عبد الرحمن دالاتي .. صوت إنساني من سوريا يعانق غزة

الثورة- علي إسماعيل:

يصل الناشط السوري عبد الرحمن دالاتي إلى الأراضي التركية بحسب مصادر إعلامية بعد رحلة محفوفة بالمخاطر، انتهت بالإفراج عنه من سجون الاحتلال الإسرائيلي إثر اعتقاله أثناء مشاركته في “أسطول الحرية” المتجه إلى غزة، رحلة لم تكن مجرد عبور بحر، بل عبور في الوعي الإنساني والسياسي بين دمشق وغزة، بين وجع الحصار وصمود الإرادة في مشهد يعيد رسم معاني التضامن العربي.

الناشط السوري عبد الرحمن دالاتي اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مشاركته في أسطول الحرية الهادف إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة.

دالاتي، الذي عرفه السوريون والعرب كصوت إنساني داعم لقضايا الشعوب المقهورة، كان أحد المشاركين على متن السفينة التركية “الضمير”، وهي إحدى السفن التي شاركت في الرحلة التضامنية و انطلقت من ميناء إزمير التركي متجهة نحو تونس عبر إيطاليا، لتلتحق ببقية سفن الأسطول ضمن مبادرة “أسطول الصمود العالمي”.

قوات البحرية الإسرائيلية اعترضت السفن في المياه الدولية، في عملية وُصفت بأنها “قرصنة بحرية موثقة”، حيث هاجمت الزوارق الحربية الإسرائيلية السفن المشاركة واعتقلت العشرات من النشطاء بينهم دالاتي.

وكانت آخر رسالة صوتية أرسلها الناشط السوري فجر يوم الاعتقال، قال فيها:
(نتعرض الآن لمحاولة قرصنة من القوارب العسكرية الإسرائيلية… مع اقتراب القوارب العسكرية سيتم إنزال بالهليكوبتر، سنرفع أيدينا التي جاءت لإطعام إخواننا في الهواء، وسيرى العالم كل شيء حتى يطفئ الاحتلال الكاميرات).

كلماته كانت أشبه بوصية سياسية وإنسانية، تلخص مأساة الحصار في غزة، ووجع الشعوب التي لا تزال تؤمن بالعدالة رغم الجدران والأسلاك.

المتحدث باسم أسطول الحرية، قاسم أكتاغ، أكد أن السفينة “الضمير” كانت تحمل أطباء وناشطين وإمدادات طبية تكفي لتشغيل ثلاث مستشفيات داخل غزة، في محاولة لإنقاذ النظام الصحي المنهار في القطاع نتيجة الحصار الطويل والقصف المستمر.

وأشار إلى أن ما جرى يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، حيث وقعت الحادثة في المياه الدولية، ما يجعل من احتجاز النشطاء عملاً عدوانياً ضد المتطوعين الإنسانيين.

في الأوساط السورية، قوبل اعتقال دالاتي بموجة تضامن واسعة من ناشطين وحقوقيين وإعلاميين، طالبوا المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بالتدخل للإفراج عنه وعن بقية المتطوعين.

الرسالة السورية هنا بدت واضحة بأن التضامن مع غزة ليس قضية سياسية فحسب، بل امتدادٌ لمعاناة مشتركة في وجه الاحتلال والحصار والخذلان الدولي.

عبد الرحمن دالاتي، الذي نشط لسنوات في مجالات الإغاثة وحقوق الإنسان، لم يكن غريباً على الميدان الإنساني؛ إذ شارك في حملات دعم للمدنيين المتضررين من الحرب في سوريا، قبل أن ينقل نشاطه إلى القضية الفلسطينية، مؤمناً بأن “الوجع واحد وإن اختلفت الجغرافيا.”

الإفراج عن دالاتي شكّل رسالة رمزية، وهي أن التضامن لا يُعتقل، وأن إرادة الشعوب العربية في دعم غزة ما زالت حية رغم الانقسامات والحدود.

بين دمشق وغزة، تنسج حكاية إنسانية تتجاوز السياسة، حكاية سوريٍّ حمل ضميره على سفينة اسمها “الضمير”، ليذكّر العالم بأن الإنسانية لا تُحاصر، وإن حاصرها الاحتلال.

آخر الأخبار
صوت النساء في مواجهة العنف الرقمي صورةٌ ثمنها مئات آلاف الشهداء المواطن يدفع الثمن واتحاد الحرفيين يعد بالإصلاح عندما تكون المنتخبات الوطنية وسيلة وليست غاية! أولى أمطار دمشق تكشف ضعف جاهزية شبكات التصريف خبراء: "يتم حشد المكونات السورية على طاولة العاشر من آذار" العنف ضد المرأة.. جروح لا تندمل وتحدٍّ ينتظر الحلول مندوب سوريا الدائم في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية: مرحلة جديدة من التعاون واستعادة الحقوق السورية جولة المفاجآت الثقيلة في دوري أبطال أوروبا مواجهات قوية في الدوري الأوروبي الذكاء الاصطناعي التوليدي .. أنسنة رقمية أم تكامل تنموي؟ مع ولادة اتحاد الكرة الجديد كيف ترى خبراتنا الرياضية مستقبل الكرة السورية؟ فعاليات اقتصادية تطالب بتكافؤ العلاقة التجارية بين سوريا والأردن كرنفال رياضي ثقافي بذكرى التحرير بحمص كأس العرب (FIFA قطر 2025) وفرصة المشاهدة عن قرب نقص الأدوية في المشافي الحكومية.. وزارة الصحة تكشف الأسباب وتطرح خطة إصلاح لقب (حلب ست الكل) بين حمص الفداء والأهلي سوريا تتسلّم رئاسة مجلس وزراء الإعلام العرب في الجامعة العربية اجتماع سوري دولي على هامش الدورة 93 للإنتربول في مراكش المغربية التدريبات الإسرائيلية في الجنوب.. هل يضيّع نتنياهو فرصة الاتفاق الأمني؟