الثورة- تقرير لجين الكنج:
وسط الاضطراب الأمني الكبير على الساحة الدولية بفعل السياسات الأميركية والغربية، والتي من شأن استمرارها دفع العالم نحو الانزلاق إلى حرب شاملة، تصر الدول الغربية على تأجيج نيران التصعيد والحرب في أوكرانيا، رغم إدراكها بأن النتائج تصب لغير صالحها، ويأتي اعتراف “الناتو” على لسان أمينه العام ينيس ستولتنبرغ بأن أوروبا ستدفع ثمن مساعدة كييف ليثبت مجددا أن الدول التي تناصب العداء لروسيا، ولكل مناهضي السياسة الغربية هي الخاسر الأكبر جراء سياساتها المدمرة.
ستولتنبرغ، جسد عقلية الغطرسة الغربية بكل وضوح خلال تأكيده على ضرورة استمرار تقديم المساعدة العسكرية لنظام كييف رغم أن الغرب هو من سيدفع الثمن، إذ قال في تصريح لقناة ZDF الألمانية، ونقلته وكالة تاس: “سندفع ثمن دعمنا لأوكرانيا بسبب العقوبات، وبالطبع فإن روسيا تستخدم الطاقة كسلاح، لكن علينا أن نفهم أنه لا يوجد بديل”.
وأضاف ستولتنبرغ: “نشهد دعما غير مسبوق من حلفاء الناتو الأوروبيين وألمانيا وكندا والولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى حول العالم” لأوكرانيا. ونحن نقف متضامنين مع أوكرانيا وسندعمها طالما كان ذلك ضروريا”.
ولفت إلى أن تقديم الدعم العسكري لكييف ليس بالمهمة السهلة، قائلا: “أنا لا أقول إنها مهمة سهلة، فالأمر يتطلب عملا شاقا، وأنا بصدد العمل مع قادة آخرين في الناتو في أوروبا وأمريكا الشمالية لتزويدنا بالدعم بشكل مستمر”.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أعلن في وقت سابق أمس عن تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا قيمتها نحو ثلاثة مليارات دولار، رغم أن البيت الأبيض قد أقر على لسان جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، بأن الوقت ليس في مصلحة أوكرانيا.
كما اتفقت بريطانيا والنرويج على تقديم مساعدات عسكرية إضافية لنظام كييف تتمثل بإرسال طائرات مسيرة، في وقت حذرت فيه أكبر مجموعة أعمال في بريطانيا من أن الحكومة بحاجة إلى التصرف بشكل حاسم لمساعدة الشركات في مواجهة زيادة فواتير الطاقة هذا الشتاء، حيث يمكن أن تنهار آلاف الشركات دون مزيد من الدعم.
يشار إلى أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قد أكد يوم أمس أن إمداد أوكرانيا بالأسلحة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها يضاعف عدد الخسائر البشرية، ويطيل أمد الصراع العسكري، وأشار إلى أن الولايات المتحدة والغرب الجماعي يمارسون ضغوطا غير مسبوقة على الدول المستقلة باستخدام الابتزاز والمعلومات المضللة.
وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قد دعا في وقت سابق مواطني بلاده للاستعداد لمرحلة صعبة بسبب تداعيات الحرب الأوكرانية، وقال: “قد تبدو اللحظة التي نعيشها وكأنها قائمة على سلسلة من الأزمات الخطيرة، لكن أعتقد أن ما نمر به هو تغيير كبير أو تحول كبير”، مشددا على “نهاية الوفرة” سواء كانت “نقدية” أو “منتجات تقنية” أو مواد أولية أو المياه.