الثورة _ عمار النعمة:
تعد مسيرة الراحلة أنطوانيت نجيب الحياتية والفنية أحد أهم الشواهد المهمة على انطلاقة الدراما الإذاعية والتلفزيونية في سورية, فنجيب قدمت في تجربتها عبر سنين طويلة فناً راقياً ملتزماً وبقي كذلك حتى اللحظات الأخيرة من عمرها .
اليوم نودع الفنانة أنطوانيت نجيب التي آثرت على الاستمرار في العمل حتى يومنا هذا, إيماناً منها بأن الفنان الحقيقي عليه أن لايتوقف عن الإبداع لطالما قلبه ينبض في الحياة .
في مسيرتها الفنية كانت نوعية في اختيارها لأدوارها, قدمت عالما فنيا فسيحا معبدا بالعبق والجمال .. لقنت الأجيال دروساً في الفن، ورسمت معالم الإبداع بالقول والفعل فكانت علامة فارقة في تاريخ الدراما السورية ..
أنطوانيت نجيب اسم نقش في سجلات الفن السوري ولن يمحا برحيلها، فالمبدعون وإن رحلوا جسداً فعطاؤهم وتاريخهم لن يغيب .
انضمت أنطوانيت نجيب إلى نقابة الفنانين السوريين في عام 1968 وعملت في المسرح والإذاعة والتلفزيون وقدمت الكثير من الأعمال وأبدعت في تجسيد الأدوار وتميزت في الكثير منها… رصيدها الفني حافل بالأعمال الخالدة في المسرح والتلفزيون والسينما العربية، عملت في المجال الفني عندما كان من الصعب جداً على المرأة أن تعمل كنجمة سينما ومسرح ثم تلفزيون فتمردت على واقعها لتحجز لنفسها مكاناً بارزاً في الساحة الفنية ولتصبح أيقونة في الخريطة الإبداعية السورية.
انطوانيت نجيب وداعاً … تاريخك الفني غني , زوّد العقول نوراً والنفوس ألقاً, عطاؤك ثر وعالمك رحب … رحمك الله وأسكنك فسيح جنانه .