مع اقتراب موعد انتهاء الفترة الانتخابية للمجالس المحلية، ورغم حالة السبات الطويل التي (تميز) بها عدد من مجالس المدن والبلدات والقرى، فقد بدأنا نشهد نشاطاً ملحوظاً في إقامة حملات نظافة وشطف وغسيل شوارع في محاولة لإعادة الثقة المفقودة لدى المواطنين الذين لم يعودوا ينتظرون من مجالسهم المحلية أية مبادرة في ضوء تردي الواقع الخدمي المزمن من خدمات الصرف الصحي والمياه والكهرباء والطرق وغيرها.
وحتى لا ندخل في باب الاتهام والتقليل من شأن ما بذل من جهود على قلتها وتواضعها في بعض الأحيان، نجد أنه من الإنصاف الإشارة إلى جملة التحديات وربما الصعوبات والعقبات التي ساهمت في تعطيل عمل بعض المجالس المحلية وربما تأخير إنجازها للمشاريع المزعم تنفيذها وخاصة الخدمية منها، فالأمر كان مرتبطاً مباشرة بتوفر التمويل اللازم وما يستتبع ذلك من آليات وتجهيزات ومواد أولية ويد عاملة وخبرات فنية وغير ذلك، وربما هذا ما أدخل الكثير من المشاريع في حالة سبات بانتظار أن يصل التمويل أو تتوافر الظروف اللازمة للمباشرة به.
لكن بالمقابل كان هناك ظروف متاحة وداعمة لنشاط الكثير من مجالس المدن والبلدات والقرى وغيرها وكان من المفروض أن تشهد تحقيق خدمات جيدة للسكان والمواطنين سواء من طرق أو مرافق عامة مختلفة.
على كلٍّ فات أوان هذا الكلام والأمل بالقادم من مجالس محلية سيتم انتخابها خلال الأسابيع القادمة، لكن ما كنا نود قوله هنا أن هذا النشاط غير المعهود الذي تبديه بعض المجالس لا يخرج عن كونه حالة مؤقتة لمسح صورة غير جيدة عن الأداء خلال السنوات الأربعة الماضية، وهو استعراض عابر لن يغير شيئاً من حالة عدم الرضى التي تولدت لدى المواطنين الذين بخلت عليهم مجالسهم المحلية بأبسط الخدمات..!!.