ضاحية قدسيا إحدى الضواحي السكنية الجميلة، ووفق مخطط وتنظيم عمراني قلّ نظيره، من أبنية حديثة يسودها جمال المكان والجبال في جميع الاتجاهات، تتميز بتخطيط سكني حديث، وتصميم هندسي منظم موزع بين أبنية طابقية وأبراج ونظام فيلل سكنية، يتخللها مساحات خضراء، ومرائب سيارات، وأبنية مدرسية ومعاهد حديثة.
الصفة العمرانية للمخطط التنظيمي للضاحية مع بداية إنشائها كان أغلبه- بل معظمه- مساحات خضراء بنحو 70% من مساحتها، إلا أن الجهات المشرفة على الضاحية أخذت بتضييق تلك المساحات، بزيادة المجمعات السكنية بشكل لافت وإشادتها في أماكن الحدائق والخدمات العامة، ولم تواكب احتياجات الأبنية المستحدثة من أسواق تجارية وحدائق ومياه وكهرباء وشبكات هاتف وصرف وغيرها.
شهدت الضاحية زيادة في الأبنية على حساب المساحات الخضراء، ولا تزال تعج بالمشاريع العمرانية، وباتت بعض الأبنية لا يفصلها عن بعضها سوى أمتار قليلة، وإن تركت الأمور على حالها ستصبح الضاحية مثلها مثل أي منطقة مخالفات سكنية، كما يسودها انتشار عشوائي للأكشاك والأسواق التجارية المؤقتة من محال شعبية يتم استثمارها حيناً وتختم حيناً آخر.
باتت المخالفات فيها على قدم وساق، من حيث استغلال أصحاب الطوابق الأرضية حدائق وغرف منازلهم، وتحويلها إلى محال تجارية والتي باتت كثيرة وفي جميع جزر الضاحية.. كما يقومون بتفريغ تحت الأرض في إحدى أبنيتها لاستثماره، كما يقوم البعض بالتلاعب بالوجائب والحدائق الخارجية التي هي من الممتلكات العامة، بتسويرها لغاية الاستيلاء عليها وضمها إلى حدائق منازلهم بحجة أنهم يسقون الأشجار الموجودة فيها ثم يجهزونها فيما بعد بأبواب خاصة لهم تابعة لمنازلهم ويحرمون المواطنين من الاقتراب منها.
إن التوجه نحو الضواحي السكنية كمشروعات لا بدّ أن يتوازى معه تحرك مماثل من قبل الجهات الحكومية لتحقيق الهدف المنشود وتعزيز جودة الحياة التي تأتي ضمن أهداف إنشائها، من خلال الاهتمام بمستوى النظافة ورفع مستوى الخدمات وردع المخالفات والتعديات كي تبقى نموذجاً لاستكمال مشروع جودة الحياة.. وليس كما حل بها مؤخراً نموذجاً للعشوائيات والمخالفات.. حيث يتطلع قاطنوها إلى أن تكون من أفضل المدن والضواحي المحيطة بمدينة دمشق.