرف كيف يحافظ عليه ويدافع عنه…
العدد 1101 -28-6-2022