الثورة – حمص – رفاه الدروبي:
كرِّم فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب الناقد والمترجم حنا عبود بعد نيله جائزة الدولة التقديرية خلال ندوة حضرها عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب فاروق سليم واعتلى منصة التكريم الأديب والمسرحي الكبير فرحان بلبل والشاعر والكاتب الدكتور غسان لافي طعمة والدكتور سعد الله كليب بحضور كبير من نخبة المثقفين غصت به قاعة سامي الدروبي في قصر الثقافة.
بدأ الكاتب والمسرحي فرحان بلبل حديثه بأنَّه من الصعوبة الفائقة الإحاطة بالدراسة والتقييم لما أنجزه حنا عبود في حياته لأنَّه خاض في ميادين متعددة وكان في كلّ منها أصيلاً سابقاً فله في النقد ما له وفي الفكر شأن من الثقافة والترجمة ما يدهشك بالشعور أمامة بالإعجاب مشيراً -البلبل- خلال حديثه بأنَّ عبود أعطاه مخطوط “من حديث الفاجعة” كي يقرأه ووجده يتناول المسرح بين دفتيه وراح يقرؤه حتى انتهى منه مع ساعات الصباح الأولى ما حرمه من النوم لكنَّه اكتشف أنَّ الكتاب ينفع كل من يعمل في المسرح ناقداً وأديباً موضحاً أنَّه فتن بجمال “الإلياذة والأدويسة”وأسلوبها وحرارتها ودفئها لأن العبود يخرج من حيوية ألاعيبه السحرية وشرح دواعيها
بينما الشاعر والكاتب غسان لافي طعمة اعتبره أديباً موسوعياً وامتداداً للمدرسة الواقعية وبأنَّ مؤلفاته تعاقبت طوال ستة عقود فكان نقده ثمرة ناضجة لموسوعيته بدءاً من مؤلفه الأول مسرح الدوائر المغلقة وامتداداً إلى المدرسة الواقعية في النقد العربي الحديث الصادر عن وزارة الثقافة وتعاقبت مؤلفاته لتؤكد أنَّها ثمرة ناضجة من النزوحات الكبرى وواقعية ما بعد الحرب. مشيراً إلى أنَّه لا يهتم بالآني الطارئ لحالات ثقافية ما يؤسس لنظريات في النقد.
من جانبه الشاعر والناقد السوري الدكتور سعد الدين كليب حدد عدة سمات في كتاباته لخصها بخصائص أربعة تمثلت بالوعي الموسوي والكلية والمنهجية والجمالية وبأنَّ الخصائص متعلقة بالوعي والسمة الجدلية، ويرى أنَّه يقف أمام ناقد جدلي، ولعل الموسوعية لديه وفرت عدة خصائص تضمنت المعرفية والمنهجية في البحث والموثوقية العلميتين في القول سواء أكان بسمة الأفكار والآراء والوضوح الممنهج في المادة المطروحة.
من جهته الناقد والمترجم حنا عبود بيَّن أنِّ تجارته غير رابحة لكنَّها تدل على رقي تتوق للفرح والمشكلة تصبح ملذة عندما يكون الهدف ساميَّاً فتُطهر الجانب المضيء من صورته لعدم ذكرهم عيوبه الشخصية والأدبية ومنها محاربته البريختية لكنَّه ليس ضدها وقارن بين فرحان بلبل وسعد الله ونوس وبأنَّه لجأ إلى إبعادهم عنها طارحاً الفوارق بين مسرحهما فسعد الله طرق باب المسرح السياسي ومنه اتجه إلى الواقع منطلقاً من القصور ليشمل الشارع، لافتاً أنَّ مسرحياته تنطلق من القصر عبر شرفته كي يشمل العالم، بينما مسرح البلبل انطلق من الواقع الاجتماعي ويغزل خيوطاً ليشير من خلالها للسياسة.
عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب فاروق سليم تحدث بأنَّ الناقد والمترجم الموسوي حنا عبود سوري وحمصي يُخبر عن تجربة فريدة للاشتغال بالنقد والترجمة والتصنيف الموسوي، أسسها على المنجز السوري نقداً، والعالمي ترجمة، ويُخبر عن مثقف منحاز إلى الاشتغال بثقافة تنطلق من ذاتنا الوطنية في “النحل البري والعسل المر” وأغنية تعود إليها بالجديد من المترجمات في مجال الفلسفة والسياسة والتقدير والنسبية الأدبية موضحاً أنَّه تجاوز المنجز الثقافي لعشرات العناوين من الكتب تأليفاً وترجمةً وكان جديراً بنيل جائزة الدولة التقديرية في الدراسات والنقد والترجمة.