“غلوبال ريسيرش”: جولة بلينكن الإفريقية فاشلة

الثورة – ترجمة ميساء وسوف:

زار وزير خارجية الولايات المتحدة أنطوني بلينكين ثلاث دول أعضاء في الاتحاد الإفريقي خلال أوائل آب في محاولة لتعزيز وجود واشنطن في القارة.
زيارة بلينكين الأولى كانت لجمهورية جنوب إفريقيا حيث عقد اجتماعاً مشتركاً مع نظيره الدبلوماسي ناليدي باندور الذي جدد التأكيد على آراء حكومة المؤتمر الوطني الإفريقي التي رفضت إدانة موسكو بشأن عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
صرح رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا أنه يجب على الولايات المتحدة تشجيع حل دبلوماسي للأزمة في أوكرانيا، هذا الرأي يتعارض بشدة مع وجهة نظر إدارة الرئيس جو بايدن التي أرسلت مليارات الدولارات من المعدات العسكرية وغيرها من أشكال الدعم التي تهدف إلى استمرار الحرب.
فرضت إدارة بايدن عقوبات صارمة غير مسبوقة ضد موسكو، ما أجبر الشركات التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها على مغادرة البلاد، وجعل الأمر أكثر صعوبة على الدول في جميع أنحاء العالم لإجراء التجارة مع روسيا.
منذ وصول حزب المؤتمر الوطني الإفريقي إلى السلطة في جنوب إفريقيا في أيار 1994، سعت الإدارات المتعاقبة إلى إعادة بناء العلاقات الطبيعية مع واشنطن وحلفائها والحفاظ عليها، ومع ذلك، هناك قضايا استمرت في الانقسام بين بريتوريا وواشنطن.
وأوكرانيا ليست نقطة الخلاف الوحيدة المتعلقة بالمواقف الجيوسياسية، فقد ظلت جنوب إفريقيا من أشد المؤيدين لتحرير فلسطين، في الوقت الذي قدمت الإدارات في الولايات المتحدة منذ عام 1948 دعماً غير مشروط دبلوماسياً ومادياً وعسكرياً لـ”إسرائيل”.
في مقال بقلم أليوت سميث نشرته CNBC، يقول: الغرض الأساسي من الرحلة، الثانية التي يقوم بها بلينكن منذ تولي إدارة الرئيس جو بايدن، هو محاولة احتواء النفوذ الجيوسياسي الروسي والصيني في القارة، وفقاً لأليكس فاينز، مدير برنامج إفريقيا في تشاتام هاوس.. جنوب إفريقيا دولة لا تتمتع بعلاقة جيدة مع الولايات المتحدة. حزب الحكومة، المؤتمر الوطني الإفريقي، يصدر بانتظام بيانات إعلان تنتقد الولايات المتحدة، وبالتالي فإن الجهد المبذول هناك هو كيفية تحسين العلاقة وإجراء حوار بناء أكثر على الأقل مع جنوب إفريقيا.
وأشار إلى أن هذا هو السبب في أن جنوب إفريقيا هي أول محطة لبلينكن، وأنه سيتم إيلاء اهتمام خاص لمواءمة وجهات نظر البلدين بشأن الحرب الروسية في أوكرانيا.
إلى جانب التركيز على التجارة الاقتصادية بين البلدين، لم يكن هناك تقدم فيما يتعلق بإقناع جنوب إفريقيا بالاقتراب من سياسات واشنطن تجاه فلسطين وأوكرانيا.
بريتوريا عضو في قمة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا (البريكس) التي تجتمع على أساس منتظم لتعزيز التعاون الدبلوماسي والاقتصادي المستقل عن الهيمنة الكاملة لواشنطن.
بعد مغادرة جنوب إفريقيا، حط بلينكن في كينشاسا، عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية، وتأتى هذه الزيارة بعد أسابيع فقط من محاولات القوة الاستعمارية السابقة لبلجيكا لإعادة ضبط العلاقات مع الحكومة الكونغولية.
عندما حصلت جمهورية الكونغو الديمقراطية على استقلالها في حزيران 1960، عملت الولايات المتحدة وبلجيكا معًا بشكل وثيق للإطاحة بإدارة الزعيم الثوري لعموم إفريقيا رئيس الوزراء باتريس لومومبا، الذي اغتيل عام 1961، والذي أعيدت رفاته من بروكسل بعد أكثر من ستين عاماً.
وأعرب بلينكن عن قلقه إزاء تصاعد الصراع على الحدود بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا المجاورة، وهي أيضاً مستعمرة بلجيكية سابقة، وأثارت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي يبلغ قوامها أكثر من 17 ألف جندي في جمهورية الكونغو الديمقراطية والمعروفة باسم مونوسكو، غضب السكان المدنيين في الأشهر الأخيرة بسبب تدهور الوضع الأمني.
“قبل الاحتجاجات، كانت بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية قد وضعت خطة موعد مغادرة 2024 مشروطاً بالتحسينات الأمنية في البلاد، لكن تصاعد الغضب دفع الحكومة الكونغولية إلى إعلان أنها تعيد تقييم تلك الخطة.
وتأتي الاحتجاجات الحالية وسط تمرد لجماعة إم 23 المسلحة التي استولت على أجزاء من مقاطعة شمال كيفو الشرقية، يقول المتظاهرون إن بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية أظهرت تقاعساً عن العمل وفشلت في الاعتراف بوضوح بدعم الروانديين المزعومين للمجموعة”.
أشار بلينكن في محادثاته مع رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس أنطوان تشيسكيدي إلى أن الولايات المتحدة قلقة بشأن عدم الاستقرار في المنطقة الشرقية وستثير هذه القضية مع رواندا المجاورة.

حتى قبل وصول بلينكن إلى كيغالي، نشرت وسائل الإعلام الحكومية في رواندا رسالة مفتوحة كتبها علماء من القارة وأمريكا الشمالية إلى وزير خارجية الولايات المتحدة تتعلق بالوضع على الحدود مع شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية بالإضافة إلى الملاحقة القضائية وسجن بول روسسابجينا الذي تتهمه الحكومة بدعم الجماعات المتمردة المعارضة لإدارة الرئيس بول كاغامي.
بعد أسبوع من مغادرة بلينكين لرواندا، كتبت فيرونيكا مباي في صحيفة النيويورك تايمز مشيرة إلى الطابع المتناقض لسياسة واشنطن الخارجية قائلة: لقد كذب جورج بوش بشأن أسلحة الدمار الشامل الموجودة في العراق الغني بالنفط، كذريعة لغزو البلاد والتسبب في عدم الاستقرار على مدى عقود، وجاء بعده أوباما، الذي أدار حملة ناجحة من خلال التظاهر بنواة أخلاقية لا تشوبها شائبة، نصب نفسه على أنه مناهض للحرب.
كما دبرت إدارة أوباما اغتيال زعيم إفريقي على أرض إفريقية، على الرغم من الإدراك الكامل بأنه سيرسل ليبيا والمنطقة بأكملها إلى حالة من الاضطراب المهلك وغير الإنساني، لذلك، مرت جولة بلينكن الإفريقية الثانية بدون ضجة في وسائل الإعلام الأمريكية والشركات التي تسيطر عليها الحكومة.
تشير هذه التطورات إلى فشل واشنطن في تغيير توجه سياستها الخارجية لمواجهة القضايا المعاصرة للقرن الحادي والعشرين.
ومن بوش وأوباما وترامب إلى بايدن، حافظت واشنطن على التزامها بالهيمنة العالمية على غالبية الشعوب الذين يعيشون الآن داخل الدول والمناطق الجغرافية السياسية المضطهدة.
المصدر: Global Research

آخر الأخبار
من هو السفير السعودي الجديد لدى دمشق؟ تحركات جادة لتحسين الواقع الخدمي في دوما وصيدنايا فريق أهلي لمعالجة الأزمات الخدمية في عرطوز  محافظة دمشق : الحديث عن تهجير طائفة معينة " بالقدم  " عار عن الصحة  بيان لـ"تربية حلب" يكشف تفاصيل   تتعلق بالعاملين في مجمعات الشمال  الطاقة المستدامة .. القطاع الخاص يقود فرص العمل  مفاضلة لملء الشواغر في مدارس المتفوقين بالقنيطرة بيان "الهجري" تغيير اسم جبل العرب إلى "باشان" محاولة يائسة لتسخين المشهد محافظة دمشق تكذب شائعة تغيير اسم ساحة المرجة     الفلسطينيون يشقون طريقهم وسط الأنقاض نحو منازلهم      القبض على أحد أفراد عصابة سرقة كابلات الكهرباء بدرعا     "قيصر" يقترب من نهايته.. تعاف اقتصادي ومصرفي يلوح بالأفق     الصحة المجانية للفقراء ... والمقتدرون ملزمون بالدفع     "فزعة منبج".. تجاوزت 11 مليون دولار لدفع عجلة إعادة الإعمار     إلغاء قانون قيصر..بوابة الانفراج الاقتصادي في سوريا عبد الرحمن دالاتي .. صوت إنساني من سوريا يعانق غزة الشيباني في لبنان .. من صفحات الماضي إلى آفاق المستقبل عبد الرحمن الدالاتي... السوري الذي أبحر نحو غزة وعاد إلى الحرية إلغاء " قيصر".. لحظة مفصلية نحو التعافي خطوة مفصلية في مسار العلاقات السورية الأميركية