الثورة – فؤاد الوادي:
صفحة جديدة في العلاقات السورية اللبنانية، فتحتها زيارة وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني إلى لبنان اليوم، الزيارة التي وصفها متابعون ومراقبون بأنها نقطة البداية لمسار صحيح من العلاقات الثنائية ترتكز وتقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
اهتمام إعلامي
وقد حظيت الزيارة باهتمام إعلامي واسع، كونها الأولى لمسؤول سوري بعد سقوط النظام، وهذا ما يمنحها بعداً إضافياً من حيث الأهمية والتوقيت والملفات الساخنة التي ناقشتها.
الباحث السياسي المحامي فراس حميدو أكد أن زيارة الشيباني إلى لبنان تكتسب أهميتها من كونها تعيد بناء العلاقات الثنائية بين البلدين على أسس واضحة أهمها الاحترام المتبادل، ولاسيما أن تلك العلاقات كان يشوبها خلال الحقبة الماضية (خلال حكم النظام الأسدي طيلة خمسة عقود) الكثير من الأخطاء والخطايا التي كان ينتهجها النظام الأسدي خدمة لمشاريع وآجندات أيدلوجية وخارجية.
وقال حميدو في لقاء مع صحيفة الثورة، إن الزيارة ستناقش تعزيز العلاقات بين دمشق وبيروت، بالإضافة إلى ملفات وقضايا حساسة عالقة بين البلدين، أبرزها قضية المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية، وقضايا ترسيم الحدود المشتركة، واستعادة الأصول والأموال السورية المحتجزة في المصارف اللبنانية.
صفحة جديدة
وتهدف الزيارة بحسب الوزير الشيباني إلى فتح صفحة جديدة بين البلدين مبنية على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك ومعالجة الملفات العالقة بما يخدم مصلحة الشعبين السوري واللبناني.
كما أن الزيارة تهدف في أبعادها إلى توسيع دائرة التعاون بين البلدين، خاصة تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية، ولاسيما أن سوريا تعيش بعد إسقاط النظام البائد مرحلة من التعافي وإعادة الإعمار، وهذا يجب أن ينعكس إيجابياً على لبنان وعلى العلاقة الأخوية والتاريخية بين البلدين.
الشيباني، وفي تصريح للصحفيين عقب لقائه اليوم الرئيس اللبناني جوزاف عون في بيروت ، قال رداً على سؤال حول الموقوفين السوريين في لبنان وترسيم الحدود،: “إن هذه القضايا على رأس أولوياتنا وشكلت محور نقاشاتنا، وهناك لجان مشتركة تعمل على حل جميع الأمور العالقة بهدف تجاوز الماضي وإقامة علاقات منفتحة تعود بالنفع على الشعبين.
ملفات ساخنة
وفيما يتعلق بأوضاع اللاجئين السوريين في لبنان، أوضح الشيباني أن اللاجئين لم يغادروا بلدهم طواعية بل جراء الحرب المدمرة التي شنها النظام البائد ضد الشعب السوري، ما اضطرهم إلى اللجوء إلى دول الجوار.
وعن إمكانية أن تكون هذه الزيارة تمهيداً لزيارة الرئيس أحمد الشرع إلى لبنان، قال الشيباني: ” في العلاقات بين الجيران ليس هناك أي مانع للزيارات، بالعكس نحن نرتقب زيارة الرئيس اللبناني، ونقلنا دعوة رسمية له لزيارة سوريا، كما نترقب زيارة الرئيس الشرع إلى بيروت”.
الوزير الشيباني أكد أن سوريا حريصة على تجاوز جميع عقبات الماضي مع لبنان، والعمل على ترسيخ علاقات تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة التي تخدم شعبي البلدين.
وكان الشيباني قد سبق لقاء الرئيس اللبناني، بلقاء مع نظيره اللبناني يوسف رجي أعرب فيه عن أمله بتحويل العلاقة بين سوريا ولبنان من علاقة أمنية متوترة في الماضي إلى شراكة سياسية واقتصادية تصب في صالح الشعبين السوري واللبناني، في ظل فرصة تاريخية سانحة لتعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين.
مسار طويل
أما وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي فقد قال بدوره: إن هذه الزيارة تمثل بداية صفحة جديدة وبادرة خير لبدء مسار جديد وطويل من العلاقات بين البلدين قائم على التعاون والتنمية والازدهار الاقتصادي، موضحا أن البلدين اتفقا على تشكيل لجان مشتركة لمعالجة القضايا العالقة، ولاسيما أن النية الصادقة موجودة لدى الطرفين لبناء علاقات ثنائية وطيدة.
وكان الوزير الشيباني وصل في وقت سابق اليوم إلى بيروت على رأس وفد يضم وزير العدل مظهر الويس، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة حسين السلامة، ومساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، ومديري إدارتي الشؤون القنصلية والشؤون العربية في وزارة الخارجية.
والتقى وزير الخارجية الرئيس اللبناني جوزاف عون ووزير الخارجية اللبناني يوسف رجي، وتناول اللقاءان آخر المستجدات الإقليمية، وسبل تعزيز التنسيق بين دمشق وبيروت، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.