الثورة – حمص – تحقيق سلوى إسماعيل الديب:
لا يزال الواقع الخدمي بحاجة للمزيد من الاهتمام والعناية من قبل الدوائر المعنية في مجالس المدن والبلدات، بالنظر إلى تراجع مستوى خدمات البنى التحتية وانعدامها أحياناً في العديد من المناطق والبلدات، وفي حي الورود بحمص لا يختلف الأمر كثيراً عن باقي الأحياء التي لا تحظى باهتمام كاف من قبل المعنيين، الأمر الذي فاقم المشاكل الخدمية ورتب عليها مشاكل بيئية وصحية واجتماعية زادت من معاناة المواطنين.
“الثورة” في جولتها وقفت على الوضع الخدمي في “حي الورود ” في حمص الذي توسع مع بداية الحرب العدوانية على سورية، حيث نفذت بعض الخدمات بدون احترافية من شوايات وربط أمراس الكهرباء.
* 33 يوماً بلا كهرباء..
أشار مختار حي الورود “محمد الحسن” إلى تهالك شبكة الكهرباء تماماً منذ عام 2017، والتي لم تلق أي اهتمام، فالشبكة خلال فصل الشتاء الماضي تعرضت للعطب الكامل، علماً أن بعض منازل الحي بقيت بلا كهرباء منذ 33 يوماً، وفي شارع الشهيد “حمدان محفوض”، تم مدّ الصرف الصحي والمياه العام الماضي ولم تنفذ أعمال تزفيت الحفريات حتى الآن، وذات المشكلة لشارع “علي الركابي” وشارع 30 من الصعب تنفيذه، وتمنى تعبيده على الوضع الراهن 8 أمتار حيث لن يعوق تنفيذ الخطة لاحقاً، ليتمكن الناس من الوصول إلى منازلهم في فصل الشتاء، مع العلم أن أغلب منازل الشارع مخالفات وقد غطيت بألواح (التوتياء)، وآخر 100 متر من الشارع غير مخدمة بالصرف الصحي ومياه الشرب، لأنها لم ترد في المخطط التنظيمي، والسبب إلاقبال الكبير للسكن في الحي بعد الحرب على سورية، مع العلم أن أغلب شوارع الحي غير معبدة بالكامل، وتفرعات الشوارع المحيطة بالمدارس غير معبدة، فيعاني الطلاب والأهالي من صعوبة الوصول للمدرسة بسبب الطين، ولا يستطيع الأهالي منع أطفالهم من اللعب بالطين والمياه الملوثة التي تتشكل في هذه الشوارع كمستنقعات صغيرة.
*مناطق إدارية خارج الخدمة..
وأضاف “الحسن” هناك العديد من الشوارع غير معبدة كجادة تغلب وشارع “ابن الشاطر” الذي نفذ فيه الهاتف والصرف الصحي ومياه الشرب، والسبب أن جادة تغلب منطقة إدارية مستملكة للدولة، ويوجد سكان قاطنون في ثلاثة شوارع وهي بحاجة للتعبيد، علماً أن مجلس المدينة متعاون، لكن ضعف الإمكانيات هو السبب في التقصير، وكذلك الروتين، فجميع الأمور تسير بموجب كتب رسمية، وأشار إلى سقوط بعض الكابلات الكهربائية فوق أسقف المنازل. لهذا تم إلزام المواطنين بتسديد ما فرض عليهم من مبالغ مادية لنقل تلك الكابلات من فوق منازلهم، إلا أن المشروع متوقف منذ ثلاثة أشهر بسبب عدم التزام شركة الكهرباء بنقل العمود ونقل الكابلات..
*سوق شعبي ينتظر التنفيذ..
وقد تقدمنا أنا ومختار كرم اللوز بطلب إنشاء سوق شعبي للحي في قطعة أرض من أملاك الدولة، وكانت الاستجابة ممتازة، وقمنا بمتابعة الكتاب في الأشغال.. ومن خلال السوق سيتم توفير الخضار والمواد الاستهلاكية من المنتج للمستهلك، والأكشاك لذوي الشهداء وللجرحى الذين لم يتم توظيفهم و الأكثر حاجة.
ونقوم بدراسة للشوارع غير المخدمة بمياه الشرب لتخديمها قبل عملية تعبيد الشوارع، منها نهاية شارع “ابن الجبان” من الشرق آخر 150 متراً، وشارع “التغلبي” من جهة الشرق، وتحتاج بعض الشوارع لشوايات حيث أنها نفذت سابقاً بشكل غير صحيح ووضعت في مكان مرتفع.
*نريد حلاً لكهرباء الحي..
وطالب بعض المواطنين بتغيير خط السرافيس وزيادة عددهم ليصل إلى خط الستين فعند تنفيذ السوق الشعبي يصبح مربعاً كاملاً، وأشاروا إلى حاجتهم ل28 عمود كهرباء لربط الكهرباء بكامل الحي.
وتحدث الأهالي عن عدم صعود المياه للطوابق العليا مع عدم توافق وجود المياه مع الكهرباء، ومن الطلبات الملحة للأهالي تغيير أسماء الشوارع ليطلق عليها اسم شهدائنا بدل الأسماء الحالية.
*روائح مزعجة..
وبين “أيمن قيمر” أن الصرف الصحي يحتاج الصيانة فإذا لم يسلك المجرور الرئيسي ستبقى التمديدات الفرعية تصدر الروائح الكريهة، لكل من شارع “عز الدين الموصلي”، وشارع الجامع “ابن أبي أصيبعة” وأشار لمعاناة أهالي الحي بعدم قدوم سيارات القمامة بشكل منظم، وكثيراً ما يبقى الحي لأكثر من يومين بلا نقل القمامة وأكد بأنهم قدموا كتباً من ثلاث سنوات لتعبيد الطرقات في الحي وكل جهة تحمل المسؤولية للجهة الأخرى ولا يوجد متابعةللأمر.
* لا جدوى من رش المبيدات..
وكثرة الحشرات في الحي تسبب أمراضاً وقد تم رش الحي ثلاث مرات ولسوء الحظ توافق دورنا مع هبوب الريح فلم نستفد، وتنتشر الجرذان في كل مكان وخصوصاً المنازل المخالفة..
وفي الشتاء تمتلئ الشوارع بالمياه بسبب عدم فعالية الشوايات وكل عام نقدم كتاباً لتعزيل الشوايات فيكون العمل شكلياً فلا تنظف سوى الأغطية دون تنظيف الأنابيب التي تتصل بها وقد دخلت المياه المنازل في فصل الشتاء الماضي، وأشار مواطن آخر لعدم تصليح الأسلاك الكهربائية بحرفية فبعد الإصلاح يعود للفصل مرة أخرى.
*استجرار غير مشروع..
أشار “ياسين بربورة” والد “شهيد وأسير ومصاب” لعدم تخديم بعض الشوارع من تعبيد و صرف صحي ومياه مثل شارع “ابن الشاطر”، فبعض المنازل لم تصلها شبكة اتصالات لعدم ورود التعليمات للربط بين الشبكة الجديدة والقديمة، وتمنى أن يخرج أعضاء مجلس المدينة من مكاتبهم لمتابعة أوضاع الناس الخدمية ومن يجد نفسه غير أهل فليترك عمله لمن يرغب بالعمل وقد حصل على استثناء لتركيب عداد كهرباء ولكن لم يجد من يتسلمه منه برغم سماعه عن حالات تركيب العدادات عن طريق العلاقات وأغلب أهالي الحي يستجرون الكهرباء بشكل غير مشروع.
وبدوره المصاب “علاء الضاهر” أشار إلى أن اغلب أهالي الحي فقراء مادياً وتمنى ألا يوفر مجلس المدينة جهداً لتأمين الحي خدمياً، برغم أن البعض قدم طلباً لتركيب عدادات منذ عامين و بدون جدوى بسبب عدم وجود العدادات.
*خروج السيارات من الخدمة..
مدير النظافة بمجلس مدينة حمص “عماد الصالح” قال: نحن نخدم الحي وكثيراً ما نوجه سيارات الأحياء الأخرى لتخديم حي الورود ولكن المشكلة أغلب السيارات قديمة من تحت 2006 وهي من السيارات الثقيلة التي فيها دارت هيدروليك معقدة تتعطل دائماً وبسبب الحصار لا نستطيع الحصول على قطع غيار للسيارات عند حدوث أعطال، فكثيراً ما تتعطل السيارة عند قيامها بتحميل نصف القمامة حيث يوجد في السيارة أكثر من دارة وأحياناً تكون المشكلة من المازوت حيث لا تأتي التوريدات في الوقت المحدد، فتخرج بعض السيارات من الخدمة بكل أحياء حمص وتتفاقم المشكلة في فصل الصيف عند التأخير بسبب الروائح الكريهة..
* الصيانة وفق الإمكانيات..
وبالتواصل مع مدير كهرباء حمص “محمد بسام الرفاعي”، أجاب على بعض التساؤلات قائلاً: تتغذى مراكز التحويل في حي الورود في محافظة حمص (بنايات الشرطة- العصافير- البريد – مرهف) من محطة جنوب حمص، والحي بحاجة لوضع محولات في الجهة الشرقية كون المسافات طويلة، فتقوم ورشات الشركة العامة للكهرباء في محافظة حمص بالصيانة وفق المواد المتوفرة للمركز في حي الورود وغيرها منها مركز تحويل مرهف.
وتقوم ورشات شركة الكهرباء بإصلاح الأعطال عند إعلام المركز بحدوث عطل وبالسرعة الكلية.
* العدادات حسب الأقدمية..
علماً أنه خلال الخمسة أشهر من العام الحالي تتعرض شبكة الكهرباء في حي الورود للسرقة من قبل ضعاف النفوس بحدود/150/ خطاً الأمر الذي سبب كثرة الأعطال وتهالك الشبكة في الحي، أما بما يخص طلبات العدادات سيتم تركيب العدادات المنزلية للإخوة المواطنين حسب الأقدمية في حال توافر العدادات والحافظات في الشركة.
*مناقشة موسعة..
وورد في رد نائب رئيس مجلس المدينة “نادر عفوف”: ضمن خطة مجلس مدينة حمص تم عقد لقاء مع أحياء الورد وكرم الزيتون بحضور المعنيين بالشأن الخدمي من مختلف الجهات وجرت مناقشة موسعة لعمل وآفاق عمل لجان الأحياء وتطويره والاهتمام بحاجات المواطنين ومقترحاتهم ومتابعتها.
*إقامة سوق شعبي..
طرحت لجنة حي الورود موضوع تعبيد شوارع الحي، حيث بينت مديرية الأشغال أنه تم تنفيذ عقد تعبيد سابق في الحي للشوارع التي تمت الموافقة عليها من قبل المؤسسات الخدمية ( مياه – صرف صحي – كهرباء – هاتف) كما يوجد في الحي شوارع عبارة عن مقاسم وأملاك خاصة لا يمكن مد قميص زفتي لها والعكس بالعكس فهناك مقاسم مبنية هي عبارة عن شوارع هذا من جهة ومن جهة أخرى سيتم رصد الاعتماد اللازم لمتابعة أعمال تعبيد الشوارع وتخديمها بالبنى التحتية وسيتم التنسيق مع المؤسسة الخدمية المعنية لاستكمال باقي الشوارع التي تحتاج بنى تحتية إضافة إلى أن المدينة خصصت يومي عمل لكل حي لترميم الحفر وطالبت اللجان بتحديد المصارف المطرية التي بحاجة إلى صيانة وتعزيل أو إنشاء جديد لأماكن تجمع مياه الأمطار كما وافق مجلس المدينة على طلب هذه الأحياء لإقامة سوق شعبي مؤقت على عقار صفته التنظيمية حديقة غير منفذة على أن تقوم اللجان بدعوة المنتجين والبائعين لعرض منتجاتهم في هذا الموقع بعد قيامنا بترميم الحفر فيه.
وخلال هذا اللقاء تم التأكيد على لجان الأحياء بتطوير عملها والتوجه نحو العمل ضمن الوسط الاجتماعي والتوعية السكانية لما فيه مصلحة الحي عموماً.