يبدو من خلال النتائج التي حققها حطين والكرامة في مسابقة التحدي الآسيوي أننا لا نملك الرغبة في أن نتطور، وأن نمتلك كرة قدم ليست مجرد إسقاط فرض، نحن وصلنا وللأسف إلى مستوى أننا خلال السباق المحموم على تطوير كرة القدم في منطقتنا، لا نريد حتى الإمساك بذيل الحصان، بل الهرولة المتعبة وراء ظلّه البعيد.
سنوات النظام المخلوع علمتنا أن لا نقيّم أنفسنا جيداً، وأن نبقى مسكونين بوهم أن لدينا رياضة نحن في الحقيقة لا نمتلكها، فهي كانت ولا تزال مجرد “عركات” بينية داخل البيت، تسقط بشكل مهين خارجه عندما يحضر الاستحقاق الدولي.
الواقع المؤسف أن هذه الإخفاقات لم تأت صدفة، فهي انعكاس مباشر لواقع رياضتنا المأزوم، مشكلتنا الكبيرة جداً أننا لا نعلم كيف نحضر ونخوض مباريات من هذا النوع، ولا ندرك أن التحضير للدوري المحلي شيء، وللاستحقاقات الخارجية شيء آخر تماماً.
ليست خسارة حطين والكرامة أمام أندية هزيلة للغاية سوى مثال على طبيعة عدم فهمنا للكرة بشكل علمي وفني وعلى كلّ المستويات، لقد وصلنا وللأسف إلى مرحلة متابعة أنديتنا التي نعتبرها “ممتازة” في ملحق آسيوي لبطولة درجة ثالثة في قارة هي الأضعف كروياً، بل وتهزم أمام أضعف الفرق، فهل سيضطر الاتحاد الآسيوي إلى ابتكار درجة رابعة على مقاسنا الهزيل؟.
تأخذنا العواطف والذكريات نعترف بذلك ولكن في الواقع نحتاج لعمل أكبر بكثير جداً مما يجري حالياً.
أكاد أجزم أن البناء من الصفر في مثل واقعنا طريقه أقصر بأشواط من الترميم ومحاولات “تمشية الحال”، وتأسيس مدارس ومراكز تدريب تعتمد على معايير حديثة، وليس فقط على الاجتهادات الفردية، وهو الكفيل بجعلنا نمسك بذيل الحصان أولاً قبل أن نتمكن من ركوبه كباقي منطقتنا على الأقل.