الثورة – لميس عودة:
ما زالت هستيريا الهيمنة وتمدد النفوذ الاستعماري تسيطر على سياسات البيت الأبيض، وتلازم كل سلوكيات الإدارة الأميركية من دون تبصر بمآلات العبث العدواني والطيش الأرعن وارتداداته على الاقتصاد الأوروبي المترنح على وقع هزات عوز الطاقة، وشح الموارد وحتى على الاقتصاد الأميركي نفسه الذي بدأ سوس التضخم ينخره.
العبث التخريبي ومحاولة تسجيل نقاط وهمية في مرمى الأحداث ومحاولات حصار روسيا وتهديد أمنها القومي هو ما قاد منذ البداية واشنطن لإشعال فتيل الحرب الأوكرانية، وما زال يقود جموح الخطوات الأميركية لتأجيج الحرائق.
فالمعلومات التي أعلن عنها مصدر عسكري فرنسي وفقاً لمجلة “كوزير”عن قيام وزارة الحرب الأمريكية (البنتاغون) باتباع تكتيك بتدريب مرتزقة مأجورين لإرسالهم للمشاركة في الحرب الأوكرانية، تؤكد مجدداً الانخراط الأميركي الكامل في تأزيم الأوضاع ونزع فتيل التهدئة، بدءاً من تكثيف ضخ الأسلحة لنظام كييف وليس انتهاء بتدريب مرتزقة مأجورين وإرسالهم إلى أوكرانيا، وزجهم في أفران المصالح الأميركية ليحترقوا على تخوم أطماع واشنطن بالتمدد العسكري لمحاولة تهديد أمن روسيا الاستراتيجي.
رغم كل الضخ الأميركي والغربي التسليحي المكثف لنظام كييف وإرسال المزيد من المرتزقة، لم تتمكن واشنطن من تغيير الخريطة العسكرية الروسية، أو توقف إنجازات توسيع جغرافيا صون الأمن الروسي التي تم ترسيخها، ولم تحدث أي تغيير في معادلات الميدان، وبقيت الكفة العسكرية راجحة لمصلحة موسكو.
أميركا تواصل افتعال الأزمات، وتستثمر بالخراب العالمي والعبث باستقرار الدول، وتغرق الخريطة الدولية بمرتزقتها الإرهابيين، وبعد كل هذه الجرائم والتعديات نتساءل أما آن الأوان لتشرع أبواب الاستياء العالمي على مصراعيها من العبث العدواني الأميركي والاستثمار الوضيع في عكر الفوضى، لاسيما وأن تداعيات الحرب الأوكرانية وارتداداتها ترتد وبالاً اقتصادياً على شعوب القارة العجوز والعالم أجمع؟ وهل سنشهد تحولاً من تصريحات الاستياء من المسؤولين الأوروبيين إلى أفعال جادة وحقيقية تخمد الحرائق التي افتعلتها أميركا، وتصوب سياسات الغرب السائر في ركب التبعية العمياء لواشنطن للخروج من نفق تأزم الأوضاع الراهنة على الساحة الدولية وكارثيتها على البشرية جمعاء؟.