الثورة_درعا_عبدالله صبح_سمير المصري:
ضمن إطار الجهود التي تبذلها الحكومة لإعادة المهجرين إلى مناطقهم وبلداتهم التي تم تحريرها عادت اليوم دفعة جديدة من العائلات السورية تضم أطفالاً ونساءً قادمة من مخيمات اللجوء في الأردن عبر مركز نصيب – جابر الحدودي.
وقد ساهمت الإجراءات والتسهيلات الحكومية في عودة المهجرين إلى منازلهم وبلداتهم، حيث قامت الجهات المعنية في محافظة درعا بتجهيز عدد من الحافلات وسيارات الشحن لنقل العائدين وأمتعتهم إلى قراهم وبلداتهم بعد تقديم واستكمال جميع إجراءات الدخول المبسطة من قبل العناصر المختصة في مركز نصيب الحدودي، هذا إلى جانب تقديم جميع الخدمات الصحية والإغاثية للمحتاجين منهم.
وذكر المقدم أيهم خضور رئيس مركز الهجرة والجوازات في معبر نصيب الحدودي بتصريح «للثورة» أنه فور إعلامنا من الجانب الأردني بعودة دفعة من المهجرين قمنا بجميع الاستعدادات لتسهيل إجراءات دخولهم، مبيناً أنه إضافة لعودة ال ١٦ مهجراً اليوم إلى حضن الوطن وعائلاتهم وصل عدد العائدين من المهجرين منذ بداية العام الحالي لغاية يوم أمس ١٨٣٩ ،فيما بلغ عدد القادمين منذ بداية العام الحالي حتى تاريخه ٢١٤٦٤٣ ،وعدد المغادرين لنفس الفترة ١٩٢٥٢٨ .
وعبر المهجرون العائدون إلى وطنهم «للثورة» عن سعادتهم وفرحتهم الكبيرة بالعودة إلى الوطن -حيث الجذور والأهل والذكريات- لممارسة حياتهم الطبيعية بأمان بعد سنوات من التهجير والمعاناة والذل،هذا ما وشى لنا به علي أحمد أحد العائدين من مخيمات الزعتري والازرق،منوهاً أنه بعد غياب ٨ سنوات عن الوطن هو وأفراد عائلته السبعة اليوم سينام قرير العين حيث يقطن والداه في بلدة العتيبة بريف دمشق وكل حلمه أن يلتحق أطفاله بمدارسهم لمتابعة ما فاتهم من الحياة الدراسية والتعليمية،لافتاً أنه سيلتحق هو الآخر بمهنته في معمل زنوبيا للبورسلان بعد أن كان عامل نظافة في مخيمات المعاناة والذل.
وقالت سوسن الحريري من محافظة درعا أنها عادت مع أسرتها بعد غياب ٧ سنوات عن الأهل والوطن لم تشعر فيها العائلة بالراحة والطمأنينة، فيما قالت سوسن العلي من ريف حلب أن عودتها وأطفالها اليوم لحضن الوطن بعد أكثر من ست سنوات قضتها في مخيم الأزرق هو شعور مفعم بالسرور،وأن عودة الأمان والاستقرار لمعظم المناطق بعد تحريرها من الإرهاب هو بمثابة نداء لجميع أبناء الوطن في مخيمات الذل اينما تواجدت كي يعودوا لتراب أرضهم الطيبة التي اشتاقت لمحراث وبذار أياديهم الخضراء .
اسماعيل الشريف من محافظة درعا وصف عودته مع أفراد أسرته كعودة الروح للجسد شوقاً لتراب الوطن وأهل الوطن بعد عودة الأمن والاستقرار لبلداتنا المحررة بفضل تضحيات الجيش العربي السوري، داعياً كل المهجرين للعودة لأنه لا كرامة للمواطن إلا في وطنه ؛ لازمه هذا الشعور واقعا عاشه لأكثر من ١٠ سنوات قضاها مع أسرته متنقلين ومرارة الحياة بين مخيمي الزعتري والأزرق.
سليمان محمد حافظ من ريف حلب قال: عدت مع عائلتي إلى موطني بلد الأمن والسلام بشكل طوعي، وشعورنا اليوم عند دخولنا أرض الوطن لا يوصف ؛ بعدأكثر من ٧ سنوات من المعاناة في مخيم الأزرق والتي كانت بمثابة خنجرا غرس في خاصرتنا، بلسمها عودتنا اليوم حيث الهواء وعشقنا الدائم للمحبوبة الأزلية سورية الوطن والأم والخلان ؛ سورية الحياة ؛ منوها إلى أنه هناك الكثير من العائلات المهجرة تنتظر العودة بفارغ الصبر ولاسيما بعد تقديم جميع الإجراءات والتسهيلات الحكومية.
وفاء من ريف حلب قالت:عودتنا مع عائلاتنا بعد سنوات سبع عجاف من الضياع والمرارة في مخيمات اللجوء بالأردن هي ولادة جديدة وهذا الشعور لا يحس به إلا من ذاق الغربة وقسوتها وصعوبتها، وفرحة العودة لا تضاهيها أي فرحة سوى رؤية سنابل قمح بلادي الذهبية وعناقيد العنب وغلالها الوفيرة التي تنم عن الطيبة والبركة التي تستوطن قلوب أهلها وناسها ؛ ذلك الشعور الذي طالما فقدناه.
محمد نور ويونس ويوسف ووفاء أطفال عادوا مع أسرهم عبروا عن سعادتهم بالعودة إلى أرض الوطن بعد سنوات حرمان من الدراسة، وقال عودتنا اليوم هي العودة إلى المدرسة الحقيقية في بلدنا وإلى أهلنا وأصدقائنا حيث الذكريات الجميلة بكل معانيها.