رسائل وقيم الدراما 5

 

قدّم مسلسل (حمام القيشاني) بدوره صورة مشرقة للمرأة الدمشقية، على النقيض تماماً من صورة (الحريم) في معظم مسلسلات البيئة الشامية، ومع أن هذا المسلسل هو عمل اجتماعي بالدرجة الأولى، إلا أن الحدث السياسي كان حاضراً فيه بقوة، بسبب العلاقة الوثيقة بين أبطاله والوقائع العامة المؤثرة في حياتهم على امتداد أجزاء المسلسل الخمسة التي تؤرخ بشكّل ما لسورية منذ زمن الاحتلال الفرنسي، وحتى مطلع السبعينات ورحيل الرئيس جمال عبد الناصر.

من المفيد التوقف عند مسألة تناول الدراما التلفزيونية السورية للقضايا الوطنية والقومية، وتحديداً للقضية الفلسطينية. حيث يكاد الكفاح الوطني في سبيل التحرر من الاستعمار الفرنسي أن يكون حاضراً في كلّ الأعمال الدرامية التلفزيونية السورية التي تناولت تلك المرحلة، رغم كونها أعمالاً اجتماعية، لا تتعلق بالتوثيق التاريخي أساساً، غير أن التاريخ كان حاضراً بقوة كخلفية للأحداث الحياتية اليومية للسوريين بمختلف فئاتهم الاجتماعية، كما هو الحال في مسلسلات شهيرة مثل:(أمانة في أعناقكم)، (دمشق يا بسمة الحزن)، (هجرة القلوب إلى القلوب)، (أيام الغضب)،(حسيبة)،(الداية)، (أبو كامل)، (حمام القيشاني)، (ملح الأرض)..وغيرها..

رغم بعد قرية مسلسل (هجرة القلوب إلى القلوب) عن العاصمة فإن الحياة السياسية لا تبتعد عنها، إذ تتأثر بالتحولات التي تشهدها البلد، ويشارك أحد أبنائها في الانتخابات النيابية ويفوز بعضوية البرلمان، بعد أن ساهم في إطلاق مشروع لفتح قناة لري الأراضي العطشى بفعل الجفاف، ويتزامن ذلك مع عقد أول جلسة للبرلمان واحتفال أهل القرية بالاستقلال.

وفي منطقة ريفية أيضاً تجري أحداث مسلسل (أيام الغضب) للمؤلف محمد قارصلي والمخرج باسل الخطيب، والذي يقدّم صورة من صور المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي يشارك فيها أبناء القرية بمختلف فئاتهم الاجتماعية، حيث يصطدم الجنود الفرنسيون مع المناضلين في الوقت ذاته الذي تجري فيه معركة ميسلون، ويستشهد يوسف العظمة. يشير (أيام الغضب) إلى تشابك العلاقات الاجتماعية مع الحالة الوطنية العامة، حيث يستثمر المتسلطون والمستغلون قوة الاحتلال لصالح مآربهم الشخصية، في الوقت الذي يسعى فيه رجال الاحتلال إلى تحقيق المكاسب الشخصية من خلال بحثهم عن الكنوز بادعاء اهتمامهم بالآثار. أما أبناء الوطن المخلصين فيبقون أمناء على انتمائهم حتى لو دفعوا حياتهم ثمناً لذلك.

أخرج مصطفى عزمي مسلسل (حسيبة) الذي تجري أحداثه في فترة الاحتلال الفرنسي، ويحكي عن الحياة الاجتماعية في دمشق ونضال الثوريين والمثقفين ورجال القلم من أجل الاستقلال، من خلال حكاية حسيبة الشابة التي صحبت أباها في النضال ضد المستعمرين مرتدية ملابس الرجال، لتعود بعد ذلك إلى المدينة وتتزوج، ومن ثم تدير بكفاءة أعمال زوجها بعد رحيله. يقرر صياح والد حسيبة إخفاء سلاحه ومغادرة المنطقة التي كان مختبئاً فيها بعد انكشافها، ويحل ضيفاً على منزل ابن خاله حمدي، ومن ثم تتزوج حسيبة من الحاج حمدان، فيما لا يزال الجنود الفرنسيون يبحثون عنها وعن أبيها، لكن الخطر على صياح يجيء من جانب آخر يمثله شتيوي الذي يسعى لتسليمه للفرنسيين، غير أن صياح ينجح في مواجهته والتحرر من الخطر. فيما تمضي أحداث المسلسل متضمنة العديد من الوقائع السياسية في مرحلة الاحتلال الفرنسي.

وتبدأ أحداث مسلسل (الداية) لمؤلفه د. فؤاد شربجي ومخرجه بسام سعد من دخول الانكليز إلى الشام مطلع الأربعينات، وأحاديث الناس حول الانكليز والفرنسيين على أنهما كلاهما أعداء البلد، وأن قوة الشام بأهلها وناسها وحبّهم لبعضهم. يرصد المسلسل الحارة الدمشقية وما يسودها من دفء العلاقات الاجتماعية والإنسانية، والمحبة والتعاون، والتي تدفع ضابطاً فرنسياً للاستقالة من عمله، كذلك يصور حماسة الشباب الوطني ومطالبتهم بالاستقلال التام، وفي المقابل يعري النفوس الضعيفة التي تتهافت وراء مصالحها الخاصة ضاربة بالمصلحة الوطنية والعامة عرض الحائط.

ويتطرق عمل آخر للدكتور شربجي إلى المرحلة ذاتها وهو مسلسل (أبو كامل) الذي أخرجه المخرج علاء الدين كوكش، ويدور الصراع الاجتماعي في المسلسل على أرضية وجود المستعمر الفرنسي الذي يعارض حقّ الناس في الوجود والبقاء، وفي مواجهة كلّ ضغوط الاستعمار وأعوانه، وما ينتج عن حالة الحرب من قلّة المواد وفقدان الأمن. يروي المسلسل حكاية أبو كامل الذي تسلق السلم الاجتماعي والمالي بأساليب قذرة، ومن خلال تعاونه مع الفرنسيين، و محاولته فيما بعد تنظيف سيرته ونفسه، لكنّه يتورط في استعداء عدد كبير من المحيطين به، وفي جريمة قتل وزواج سري، ثم يُكتشف قتيلاً، وينتهي المسلسل بتكريس الفرنسيين لصهره زاهي العميل القذر المسيطر على مصير العائلة.(يتبع).

آخر الأخبار
الغاز يودع التقنين بعد إلغاء العمل بنظام "البطاقة الذكية" ضخ المياه من سدود طرجانو والحويز وبلوران باللاذقية  ألمانيا تقدم دعماً مالياً إضافياً لمبادرة "غذاء من أوكرانيا لسوريا"   بريطانيا تجدد التزامها بدعم العدالة وتعزيز سيادة القانون في سوريا  أزمات فنية وتقنية في أجهزة  "وطني" السويداء ... والكوادر تطالب بتدخل عاجل من "الصحة"   لقاء اتحادي التجارة السورية والخليجية..  الشرقي: سوريا تمتلك فرصاً استثمارية واعدة   دعماً لاستقرارهم.. مشروع لإعادة تأهيل مساكن الأطباء بحلب  ورشة عمل مشتركة بين وفدي دمشق وريفها وأمانة عمّان لتعزيز التعاون  تدابير احترازية في اللاذقية لتلافي أخطار الحرائق   فرص التصدير إلى الأردن على طاولة غرفة صناعة دمشق    الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري  "النقل": تطوير المنظومة بما يتوافق واحتياجات المواطنين     مبادرات للتعاون المشترك بين التعليم العالي ومعهد "BACT" في دبي      شركات رائدة تفتح آفاق الشباب في "ملتقى مهنتي المستقبلية" "للأونروا" د. سليمان لـ "الثورة": الإصلاح الصحي بتمكين الأطباء الموجودين علمياً عيون ترقب أولويات وضمانات الاستثمار ..هل تكون سوريا القبلة الأولى ؟ بمشاركة 100علامة تجارية.. مهرجان النصر ينطلق غداً في الكسوة    الأطفال أكثر إصابة.... موجة إسهال تجتاح مدينة حلب الامتحانات تطفئ الشبكة .. بين حماية النزاهة و" العقاب الرقمي الجماعي " ! خطر صامت يهدد المحاصيل والماشية.. حملة لمكافحة "الباذنجان البري" بحلب  التحول الرقمي ضرورة لزيادة إنتاجية المؤسسات