الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس بديلاً عن إنهاء الفظائع في غزة

الثورة _ترجمة ختام احمد:

قامت عشرات العائلات في مصر بسكب الأطعمة المجففة في حاويات فارغة وإلقائها في البحر الأبيض المتوسط، في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أشهر على المساعدات الحيوية في غزة.

بساطة هذه البادرة – كمية صغيرة من الحبوب مُرسلة في أبسط أوعية – تُبرز تناقضاً مع إسرائيل المهيمنة تكنولوجياً، وهي قوة نووية مدعومة من الولايات المتحدة، تنشر أحدث الأسلحة ضد شعب ضعيف وأسير، نصفه تقريباً من الأطفال.

علاوة على ذلك ، فإن تعبير المُرسِل عن التضامن والعجز يُجسّد تماماً مزاج جمهور إقليمي وعالمي غاضب، يُدرك عجزه في مواجهة الفساد الأخلاقي المُتراكم في غزة.

لقد اتخذ الظلم في غزة شكل دمى ماتريوشكا، ففي سياق حملة عسكرية غير مسبوقة ، تُعتبر إبادة جماعية ، وتندرج في إطار احتلال وحشي وغير قانوني دام 75 عاماً، مُغلفاً بأيديولوجية أوسع نطاقاً تتمثل في التفوق العرقي، لجأت إسرائيل الآن إلى استخدام الجوع كسلاح ممنهج ضد 2.2 مليون مدني.

في تموز، لقي 63 شخصاً حتفهم بسبب التجويع القسري الذي فرضته إسرائيل. إلى جانب ذلك، قُتل أكثر من 1000 رجل وامرأة وطفل برصاص القوات الإسرائيلية أثناء بحثهم عن الطعام في مواقع الإغاثة القليلة المتبقية. بعد أن استنفدوا حججهم المنطقية، يجد القادة الإسرائيليون أنفسهم يتذرعون بهجوم حماس في السابع من تشرين الأول لتبرير جرائمهم.

أصرّ وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على أن إسرائيل ليست مسؤولة عما وصفه بـ”الظروف الصعبة” في غزة. وتساءل أمام حشد من الصحفيين: “من المسؤول عن هذه الحرب؟ حماس.

حماس هي من بدأت الحرب بمجزرتها في السابع من تشرين الأول، حماس مسؤولة عن استمرارها”.

وعلى نحو مماثل، عندما سُئل المسؤول في حزب الليكود مايكل كلاينر عن القصف والحصار الإسرائيلي، قال : “شكواي موجهة ضد الناس في أوروبا الذين لا يدعموننا ولا يضعون إصبعهم على الطرف الحقيقي المسؤول، وهو الذي بدأ الحرب. [بدون] السابع من /تشرين الأول، لم يكن ليتعرض طفل واحد في غزة للأذى”.

لكن هذا الموقف لا يمكن الدفاع عنه أخلاقياً وقانونياً، ففي القانون الدولي، كما هو الحال في تقاليد الحرب العادلة في جميع الحضارات تقريباً، هناك فصل واضح بين قانونية شن الحرب من البداية ( الحق في الحرب )، وقانونية كيفية إدارتها بمجرد بدئها.

حتى لو تم استبعاد الاحتلال الإسرائيلي الطويل، وتم التسليم بأن حماس بدأت الحرب في 7 تشرين الأول، فلا ينبغي أن يكون لهذا الواقع أي تأثير على كيفية ملاحقة إسرائيل لردها.

إن الغرض من الحق في الحرب، أو القانون الإنساني الدولي، هو الحد من المعاناة في الحرب، بغض النظر عن هوية من بدأها.

علاوة على ذلك، فإن استحضار أهوال السابع من تشرين الأول يُبرز بوضوحٍ حجم الفظائع الإسرائيلية، ولأن السابع من تشرين الأول كان مروعاً للغاية، فإن ما ارتكبته إسرائيل في غزة لا يُطاق.

إن مقتل 1200 شخص، بينهم 36 طفلاً ، في هجومٍ مفاجئ شنته جماعة إرهابية كان جريمةً شنيعة. وبالتالي، فإن ذبح 60 ألف شخص ، بينهم 14 ألف طفل على الأقل، وفرض مجاعةٍ من صنع الإنسان، في حملةٍ مُدبّرةٍ من قِبَل ديمقراطيةٍ حليفةٍ للولايات المتحدة، يُعدّ جريمةً أكبر بكثير.بعد ٢١ شهراً من الدمار الذي لحق بغزة على مرّ العصور الوسطى ، وبعد أن تحققت أسوأ سيناريوهات المجاعة، يتلمس المجتمع الدولي أخيراً رداً.

اقترحت المفوضية الأوروبية تعليقاً جزئياً لمشاركة إسرائيل في مبادرتها الرائدة لتمويل الأبحاث، وانسحبت البرازيل من التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست.

وبالنسبة لدول مجموعة السبع، مثل بريطانيا وفرنسا، فإن المحور الرئيسي لجهودها هو الوعد بالاعتراف رسمياً بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة في أيلول.

إن الاعتراف بحق تقرير المصير الفلسطيني خطوة رمزية أساسية ومستحقة، ومع ذلك، ليس من الواضح كيف سيُنهي قرار الدولة الفلسطينية المجازر اليومية في غزة أو يُنهي المجاعة المستمرة، لا سيما أن إسرائيل لا تزال مُتحدية ومُدللة من قِبل الولايات المتحدة.

وحده الاعتراف بالسيادة الفلسطينية سيُمثل بالتأكيد عزاءً لا يُطاق للأمهات اللواتي يُصبحن متفرجات على أطفالهن الرضع الذين يُصابون بالجوع، وللمدنيين الجائعين الذين سيُطلق عليهم قناصة إسرائيليون النار وهم يصطفون في طوابير للحصول على الطعام، أو للأطفال الذين سيُقتلون أو يُشوهون أو يُيتمون بالقنابل الإسرائيلية في الساعات والأيام والأسابيع القادمة.

   المصدر _ Newsweek

آخر الأخبار
غرفة  صناعة حلب تفتح باب الانتساب لعضوية اللجان  وتعزز جهود دعم الصناعة عصام الغريواتي: زيارة الوفد السوري إلى تركيا تعزز العلاقات الاقتصادية والتجارية مباحثات سورية–إماراتية لإحياء مشروع مترو دمشق الاستراتيجي أحكام عرفية بالرقة واعتقالات في ظل سيطرة «قسد»...والإعلام مغيّب تحقيق رقابي يكشف فضيحة هدر بـ46 مليون متر مكعب في ريف حمص بعد توقف دام 7 أشهر..استئناف العمل في مشتل سلحب الحراجي "الأشغال العامة" تعرض فروع شركتي الطرق والجسور والبناء للاستثمار من وادي السيليكون إلى دمشق.. SYNC’25 II يفتح أبواب 25 ألف فرصة عمل خفايا فساد وهدر لوزير سابق .. حرمان المواطنين من 150 ألف متر مكعب من الغاز يومياً الكلاب الشاردة مصدر خوف وقلق...  116 حالة راجعت قسم داء الكلَب بمشفى درعا الوطني   تعزيز التواصل الإعلامي أثناء الأزمات الصحية ومكافحة المعلومات المضللة غلاء الإيجارات يُرهق الباحثين عن مسكن في إدلب ومناشدة لإجراءات حكومية رادعة غزة بين القصف والمجاعة و"مصائد الموت" حصرية السلاح بيد الدولة ضرورة وطنية ومطلب شعبي أكبر بساط يدوي من صنع حرفيّ ستينيّ الادعاء العام الألماني يوجّه اتهامات لخمسة أشخاص بارتكاب جرائم حرب في مخيم اليرموك زيارة رسمية لوزير الداخلية إلى تركيا لتعزيز التعاون الأمني وتنظيم شؤون السوريين تراشق التصريحات بين واشنطن وموسكو هل يقود العالم إلى مواجهة نووية؟ من البراميل والطائرات إلى السطور والكلمات... المعركة مستمرة تعددت الأسباب وحوادث السير في ازدياد.. غياب الحلول يفاقم واقع الحال