الثورة – تقرير منهل إبراهيم:
الإصرار والتكرار الأمريكي لمسلسل الردع المزعوم والطويل في مواجهة روسيا والاهتمام من وسائل الإعلام الأمريكية وعملها المستمر لتشويه صورة الدولة الروسية باتت من أولويات عمل الإدارات الأمريكية التي ترصد ميزانيات كبيرة لتحقيق ذلك، ويرى خبراء أن واشنطن تتبع (استراتيجية مكبر الصوت) و(الشفافية) كأدوات جديدة في حربها مع موسكو.
الإعلام الأمريكي وبحسب وكالة نوفوستي الروسية يواصل حملته لتشويه سمعة موسكو من خلال تضخيم التهديد الوهمي باستخدام الجيش الروسي للأسلحة البيولوجية، رغم أن واشنطن بالذات تتمتع بمثل هذه السمعة.
وقالت السفارة الروسية، في قناتها على تيليغرام، إن صحيفة Hill الأمريكية نشرت هذا الأسبوع مقالة كتبها أربعة أطباء من ذوي الخبرة في مجال المواد السامة وعلم الفيروسات، أشاروا فيها إلى أن موسكو قد تستخدم “أسلحة دمار شامل” في أوكرانيا.
وأضافت السفارة: “نؤكد أن الولايات المتحدة بالذات، وليس روسيا، هي التي تتمتع بسمعة مشوهة في هذا المجال. وقد قدمت وزارة الدفاع الروسية مرات عديدة أدلة دامغة موثقة على ذلك مع الإشارة إلى تقارير أمريكية”.
وحثت السفارة الروسية، الخبراء المحليين على التعرف على الوثائق الخاصة بالأنشطة البيولوجية العسكرية للولايات المتحدة واستخلاص النتائج منها. وقالت: “نحث الخبراء المحليين على التفكير في سبب إعاقة الولايات المتحدة لمحاولات الأعضاء المسؤولين في المجتمع الدولي، بما في ذلك روسيا، لتعزيز نظام الاتفاقية البيولوجية لسنوات عديدة وعرقلة صياغة بروتوكول ملزم قانونًا لمعاهدة منع الأسلحة البيولوجية”.
وفي إطار الهوس الأمريكي فيما تسميه الردع لروسيا صادق مجلس النواب الأمريكي على على مشروع ميزانية دفاع ضخمة، 4 مليارات منها لردع روسيا، ولدعم أوكرانيا نصيب لا باس به، وكل ذلك لإطالة أمد الحرب ضد موسكو على الأراضي الأوكرانية.
وكالة تاس الروسية أكدت أن المجلس الأمريكي صادق على مشروع الميزانية الدفاعية المزعومة للبلاد لسنة 2023 بقيمة 840 مليار دولار، وصوت لصالح مشروع الميزانية 329 عضوا في المجلس مقابل 101 صوت ضده.
وينص المشروع على تخصيص 808.4 مليار دولار للبنتاغون و30.5 مليار لوزارة الطاقة ونحو 400 مليون دولار لتمويل أنشطة الهيئات الفدرالية الأخرى الخاصة بالدفاع.
وبموجب المشروع، يعتزم الكونغرس تخصيص 4 مليارات دولار لتمويل مبادرة ردع روسيا في أوروبا، وتمديد القيود على تعاون البنتاغون مع وزارة الدفاع الروسية لعام إضافي، وتقليص اعتماد القواعد الأمريكية في أوروبا على الطاقة من روسيا، قبل الاستغناء التام عنها في وقت لاحق.
ويتضمن مشروع الميزانية رصد أموال لرفد الترسانة الأمريكية وترسانات حلفاء واشنطن بعد تقديم أسلحتهم لأوكرانيا، وتمويل تدريب الخبراء في إزالة الألغام لإرسالهم إلى أوكرانيا وبعض الدول الأخرى.
وقد تحصل كييف في السنة المالية القادمة على مليار دولار في إطار المبادرة للمساهمة في أمن أوكرانيا، ويشمل مشروع الميزانية وقوف المفتش العام للبنتاغون على سير تقديم المساعدات العسكرية لكييف.
وقبل التصويت على مشروع الميزانية، بحث النواب بعض العديلات عليه، بما في ذلك الموافقة على تشديد المعايير والمتطلبات في ما يخص تسليم مقاتلات “إف-16” لتركيا.
ومن المتوقع أن يصادق مجلس الشيوخ الأمريكي على مشروع خاص به للميزانية الدفاعية الأمريكية ثم ستجتمع اللجنة المختصة لتوحيد المشروعين والاتفاق على تفاصيل المشروع النهائي.
وبعد ذلك سيتعين على مجلسي الكونغرس المصادقة على المشروع الموحد مجدداً قبل أن يحال إلى الرئيس جو بايدن للتوقيع عليه.