الأسرة..الحاضن الأول للطفل

الثورة – أيمن الحرفي:
الطفل عالم من المشاعر و الأحاسيس و السلوكيات يفتح عينيه ليرى الكون من خلال أمه وأبيه و من ثم إخوته المكونة للأسرة الحاضن و المدرسة الأولى له ، تحتضنه و تؤثر فيه و يمتص رحيقها الطيب اي صفات المواطنة الصالحة والفطرة السوية. فالأسرة هي النبع الساقي للعادات و التقاليد و الأفعال و والسلوكيات و تتحدد بذلك نظرته الحياة.
و سمات هذا الطفل تتأثر بالبيئة و الوراثة معا كما في سمة الذكاء ، وتحدد سمة البيئة طبيعة اكتساب الطفل للعادات والتقاليد و اللغة و هو ما يسمى بالتنشئة الاجتماعية فتتبلور ثقافته وعملية تكوينه الاجتماعي.
و هنا يبرز دور الأب والأم الهام في عملية التنشئة الاجتماعية فالآباء لهم دور المعلم وقناة التصفية للقيم قبل نقلها للأطفال فهم يمثلون نماذج و مثلا عليا للأطفال يقتدون بهم ويتقمصون و يقلدون تصرفاتهم وأفعالهم واقوالهم.
و للأسف ينشأ الكثير من الأطفال في أسر تتركهم للمقادير و الأخطار فالآباء والأمهات يخطئون بحق أولادهم، هذه الأسر لا تعاني من الفقر و نقص وسائل الصحة و التغذية و جهل الوالدين فقط، بل يعاني الأطفال من الحرمان و عدم الانسجام مع رغبات الكبار و عواطفهم مما يؤدي إلى طفل يعيش حالة نفسية غير سليمة تنشأ عند الطفل.
و قد بينت الدراسات و البحوث التي أجريت على الآباء الذين يعيشون حالة الدفء القائم على أساس الحب مستخدمين منهجا معتدلا في تقييد السلوك المبني على أسس تربوية صحيحة و سليمة ان أولادهم نشؤوا و لديهم القدرة على ممارسة الكثير من أنماط السلوك الجيد و احترام الذات والكفاءة والمقدرة و الضبط الذاتي و القبول من الزملاء و المحيطين بهم، كل ذلك بفضل المنهج الذي يقوم على الشرح و التأويل والاستدلال و التعقل والإقناع و الحب والعطف. تربية الأبناء مسؤولية يتقاسمها الأب و الأم فالأب هو مصدر السلطة في البيت و دوره أساسي في تشكيل شخصيته و تنشئته فهو يرى في أبيه القدوة الحسنة و مصدر القوة و المثال الطيب . لذلك يحب الانتباه إلى سلوكياتنا مع أطفالنا فهم سيستغربون اي سلوك صادر من الأب أو من الأم يخالف اقوالا وتعليمات صدرت منهم، فعقل الطفل لا يقبل التناقض و لا يمكن تبرير أفعال يراها مخالفة لما تعلمه، كأن نقول للطفل لا تكذب مهما كان الأمر و ننسى أنفسنا عندما يرن الهاتف و نشير لطفلنا بأن الأب غير موجود.
.يقول سوخوملينسكي: ” من الخفير حتى الوزير يمكن استبداله بمثله أو بغيره أكثر كفاءة منه ، لكن من غير الممكن استبدال أب جيد بآخر ” فالأطفال يمتصون و يتمثلون سلوك وتصرفات الآباء و من دائرة الأسرة و عندما يتقدمون في العمر تتسع دائرة معارفهم ويختارون مثالهم من الواقع ومما عرفوه من تجارب في التاريخ.

آخر الأخبار
الغاز يودع التقنين بعد إلغاء العمل بنظام "البطاقة الذكية" ضخ المياه من سدود طرجانو والحويز وبلوران باللاذقية  ألمانيا تقدم دعماً مالياً إضافياً لمبادرة "غذاء من أوكرانيا لسوريا"   بريطانيا تجدد التزامها بدعم العدالة وتعزيز سيادة القانون في سوريا  أزمات فنية وتقنية في أجهزة  "وطني" السويداء ... والكوادر تطالب بتدخل عاجل من "الصحة"   لقاء اتحادي التجارة السورية والخليجية..  الشرقي: سوريا تمتلك فرصاً استثمارية واعدة   دعماً لاستقرارهم.. مشروع لإعادة تأهيل مساكن الأطباء بحلب  ورشة عمل مشتركة بين وفدي دمشق وريفها وأمانة عمّان لتعزيز التعاون  تدابير احترازية في اللاذقية لتلافي أخطار الحرائق   فرص التصدير إلى الأردن على طاولة غرفة صناعة دمشق    الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري  "النقل": تطوير المنظومة بما يتوافق واحتياجات المواطنين     مبادرات للتعاون المشترك بين التعليم العالي ومعهد "BACT" في دبي      شركات رائدة تفتح آفاق الشباب في "ملتقى مهنتي المستقبلية" "للأونروا" د. سليمان لـ "الثورة": الإصلاح الصحي بتمكين الأطباء الموجودين علمياً عيون ترقب أولويات وضمانات الاستثمار ..هل تكون سوريا القبلة الأولى ؟ بمشاركة 100علامة تجارية.. مهرجان النصر ينطلق غداً في الكسوة    الأطفال أكثر إصابة.... موجة إسهال تجتاح مدينة حلب الامتحانات تطفئ الشبكة .. بين حماية النزاهة و" العقاب الرقمي الجماعي " ! خطر صامت يهدد المحاصيل والماشية.. حملة لمكافحة "الباذنجان البري" بحلب  التحول الرقمي ضرورة لزيادة إنتاجية المؤسسات