بعد أن تصدر المشهد و تقدّم لائحة الموضوعات المتداولة بين أبناء الشارع الرياضي اختفى اقتراح اتحاد كرة القدم بإقامة دوري لفرق تحت ٢٣ عاماً، و بات من النادر جداً سماع أي أفكار أو آليات أو قرارات تتعلق بهذا الموضوع لأن عدداً غير قليل من كوادر اللعبة اعترض على الفكرة شكلاً دون أن يتمعن في مضامينها و إيجابياتها، لا بل على العكس من ذلك بحثت الغالبية العظمى عن السلبيات و عملت على تضخيمها دون أي تفكير لأن هذه الغالبية لا تريد أن تعمل بشكل صحيح و إنما تسعى لترسيخ الوضع الراهن بصورة أكبر و بالتالي وأد أي محاولة لتغيير واقع كرتنا.
المعترضون على فكرة إقامة دوري لفرق تحت ٢٣ عاماً اعتبروا أن هذه المسابقة ستشكّل عبئاً إضافياً على ميزانية الأندية و اعتبروا أن مقترح اتحاد اللعبة الشعبية الأولى بتقسيم دوري الشباب إلى مجموعتين هو تقليل لعدد المباريات التي سيخوضها اللاعبون الشباب و بالتالي لن يكون هناك أي فائدة فنية من ذلك فيما قامت وجهة نظر الاتحاد على إقامة دوري لفرق تحت ٢٣ عاما يتم فيه إلزام كلّ فريق بمشاركة ٦ لاعبين من فئة الشباب في كلّ مباراة و بذلك تعمل الأندية على منح الفرصة للاعبيها الشباب المميزين لناحية تطويرهم بشكل تدريجي من الشباب إلى الأولمبي و من ثم فئة الرجال دون أن تحصل تلك القفزة من فئة الشباب إلى الرجال،كما أن اتحاد الكرة فكّر في عدد اللاعبين المتسربين من الأندية ووجد أن أكبر الأعداد المتسربة تنتمي لفئة الأولمبي و لذلك خرج بمقترح دوري تحت ٢٣ عاماً مع تقسيم دوري الشباب إلى مجموعتين بهدف تخفيض نفقات السفر على الأندية بحيث يكون دمج أهم العناصر الشابة مع الأولمبي و كذلك تقسيم دوري الشباب عبارة عن آلية من شأنها أن تكون ذات فائدة فنية ومالية.
قد لا يكون اتحاد كرة القدم على حقّ في بعض قراراته من وجهة نظر البعض، و لكن في جزئية ما تمّ طرحه من أفكار بخصوص دوري الشباب و دوري تحت ٢٣ عاماً يبدو الطرح منطقياً جداً و لكن للأسف فإن تعامل الكثير من الكوادر يكون مع القشور فقط.