الفقراء قد ينقذون الموقف!

مشاريع الفقراء.. قد تكون التسمية الأكثر واقعية للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وهو العنوان الذي ربما يتصدر قائمة المصطلحات الأكثر حضوراً في إستراتيجيات وخطط حكوماتنا منذ عقود، فلم يخل أي بيان حكومي من بند مستقل يؤكد العزم على النهوض بمشروعات الأسر والأفراد كخيار إنقاذ اقتصادي واجتماعي.
على الورق.. تبدو الحصيلة مرضية فيما يتعلق بالخطط والبرامج، ولدى هيئة تنمية المشروعات حصيلة وافرة من الدراسات والبرامج، لكن على الأرض الوضع مختلف لدرجة محبطة.. إن أردنا المقارنة بين ما تم التخطيط له وانعكاساته العملية الفعلية..
لكن للأمر وجه آخر يجب الوقوف عنده، وقد يكون المنطلق الأهم لتنمية هذا النوع من المشروعات، إن كنا فعلاً واقعيين.
الواقع أن المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر تنتشر أفقياً على الأرض بشكل ملموس.. في الأرياف تصنيع وقيم مضافة حقيقية للمحاصيل الزراعية المحلية، وعلى أطراف المدن وبداخلها ورش صغيرة في الأحياء والأقبية.. وتشكل كل هذه المشروعات النسبة الأكبر منا نسميه الاقتصاد الهامشي أو اقتصاد الظل.. ونعلم أن مساهمة هذا الاقتصاد غير قليلة في مجمل الإنتاج الإجمالي المحلي، قد لاتظهر في الأرقام الرسمية وحسابات الناتج المحلي بسبب صعوبة الإحاطة بها ورصدها.
هذه المشروعات يمكن أن تكون الانطلاقة الأهم والأجدى بكل المقاييس نحو تنمية المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، لأنها جاهزة وأصحابها يمتلكون الخبرات والمهارات اللازمة لتطويرها، أي لاحاجة لكل ما تدعيه هيئة تنمية المشروعات من “إنجازات” في مجال تدريب وتأهيل رواد الأعمال والضجيج الذي تحدثه حول ذلك بين الحين والآخر.
هذه المشروعات تحتاج إلى تنظيم وترخيص أولاً، ثم دعم مالي لتطويرها وإخراجها إلى دائرة الضوء.. بالتالي منح مخرجاتها علامة تجارية وشهادات مطابقة ومواصفة.. لتكون صالحة للتداول في الأسواق الداخلية وحتى الخارجية..
ونعلم جميعاً أن في بلدنا منتجات أسرية عالية الجودة ومطلوبة في الأسواق، لكنها غير قابلة للتداول العلني و للتصدير بما أنها لاتحمل علامة تجارية ولا شهادات منشأ.
إن بدأنا بهذه المشروعات ستكون الحصيلة جيدة، ولابأس حينها أن تتحدث هيئة المشروعات عن إنجازات حقيقية وتنسبها لكوادرها… المهم أن نحقق نتائج على أرض الواقع..
هذا يحتاج إلى خروج المعنيين من مكاتبهم والتحرك في الميدان والتواصل مع أصحاب المشروعات.. وإقناعهم بتسجيل مشروعاتهم، وعرض المحفزات وأوجه الدعم التي ستكون الحافز للتسجيل والمأسسة..
الأمر بحاجة إلى تنسيق بين كل الجهات ذات العلاقة.. من البلديات والجمعيات الفلاحية.. وصولاً إلى الإدارات المركزية في دمشق..
وإلا سنبقى نخطط ونكرر الوعود والنيات الحسنة التي لاتغني من فقر ولا تسمن من جوع.

آخر الأخبار
تعاون بين السياحة والطيران لتطوير برامج التدريب الوطني المعهد التقاني للصناعات التطبيقية بحمص يستقبل ضعفي طاقته الاستيعابية لاستخدامها السلطة الفاسدة.. الأوقاف تفسخ العقد المبرم مع شركة موبيلينك معدات حديثة للمكتبة الظاهرية والمدرسة العادلية اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب تعقد جلسة موسعة في الصنمين "الطوارئ وادارة الكوارث": انفجار الألغام أثناء الحرائق سبب لاتساعها روسيا نحو استراتيجية جديدة في سوريا بعد عشر سنوات من التدخل   "خطة ترامب".. هل هي لإنهاء للحرب أم لاحتلال غزة؟ "من الموت إلى الأمل"..  توثيق إنجازات فرق إزالة الألغام وتضحياتهم   جامعة اللاذقية تنهي استعداداتها لبدء التسجيل بالمفاضلة العامة غداً تحديث أسطول وآليات مكتب دفن الموتى في محافظة دمشق لجنة لدراسة تعديل قانون التأمينات الاجتماعية عصمت العبسي: انتصار الشعب السوري ثمرة نضال شعبي وليس منّة من أحد تلمنس تستعيد أنفاسها بعد إزالة نصف أنقاضها بجهود الخوذ البيضاء مكتب لرعاية شؤون جرحى الثورة في درعا سراقب.. عودة الحياة المدرسية بعد التحرير و دعم العملية التعليمية وصول 50 حالة تسمم إلى مستشفى نوى الوطني.. و وحدة المياه تنفي الثلوث  امتحانات السويداء.. حلول على طاولة "التعليم العالي" إجراءات صارمة ضد الجهات غير المرخصة في السوق المالية دمشق .. حيث يصبح ركن السيارة تحدياً.. مواقف مشغولة وقلق متواصل