ثورة أون لاين:
تتمتع سورية بموقع استراتيجي وسياسي وتجاري هام مكنها من الربط بين قارة أوروبا وآسيا وإفريقيا وجعل منها نقطة مركزية تتقاطع فيها طرق التجارة الدولية قديما وحديثا.
كما تمتلك سورية تنوعا تضاريسيا وبيئيا وأراضي خصبة ومناخا ملائما لزراعة معظم أنواع النباتات فضلا عن غناها بالثروات الحيوانية والباطنية وامتلاكها للعقول البشرية التي لعبت دورا رئيسيا في تطور الحضارة الإنسانية العالمية وفقا لما توثقه المعطيات الأثرية وبقايا المستحاثات النباتية والحيوانية وما خلفه إنسان الأوركتوس و النياندرتال و العاقل من أدوات حجرية ورسوم جدارية و منحوتات ومدن منظمة وكتابات صورية تمثل أقدم نموذج للعد و الإحصاء مكتوب في العالم و أدوات زراعية وأقدم أبجدية مسمارية وأقدم نوطة موسيقية كاملة في العالم وغيرها الكثير.
ويؤكد الباحث التاريخي الدكتور محمود السيد نائب مدير المخابر وقارئ النقوش الكتابية القديمة مسمارية هيروغليفية أبجدية في المديرية العامة للآثار والمتاحف أن الموقع الاستراتيجي والغنى و التنوع البيئي والثروات الباطنية جعل سورية محط أطماع الغزاة و الاستعمار الأجنبي منذ ظهور مفهوم المدنية وتشكل المدن والممالك والإمبراطوريات الكبرى لافتا إلى أنه على أرض سورية جرت كبرى المعارك بين أكبر امبراطوريات الشرق القديم كالإمبراطورية السومرية و الأكادية و البابلية و الآشورية و الحثية و المصرية والإغريقية والرومانية و الفارسية بهدف السيطرة عليها وعلى أرض سورية هزمت و دحرت أعتى و أقوى جيوش الغزاة و الاستعمار الأجنبي كالصليبيين و المغول والاستعمار العثماني و الفرنسي والكيان الصهيوني.
وأشارالسيد إلى أن المعطيات الأثرية و النقوش الكتابية المسمارية /سومرية/ أكادية/ إبلاءيه/ توثق قيام مملكة ابلا في شمال سورية في الألف الثالث وازدهارها عام 2500 ق.م و امتداد نفوذها من البحر الأحمر جنوبا حتى تركيا شمالا و حتى الفرات شرقا و ممارستها للتجارة مع السومريين و الأكاديين و المصريين و الآشوريين فمن إبلا كانت تمر الطرق التجارية القادمة من الأناضول في الشمال إلى مصر في الجنوب ومن إيران في الشرق إلى سواحل البحر المتوسط في الغرب لافتا الى ان قوة مملكة إبلا التجارية و سيطرتها على طرق التجارة و تهديدها للمصالح التجارية و الاقتصادية للإمبراطورية الأكادية دفع سرجون امبراطور أكاد لمهاجمتها و احتل حفيده / نارام سين / ابلا ما بين 2250/2220 ق.م ثم استعادها العموريون حوالي 2200 ق.م ثم خضعت في الفترة الواقعة ما بين 1800 / 1600 ق.م إلى سيادة / يمحاد //حلب/ ثم دمرها الحثيون.
وذكرها فرعون مصر / تحتمس الثالث / على أحد أعمدة معبد الكرنك كمقاطعة اجتازها الجيش المصري خلال سيره نحو منطقة الفرات في عام 1500 ق.م.
وأضاف أنه في الألف الثالث حوالي 2900 ق.م قامت على الضفة اليمنى لنهر الفرات مملكة ماري التي ذكرت في القائمة الملكية السومرية كعاصمة للسلالة العاشرة بعد الطوفان التي حكمت ماري 136 عاما وكان من أشهر ملوكها آنسود /2550/2520 ق.م/ وكانت مملكة ماري ميناء هاما على نهر الفرات و ارتبطت به بواسطة قناة مجهزة للملاحة النهرية فسيطرت بذلك على الطريق التجاري الممتد على مسلك الفرات في سورية الداخلية و ربطت بين المدن والممالك التي نشأت في سورية امتدادا من الساحل إلى الداخل كما ربطت بين المدن و الممالك التي نشأت في منطقة الجزيرة السورية و في بلاد الرافدين ونظرا للدور التجاري الكبير الذي لعبته ماري في المنطقة ومنافستها لمصالح الأسرة السومرية الحاكمة في مملكة أوروك في بلاد الرافدين دفع ملك أوروك / لوجال زاجيزي /2340/2316 ق.م/ مؤسس أول امبراطورية سومرية إلى مهاجمة ماري و احتلالها.
ثم خضعت للحكم الأكادي في عهد / سرجون الأول /2334/2279/ ق.م مؤسس الإمبراطورية الآكادية.
في عهد /نارام سين / /2255/2218/ ق.م ثارت المقاطعات السورية ضد الحكم الأكادي و من بينها مملكة ماري ولكن نارام سين/ نجح في القضاء على الثورة و احتل مملكة ماري من جديد/.
وأوضح الباحث التاريخي انه في عهد سلالة أور الثالثة حكم /قادة ماري / المدينة وعرفوا بلقب /شاكاناكو/ واستمر حكمهم من /2285/ق.م حتى/1830/ثم حكمت ماري من قبل أسرة عمورية أسسها / يجيد ليم / ثم احتلها ملك آشور /شمشي آدد الأول / /1814/1775 ق.م/ و خضعت للنفوذ الآشوري نحو عشرين عاما ثم عادت ماري إلى حكم الأسرة العمورية في عهد آخر ملوكها / زمري ليم / حتى تدميرها على يد / حمورابي / ملك بابل حوالي 1761/1760 ق.م.
ولفت إلى أنه في الألف الثالث حوالي 2700 ق.م قامت مملكة /قطنا/ شمال شرق مدينة حمص وبلغت أوج ازدهارها في النصف الأول من الألف الثاني ق.م وأصبحت قوة سياسية ومركز تجاري هام تتقاطع فيه الطرق التجارية الدولية في منطقة الشرق القديم نتيجة انتقال الطرق التجارية الدولية لبلاد ما بين النهرين من المنطقة الواقعة على الخليج العربي إلى المنطقة الواقعة شرقي البحر المتوسط فأصبحت قطنا بذلك مركزا هاما على الطريق القادمة من بلاد الرافدين والمتفرعة عند الفرات الأوسط والمارة عبر البادية السورية حتى تدمر ومنها إلى قطنا ثم عبر المنخفض الواقع غرب حمص إلى الساحل المتوسطي عند جبيل. كذلك هناك طريق أخرى تبدأ من إيمار و تمر عبر حلب و قطنا و منها إلى حاصور الواقعة شمال بحيرة طبرية ثم تتابع السير إلى مصر فضلا عن كونها مركزا زراعيا إقليميا.
و في عام 1340 اجتاحتها جيوش الامبراطورية الحثية بقيادة /شابيليوليوما الأول/ و دمرتها وأعيد استيطان مدينة قطنا في القرن التاسع قبل الميلاد ثم دمرها الامبراطور الآشوري /سرجون الثاني/ عام 720 ق.م.
وأوضح السيد أنه نحو 2400 ق.م برزت مملكة /ايمار/ على الجانب الغربي لنهر الفرات وكانت ميناء تجاريا يربط ممالك بلاد الرافدين بالممالك التي تقع إلى الغرب منها على طريق الفرات فشكلت بذلك صلة الوصل تجاريا بين طرفي الهلال الخصيب عبر تدمر ووسعت تجارتها حتى الأناضول مشيرا الى ان /ايمار/ خضعت لنفوذ مملكة يمحاد /حلب/ و أصبحت الميناء الرئيسي لها على نهر الفرات ثم استولى عليها الحثيون في مطلع الألف الثاني ق.م بعد احتلالهم لحلب واتخذت / ايمار / مركزا مهما للمملكة الحيثية في مواجهة الآشوريين و حوصرت من قبل المملكة الميتانية و الامبراطورية الآشورية .
وفي الألف الثاني ق.م قامت شمال اللاذقية على ساحل البحر المتوسط مملكة /أوجاريت/ كما يقول / السيد / مشيرا الى انه في هذه الفترة نشب صراع بين الميتانيين ثم الحثيين مع المصريين للسيطرة على شمال سورية ثم جرت معركة قادش الأولى بين المصريين بقيادة/ تحتموس الثالث / و الحثيين انتهت بتقاسم النفوذ في سورية و أصبح شمال سورية تحت سيطرة النفوذ الميتاني ثم تمكن الحثيون من هزيمة الميتانيين و بسط نفوذهم على شمال سورية مما أدى إلى اندلاع معركة قادش الثانية عام 1274 بين المصريين بقيادة / رمسيس الثاني / والحثيين بقيادة /مواتالي الثاني/ في محيط مدينة / قادش / جنوب غرب سورية بالقرب من الحدود اللبنانية نحو 25 كيلومترا إلى الجنوب من حمص .
وأكد السيد أن أهم أسباب المعركة كانت الرغبة في السيطرة على سورية التي تشكل صلة الوصل بين دول وممالك بلاد الرافدين مع دول وممالك ساحل البحر الأبيض المتوسط وبسبب انحياز بلاد أمورو ووقوفها مع مصر ضد الحثيين بالإضافة إلى أهمية السيطرة على مدينة قادش التي تتمتع بموقع استراتيجي تجاري مهم على نهر العاصي فضلا عن كونها مفترق طرق وصلة الوصل جنوبا مع سهل البقاع في لبنان وغربا مع ساحل البحر الأبيض المتوسط بواسطة منخفض أو ما يسمى حاليا بفتحة حمص الواقعة بين جبل أنصارية وجبل لبنان.
وانتهت المعركة وفقا للمعطيات ومجريات الأحداث بفوز الحثيين على المصريين بدليل ازدياد النفوذ الحثي في سورية وتراجع النفوذ المصري واضمحلاله علما أن اتفاق السلام النهائي بين الحثيين والمصريين وقع حوالي عام 1259 ق.م بين فرعون مصر /رمسيس الثاني/ وملك الحثيين /حاتوشيلي الثالث/ ثم قضت شعوب البحر على النفوذ الحثي في سورية و دمرت مملكة أوجاريت عام /1185/ ق.م.
ومنذ عام 1100ق.م دعى الكنعانيون الذين سكنوا مناطق الساحل شمال صور حتى أعالي ساحل سورية بالفينيقيين واستوطنوا الساحل السوري مؤسسي امبراطورية بحرية غرب سورية حسب / السيد/ الذي اكد انه في الفترة الواقعة ما بين القرنين الثاني عشر والثامن قبل الميلاد تمكن الآراميون من تكوين دويلات عديدة سيطرت على معظم سورية وفي نهاية الألف الثاني ق.م تمكن حاكم آشور /تجلات بلاسر الأول/ /1116/1090 ق.م/ من الذهاب إلى سورية و الوصول إلى البحر المتوسط في رحلة بحرية.
وأضاف أنه في عام /877/ ق.م تمكن / آشور ناصر بال الثاني / من الوصول بجيوشه إلى البحر المتوسط و جبل لبنان للمرة الأولى وخاض حملة عسكرية ضد سورية و لكنه لقي مقاومة عنيفة و في عام /858 / ق.م تمكن /شلمنصر الثالث/من احتلال شمال سورية واخضاع مملكة بيت عديني الآرامية / تل الأحمر/ و مدينة حداتو/أرسلان طاش/ / و مدينة غوزانا /تل حلف/ و في عام 853 ق.م و بعد احتلال حلب خاض معركة قرقوره/قرقارة شمال مدينة حماة ضد تحالف مكون من /12/مملكة آرامية/كنعانية بقيادة الملك حداد زير الدمشقي تمكنوا خلالها من ايقاف تقدم /شلمنصر الثالث/ الذي قام فيما بعد بثلاث محاولات لاحتلال سورية خلال أعوام 849/ 848/845 ق.م و فشل في حصار دمشق و اقتحامها عام 838 ق.م وكان ملك دمشق الآرامي آنذاك /حزائيل/.
وأشار الباحث التاريخي إلى أنه في عصر / أدد نيراري الثالث /810/ 783 ق.م/ شن الأشوريون عدت حملات ضد سورية و فشلوا في إخضاع دمشق ثم خاضوا في عهد / شلمنصر الرابع / /783/773 ق.م/ حربا ضد دمشق خسروا على إثرها معظم نفوذهم في سورية و تمكن الآشوريون في عهد /تجلات بلاسر الثالث/ عام 743 ق.م من إخضاع مدينة /أرباد/ السورية و تدميرها بعد ثلاث سنوات من الحصار ثم هاجموا عام 738 ق.م شمال سورية و أجبروا كل الأمراء من دمشق إلى شرق الأناضول على دفع الجزية و في عام 734 ق.م غزو جنوب سورية و في عام 732 ق.م تمكن الآشوريون من هزيمة الملك الآرامي / رصين / و احتلال دمشق.
وتابع السيد أنه في عام 720 ق.م قمع /سرجون الثاني/ ثورة في سورية ضد الحكم الآشوري دعمتها مصر كما تمكن بين عامي 717/ 617 ق.م من إخضاع مملكة /كركميش/ على الحدود السورية/التركية و في عام 701 ق.م خاض ملك آشور / سنحاريب / حربا ضد سورية من أجل السيطرة على الطريق الرئيسي الذي يربط سورية بمصر.
وفي القرن السابع ق.م احتل الكلدانيون دمشق و في عام 605 ق.م سحق جيش امبراطورية بابل الحديثة /الامبراطورية الكلدانية/ بقيادة الملك / نبوخذ نصر الثاني / جيش المصريين في معركة دامية جرت قرب كركميش ثم احتل الأخمينيون الفرس سورية خلال الفترة الواقعة بين 539/333 ق.م و دخلوا دمشق عام 538 ق.م.
وغزا الإسكندر المكدوني سورية عام 333 ق.م وخاض معركة أسوس شمال غرب سورية في منطقة بحيرة العمق و انتصر على الملك الفارسي / دارا الثالث / وسيطر على سورية وساحلها واحتل دمشق و بنى مدينة الإسكندرونة في أقصى الساحل السوري و بعد وفاته انقسمت امبراطورية الاسكندر بين كبار قواده وكانت سورية من نصيب لاميدون ثم تمكن بطلي وس من طرده و احتل جنوب سورية في حين وقع شمالها تحت سيطرة القائد / أنتيفونوس مونوفتالموس/ و في عام 301 ق.م جرت معركة أبسوس و انتصر فيها سلوقس على أنتيفونوس و سيطر على ممتلكاته في سورية.
واستغل / بطليموس / كما يقول /السيد/ الفرصة و احتل جنوب سورية و مدنها الساحلية وصولا إلى نهر الكبير الجنوبي فانقسمت سورية إلى جنوب خاضع للبطالمة و شمال خاضع للسلوقيين ثم نشبت سبع حروب بين البطالمة و السلوقيين امتدت أكثر من مئة عام سميت بالحروب السورية انتهت عام 200 ق.م بسيطرة السلوقيين على كامل سورية و أصبحت سورية قاعدة و مركز حكم الامبراطورية الهلنستية السلوقية التي امتدت من البحر المتوسط حتى حدود الهند.
وفي عام/83/ ق.م سيطر ملك أرمينيا /تيغرانيس/ على مناطق واسعة من سورية و وسع الأنباط والمكابيون مناطق نفوذهم في جنوبي سورية.
ويشير السيد إلى أنه في عام 64 ق.م تمكن القائد الروماني /بومبيوس / من دخول أنطاكية و خلع آخر الملوك السلوقيين و أعلن سورية ولاية رومانية.
وفي الفترة الواقعة ما بين عامي 40/38 ق.م اجتاح الفرثيون معظم أراضي سورية لكن الرومان تمكنوا من طردهم.
ويسرد السيد أن الساسانيين هاجموا سورية عام/256/ م و استولوا عليها بشكل كامل عام/259م/ وانه في هذه الأثناء تصدى أمير تدمر / أذينة الثاني / لجيش فارسي بقيادة الملك / سابور/ وفي عام 272 م دمر الامبراطور الروماني تدمر وأسر ملكتها زنوبيا، وفي عام 395 م انقسمت الامبراطورية الرومانية إلى قسمين رومانية في الغرب وعاصمتها روما و امبراطورية بيزنطية في الشرق وعاصمتها القسطنطينية.
واكد الباحث التاريخي ان سورية شهدت في العصر البيزنطي في الفترة الواقعة بين القرن الرابع و أوائل القرن السابع الميلادي أي منذ عهد /قسطنطين/ و حتى عهد /هرقل/ حروب عديدة بين الساسانيين و البيزنطيين فأوكل البيزنطيون مهمة حماية الحدود الشرقية السورية و البادية إلى العرب الغساسنة فحارب ملكهم الحارث المناذرة وحلفاءهم الفرس الساسانيين لكن المناذرة تمكنوا عام 529 م من احتلال عدد من المدن السورية.
وفي عام/540/ م اجتاح الامبراطور الساساني / كسرى أنوشروان / مناطق واسعة من سورية و احتل انطاكية و دمر حلب و أفاميا.
ثم احتل /كسرى الثاني/ دمشق عام 614 م و أخضع سورية باستثناء المناطق الساحلية للحكم الفارسي لكن الامبراطور البيزنطي /هرقل/ تمكن بست حملات متتالية /622/629م/ من طرد الفرس من سورية.
وأشار الباحث التاريخي الى انه في عهد الخليفة الراشدي /عمر بن الخطاب/ تمكن العرب من دخول دمشق عام 635 م و من تحرير سورية من أيدي البيزنطيين بعد انتصارهم عام 636 م في معركة اليرموك قرب نهر اليرموك جنوب سورية بقيادة خالد بن الوليد.
واستغرقت عملية تحرير كامل سورية مدة ست سنوات /634/640 م/ وأسس / معاوية بن أبي سفيان / عام /662/ م الخلافة الأموية و جعل من دمشق عاصمة الدولة الإسلامية لافتا الى انه في عام /750/ م قامت الخلافة العباسية و أصبحت بغداد عاصمة الدولة الإسلامية.
وفي عام/877/ م خضعت سورية حسب /السيد/ لحكم الطولونيين لغاية عام/905/م ثم عادت للنفوذ العباسي ثم خضعت لحكم الإخشيديين عام /941/م.
وفي عام 968 م دخل /سيف الدولة/ حلب و دخل في صراع مع الإخشيديين انتهى بتقاسم سورية فغدت سورية الشمالية بما في ذلك حمص وحماة و المعرة و أنطاكية تحت سيطرة سيف الدولة و سورية الجنوبية تحت نفوذ الإخشيديين. لكن الفاطميين قضوا على نفوذ الإخشيدين في سورية عام 968 م و على نفوذ الحمدانيين عام 1003 م. في عام 1024 نجح /صالح بن مرداس/ في انتزاع السيطرة من أيدي الفاطميين على حلب و شمال سورية و بعض أجزاء الساحل السوري.
وأضاف السيد أنه في عام/1075/ سقطت دمشق بأيدي السلاجقة و خسر البيزنطيون أنطاكية سنة 1093 م وفي عام 1098 وصلت أولى الحملات الصليبية إلى مشارف أنطاكية و احتلتها في عامي 1127 و 1128م تولى /عماد الدين زنكي/ إمارة الموصل ثم حلب و حرر معرة النعمان و كفر طاب و الأتارب و المنطقة الشمالية الغربية من حلب من أيدي الصليبيين ثم قضى عام 1146 م على أولى الدول الصليبية التي تأسست في المشرق في مدينة / الرها / فسد بذلك الثغرة التي كانت بين شمالي سورية و الجزيرة.
وبين السيد أنه في عام/1154/ م دخل / نور الدين زنكي / دمشق و في عام 1164م حرر أجزاء من إمارة أنطاكية الصليبية و في عام 1171 م سقطت الخلافة الفاطمية في مصر و عاد مركز الخلافة إلى بغداد العباسية. وفي عام 1187 م تمكن /صلاح الدين الأيوبي/ بعد توحيد مصر و الشام و الجزيرة و الموصل و ديار بكر من هزيمة الصليبيين في معركة حطين ثم حرر طبرية و مدن الساحل السوري و بيت المقدس.
وقضى المغول بقيادة /هولاكو/ على الحكم الأيوبي في سورية عام /1259/1260/م و دخلوا حلب و دمشق وفقا للباحث التاريخي لكنه اشار الى ان المماليك تمكنوا بقيادة / المظفر قطز / من هزيمة المغول في عين جالوت و طردهم من بلاد الشام وانه في عام 1261 م هاجم المغول حمص و حلب لكنهم هزموا في موقعة حمص عند الرستن.
وكان تحرير أنطاكية على يد /الظاهر بيبيرس/ عام 1267م نهاية للوجود الصليبي في سورية و في عام 1272 م انهزم المغول علي يد / الظاهر بيبرس/ في موقعة الفرات كما انهزم المغول في موقعة حمص الثانية عام 1281 م. وفي عام 1299 م احتل المغول دمشق مئة يوم وفي عام 1303 م هزم السلطان المملوكي /محمد بن قلاوون/ المغول في معركة مرج الصفر قرب دمشق.
وأشار السيد إلى أن المغول بقيادة /تيمورلنك/ هاجموا مجددا سورية و احتلوا حلب و حماة و حمص و دمشق عام 1401 م وهزم العثمانيون بقيادة السلطان /سليم الأول/ المماليك في معركة مرج دابق عام 1516 و سيطروا على سورية و مصر وفي عام /1832/ دخلت قوات /محمد علي باشا/ دمشق و بموجب صلح كوتاهية أصبحت سورية خاضعة لإدارته ثم أجبر على إخراج جيشه من سورية و عودته لمصر عام 1840 م.
ولفت السيد إلى أنه قامت ثورات عديدة ضد الاحتلال العثماني أهمها ثورة جبل حوران عام 1851 و ثورات عشائر البدو في دير الزور و في عام 1915 حكم سورية / أحمد جمال باشا / و قام بإعدام 11 مناضلا من سورية و لبنان ثم أعدم في 6 أيار عام/1916/ م 21 مناضلا في سورية و لبنان.
وفي 10 حزيران عام 1916 أعلنت الثورة الكبرى ضد الاحتلال العثماني و مع نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918 دخلت القوات العربية بقيادة /فيصل بن الحسين/ إلى دمشق و خرج الاحتلال العثماني من سورية في منتصف تشرين الثاني عام 1918 م. و في 25 كانون الثاني عام 1919 عقد المؤتمر الوطني السوري و أعلن استقلال سورية بحدودها الطبيعية في 8 أذار عام 1920 م و عين فيصل ملكا على البلاد.
وبموجب اتفاقية سايكس بيكو احتلت فرنسا سورية بعد معركة ميسلون واستشهد وزير الدفاع السوري /يوسف العظمة/ و ثمانمائة مجاهد وطني في 24 تموز و دخل /غورو/ دمشق في 25 تموز عام 1920 م وأشار السيد إلى أن الانتداب الفرنسي بدأ على سورية بتفويض من عصبة الأمم عام 1923 و انه في 23 آب 1925 قامت الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي بقيادة / سلطان باشا الأطرش / و استمرت حتى عام 1927 و في عام 1936 منحت سورية استقلالا جزئيا وسلمت فرنسا عام 1937 كيليكية و قسما من الجزيرة العليا و لواء الإسكندرونة إلى تركيا لتحرم سورية من حدودها الشمالية الطبيعية.
وفي عام 1941 نجح الجنرال الفرنسي / ديغول / المتحالف مع الانكليز من إخراج قوات حكومة /فيشي/ الفرنسية الموالية لألمانية النازية و وعد بمنح سورية استقلال تام و انتخب /شكري القوتلي/ رئيسا لسورية عام 1943 .
وتابع السيد أنه في 29 و 30 أيار 1945 قامت فرنسا بالعدوان على السوريين و قصفوا دمشق و قلعتها فاندلعت أعمال المقاومة في جميع أنحاء سورية في الشمال و الجنوب و الشرق و الغرب و هزم السوريون القوات الفرنسية في حوران و جبل العرب و حماة و دير الزور و حلب و اللاذقية و في 8 تموز 1945 سلمت فرنسا جميع الثكنات العسكرية إلى الحكومة السورية كما نقل الفرنسيون في 27 تموز عام 1945 مسؤولية الإشراف على القطاعات العسكرية الخاصة إلى الحكومة السورية و كان الأول من شهر أب عام 1945 تاريخ ميلاد الجيش الوطني السوري و في 17 نيسان عام/1946/ خرج آخر جندي فرنسي من أرض سورية.
وزاد أن الشعب السوري الذي قدم دمه و روحه في سبيل الحصول على استقلاله و وحدة أراضيه و حرية اتخاذ قراره الوطني و السياسي و السيادي و أخذ على عاتقه مسؤولية الدفاع عن فلسطين و قضيتها و ساهم في إفشال العدوان الثلاثي الفرنسي/البريطاني/الصهيوني عام /1956/ على مصر وسورية و انتصر على العدو الصهيو/أمريكي في حرب تشرين التحريرية و ساهم في إفشال العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 1982 و دعم المقاومة الوطنية اللبنانية في تحريرها لمعظم أجزاء الجنوب اللبناني من العدو الاسرائيلي عام 2000 و ساهم في إفشال العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 و على غزة عام /2009/ لن يسمح أبدا بعودة المحتل الأجنبي إلى بلاده و كما كانت سورية قديما عصية على الغزاة و المحتل الأجنبي هي اليوم مقبرة للغزاة و الأستعمار الأجنبي الحديث و أدواتهم الإجرامية.