ليس مستغرباً استمرار وإلحاح الكيان الإسرائيلي في العمل على تفجير برميل البارود في المنطقة بعدوانه المتكرر على الأرضي السورية، مستغلاً الفوضى العارمة التي تجتاح المنطقة، والحريق الكبير الذي يشعله الغرب في أوكرانيا.
الكيان الصهيوني منذ إقامته كسرطان في قلب المنطقة يعمل في كل لحظة على تأزيم الأوضاع وإثارة الحروب عبر ممارساته العدوانية، ويمكننا أن نصفه بكل وضوح بأنه (برميل بارود المنطقة) ومرضها الخبيث الذي يجب استئصاله من الجذور.
ما يفعله الكيان الصهيوني من عدوان وعربدة وجرائم وانتهاكات للقوانين والمواثيق الدولية، يؤكد حقيقتين وهما أنه لا يزال فوق القانون الدولي ويحظى بحماية دولية تبقيه في منأى عن أي حساب أو عقاب، وأن الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن هيئات دولية من ورق وتخضع للأقوياء، ولامكان فيها لكلمة الحق، ولا للشعوب المحتلة أو المعتدى عليها.
الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي السورية ليس فقط مجرد خرق للسيادة الوطنية، بل هي بحد ذاتها شرارة قد تتوسع لحريق كبير يهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين بشكل مباشر، فاستهداف مطاري دمشق وحلب الدوليين بشكل متعمد وتعريض المرافق المدنية للتهديد والتخريب وحياة المدنيين للخطر، أمر في غاية الخطورة، ولن يتم السكوت عنه بأي شكل من الأشكال.
العدوان الأخير الصهيوني، وكل ما سبقه من اعتداءات تفضح أخلاقيات الغرب وهيئاته النافذة، التي تدعم منطق العدوان الصهيوني، وتدعي في نفس الوقت الدفاع عن الحريات وحقوق الشعوب المحتلة في الحرية والاستقلال.
الغطرسة والعنجهية والتمادي في استعراض القوة الصهيونية في المنطقة والعالم ما كانت لتكون لو وجدت موقفاً حاسماً من الهيئات والمنظمات الدولية النافذة وفي مقدمتها مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
العالم بأغلبيته الساحقة بات يدرك ما يجري في سورية من أوضاع إنسانية صعبة سببها عدوان الكيان الصهيوني المتكرر والذي يطال البنى التحتية والخدمية، والاحتلال الأمريكي لأراض سورية وسرقة خيراتها، ودعم كل هذه الصورة العدوانية بالعقوبات الغربية القسرية التي أكملت حلقات العدوان والبغي على الشعب السوري.
ملف الجرائم الصهيونية كبير وموثق بالأدلة والبراهين والممارسات على أرض الواقع، لكن المشكلة تكمن في غياب العدالة الدولية، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالكيان الصهيوني، الذي أصبح فوق القانون، بل فوق المجتمع الدولي برمته، إذ كيف يمكن للعدالة أن تتحقق وعشرات القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي لاتزال حبيسة الأدراج ، وكيف يمكن للعدالة أن تتحقق عندما تصر الأمم المتحدة على الكيل بمكيالين وتساوي بين الضحية والجلاد.
محاسبة الكيان الوحشي على الجرائم التي يرتكبها قريب، فأصحاب الحق والأرض بيدهم العقاب وسينزلونه بالمحتلين والمعتدين والسارقين والمخربين لحياتهم وأرزاقهم، ولن ينتظرون ذلك الصوت الخجول من المجتمع الدولي بتجريم هذا الكيان ومعاقبته، فالصوت حين يرتفع سرعان ما يجد من يعمل على إخماده في الغرب خدمة لاستمرار تمادي (إسرائيل) في بسط غطرستها على المنطقة واستباحتها من محيطها إلى خليجها.
السابق