بيان “الهجري” تغيير اسم جبل العرب إلى “باشان” محاولة يائسة لتسخين المشهد

الثورة – عدي جضعان :

أثار البيان الأخير للشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، موجة واسعة من الجدل والغضب، ليس فقط بسبب ما وصفه منتقدون بـ “كذب وتدليس” في سياق الأحداث الأخيرة، بل لتضمنه ما اعتُبر “سقطة خطيرة” تتعلق بهوية المنطقة وتاريخها.

المثير للجدل بشكل خاص هو التداول في البيان لمصطلح “جبل باشان” بدلاً من الاسم المعروف تاريخياً ووطنياً، “جبل العرب”.
وهو مصطلح، بحسب العديد من الباحثين والمحللين السياسيين والتاريخيين، يحمل دلالات توراتية مرتبط بـ “الأطماع الصهيونية” في المنطقة.

يُشير مراقبون إلى أن “جبل باشان” هو الاسم الذي ورد في نصوص العهد القديم ليشير إلى المنطقة التي تشمل جبل العرب (جبل الدروز حالياً) وأجزاء من الجولان وحوران.

استخدام هذا المصطلح من قبل شخصية روحية وقيادية في هذا التوقيت، ووسط تصاعد دعوات الانفصال أو الحكم الذاتي، اعتبره معارضو الهجري “مقدمة خطيرة لشرعنة أطماع خارجية”.

في تحليل قُدّم، رأى المحلل السياسي فراس فحام من مركز جسور للدراسات أن هذا التحول في التسمية ليس بريئاً، بل يحمل “دلالات لدى المتطرفين اليهود”، ما يشير إلى محاولة من الهجري “للالتصاق أكثر بالمشروع التوسعي اليهودي”.

رفض التسوية واستقواء بإسرائيل

يشير فحام إلى أن محاولات الهجري إلى “الاستقواء بإسرائيل” تأتي في ظل رفضه لأي تسوية أو حلول كانت مطروحة من قبل الحكومة السورية وفعاليات السويداء الداخلية.
ويُفسر هذا الرفض بأنه دليل على “انخراطه الواضح في المشروع التوسعي الإسرائيلي”.

ويعتقد المحلل أن الهجري يسعى اليوم إلى “حشر دروز سوريا في خانة التبعية لإسرائيل”، بناءً على قراءته للواقع الإقليمي، حيث يرى أن “إسرائيل في حالة صعود إقليمي في المنطقة”، ما يجعل الاستقواء بها خياراً جاذباً بالنسبة له.

ليس ممثلاً للسويداء

يرى فراس فحام أن هذه التصرفات والتسميات الجديدة تؤكد أن الهجري يعمل كـ “عميل وامتداد لمشروع خارجي في المنطقة”، وأنه لا يسعى إلى “حل يمثل صوت محافظة السويداء الحقيقي”.

ويتوقع المحلل أن يكون هناك “ردات فعل كثيرة” على البيان وعلى تسمية “جبل باشان” تحديداً، بما في ذلك ردود فعل من داخل السويداء نفسها، حيث تُعتبر هذه الخطوات خروجاً عن الإجماع الوطني وتحدياً لهوية المنطقة العربية.

ويرى المحلل السياسي محمد سليمان من مركز جسور للدراسات أن إقدام الشيخ حكمت الهجري على تغيير تسمية “جبل العرب” إلى “جبل باشان” في بيانه الأخير يندرج ضمن محاولة “لرفع الصوت والقول أنا موجود في الساحة”.

ويأتي هذا التحرك بعد تزايد الضغوط الأمريكية على إسرائيل وبدء “حلحلة” في ملفات الصراعات والانتهاكات التي قامت بها، ما أدى إلى تراجع دور الهجري وحلفائه الخارجيين.

ويشدد سليمان على أن تغيير التسمية لا يعبر إطلاقاً عن وجهة نظر أهالي السويداء، مؤكداً أن أهل المحافظة هم “سوريون عرب وجزء من سوريا وسوريا جزء منهم”.

ولكنه يوضح أن قراراتهم وقناعاتهم الحقيقية “مصادرة” بفعل هيمنة المجتمع العسكري والديني الذي يمثله الهجري وفواعل ما دون الدولة، ولهذا فإن خطاب الهجري لا يمثل صوتهم الداخلي.

تهميش داخلي

يشير سليمان إلى عامل آخر يفسر توقيت خطوة الهجري، وهو برود ملف السويداء على الصعيدين الداخلي والخارجي.

ويعزو هذا البرود إلى الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية بالتوافق مع المجتمع الدولي، والتي تضمنت “رسم خارطة طريق للسويداء للمساهمة في إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه من قبل وأفضل”.

ويرى المحلل أن الهجري “متضرر من هذه الخارطة”، كونه يعتقد أنه قد تم تهميشه هو والمسلحين وفواعل ما دون الدولة المرتبطة به.

وبناءً على ذلك، بات يعتقد أن “فرصة نجاح تحالفه مع الخارج باتت ضئيلة”، كما أنه يخشى أن “يخسر حاضنته” بسبب السلوكيات التي اتبعها خلال الفترة الماضية، ما دفعه إلى محاولة إشعال الساحة مجدداً عبر خطاب متطرف.

تأتي خطوة الهجري في وقت يسود فيه “برود” لملف السويداء، نتيجة وجود مباحثات وتوافقات داخلية (قد تكون برعاية دولية غير معلنة) تهدف إلى إيجاد خارطة طريق لعودة الاستقرار وتفعيل مؤسسات الدولة، وهو ما يُنظر إليه على أنه تهميش لدور الهجري وحلفائه المسلحين.

استخدام “باشان” هو محاولة لإعادة تسخين الملف ولفت الانتباه، ربما بعد تراجعه عن شروط التسوية، أو لشعوره بتراجع الدعم الأمريكي/الإسرائيلي التقليدي في ظل التغيرات الجيوسياسية في المنطقة.

آخر الأخبار
بيان لـ"تربية حلب" يكشف تفاصيل   تتعلق بالعاملين في مجمعات الشمال  الطاقة المستدامة .. القطاع الخاص يقود فرص العمل  مفاضلة لملء الشواغر في مدارس المتفوقين بالقنيطرة بيان "الهجري" تغيير اسم جبل العرب إلى "باشان" محاولة يائسة لتسخين المشهد محافظة دمشق تكذب شائعة تغيير اسم ساحة المرجة     الفلسطينيون يشقون طريقهم وسط الأنقاض نحو منازلهم      القبض على أحد أفراد عصابة سرقة كابلات الكهرباء بدرعا     "قيصر" يقترب من نهايته.. تعاف اقتصادي ومصرفي يلوح بالأفق     الصحة المجانية للفقراء ... والمقتدرون ملزمون بالدفع     "فزعة منبج".. تجاوزت 11 مليون دولار لدفع عجلة إعادة الإعمار     إلغاء قانون قيصر..بوابة الانفراج الاقتصادي في سوريا عبد الرحمن دالاتي .. صوت إنساني من سوريا يعانق غزة الشيباني في لبنان .. من صفحات الماضي إلى آفاق المستقبل عبد الرحمن الدالاتي... السوري الذي أبحر نحو غزة وعاد إلى الحرية إلغاء " قيصر".. لحظة مفصلية نحو التعافي خطوة مفصلية في مسار العلاقات السورية الأميركية الدبلوماسية السورية تنجح في إيصال صوتها.. إلغاء " قيصر" خطوة متقدمة مابعد "قيصر" .. قانونية التبادلات التجارية والمالية مع الخارج الخارجية السورية: إلغاء " قانون قيصر" خطوة إيجابية تعيد تصويب العلاقات مع واشنطن إلغاء"قيصر" يفتح الباب لتطبيع المعاملات المالية وإنعاش قطاعات إنتاجية تحتضر