الثورة – تقرير منهل إبراهيم:
عندما يتوقع نصف الأمريكيين اندلاع حرب أهلية في السنوات المقبلة فهذا يدل على غليان الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تنعكس على الحالة الاجتماعية للأمريكيين، ويعطي هذا التوقع صورة دقيقية عما يجري داخل الولايات المتحدة من انقسام وغضب بفعل السياسات العنصرية والحزبية التي طغت على المشهد في أرض الديمقراطية المزعومة، ويضع الرئيس جو بايدن في قفص الاتهام في أعين مواطنيه الذين يحذرون من سعيه لإشعال حرب أهلية في البلاد.
فقد اتهمت رونا مكدانيل رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، الرئيس الأمريكي جو بايدن ببث الفتنة بين الأمريكيين بخطابه الموجه ضد أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب.
وقالت مكدانيل “جو بايدن يجسد الوضع الحالي للحزب الديمقراطي: حزب انقسام وضغينة وعداء تجاه نصف البلاد”.
واتهم بايدن في وقت سابق من اليوم الخميس أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب بالسعي لإعادة الولايات المتحدة “إلى الوراء”.
وأضاف: “لفترة طويلة، طمأننا أنفسنا بأن الديمقراطية الأمريكية مضمونة، لكنها ليست كذلك.. يجب علينا أن ندافع عنها، أن نحميها، أن ننتصر لها.. على كل واحد منا أن يفعل هذا”.
وقال السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام في تغريدة تعليقاً على خطاب بايدن إن “الشعب الأمريكي يتألم بسبب سياساتك”.
وأضاف غراهام “تفشي التضخم… جريمة خارجة عن السيطرة… الإرهاب في تصاعد… حدود مقطوعة… توقف عن إلقاء المحاضرات وغيّر سياساتك قبل فوات الأوان”.
إلى ذلك وجدت دراسة أمريكية جديدة أن حوالي نصف مواطني البلاد يتوقعون اندلاع حرب أهلية “في السنوات القليلة المقبلة”، فيما يعتبر 20% من الأمريكيين أن العنف قد يكون مبرراً لحماية الديمقراطية.
وقال الباحثون إن نتائج الدراسة قد تشير أيضاً إلى أسباب للقلق بشأن مستقبل (الديمقراطية) الأمريكية، حيث قال ثلثا المستجيبين أن هناك “تهديداً خطيراً” على الديمقراطية في البلاد، وقال 90% تقريباً إنه من المهم جداً للولايات المتحدة أن تظل ديمقراطية.
وتأتي هذه النتائج في وقت من المقرر أن تصدر لجنة مجلس النواب المختارة تقريرها حول أسباب الهجوم على الكابيتول (مقر الكونغرس)، بما في ذلك إمكانية التوصية بأي اتهامات ضد الأفراد المتورطين، في وقت لاحق من هذا العام.
وكان استطلاع رأي أظهر أن أكثر من 60٪ من مواطني الولايات المتحدة يعارضون ترشح الرئيس الحالي جو بايدن وسلفه دونالد ترامب لمنصب الرئاسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2024.
وانخفض التأييد الشعبي لبايدن في هذا الأسبوع إلى 36٪، وهو أدنى مستوى له منذ 19 شهراً في البيت الأبيض، في حين أن 59٪ من الأمريكيين عبَّروا عن عدم رضاهم على عمل الرئيس.
ويعزى سبب التراجع في شعبية الرئيس الديمقراطي جو بايدن إلى الارتفاع الحاد في التضخم في الولايات المتحدة، والذي وصل في يونيو إلى أعلى مستوى له خلال 40 عاماً، بنسبة 9.1٪ على أساس سنوي.
وشارك في هذا الاستطلاع الذي أجرته جامعة كوينيباك من 14 إلى 18حزيران، 1523 مواطناً أمريكياً بالغاً، فيما حددت نسبة الخطأ بـ 2.5%.
وفي وقت سابق كشف استطلاع رأي جديد في الولايات المتحدة عن أن الديمقراطيين والجمهوريين متحدون في مخاوفهم، ما سيؤدي لانهيار الديمقراطية الأمريكية.
وبحسب استطلاع جامعة كوينيبياك، فإن حوالي 67% من جميع الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن (الديمقراطية) في خطر، وشمل هذا المجموع 72% من الناخبين الديمقراطيين المسجلين و70% من الجمهوريين.
وتم نشر نتائج الاستطلاع قبل خطاب الرئيس جو بايدن، بشأن ما يصفه البيت الأبيض بأنه “معركة من أجل روح الأمة”، حيث من المتوقع أن يهاجم دونالد ترامب وحلفاءه لتقويضهم ديمقراطية الأمة.
واتهم ترامب بايدن بتسييس مكتب التحقيقات الفيدرالي، في محاولة لطرده من انتخابات 2024 قبل أن تبدأ، والنتيجة هي من اليسار واليمين تصوير أعدائهم على أنهم تهديد للديمقراطية.
وقال تيم مالوي محلل استطلاعات الرأي بجامعة كوينيبياك إن الديمقراطية، حجر أساس أمة في خطر، وفي لحظة اتفاق نادرة، يتحد الأمريكيون حول قلق مشؤوم.
ويأتي ذلك في أعقاب استطلاع أجرته شبكة “NBC News” مؤخراً، كشف أن التهديدات للديمقراطية كانت أهم قضية تواجه البلاد.
وصنف حوالي 21% من المستطلعين التهديدات للديمقراطية على أنها القضية الأكثر أهمية، مقابل 16% قالوا تكلفة المعيشة و14% وضعوا الوظائف والاقتصاد على رأس قائمة الفواتير.
السابق