الثورة-أسماء الفريح:
أكد الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون رفضه للتصريحات الصادرة مؤخراً عن عدد من المسؤولين الإيرانيين، مشدداً على أن الدولة اللبنانية مسؤولة من خلال مؤسساتها الدستورية والأمنية عن حماية كل أبنائها.
ونقلت الوكالة اللبنانية للإعلام عن عون قوله خلال استقبال الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني: “نرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية من أي جهة، ونريد أن تبقى الساحة اللبنانية آمنة ومستقرة لما فيه مصلحة جميع اللبنانيين من دون تمييز”.
وتابع: إن لبنان الذي لا يتدخل مطلقاً بشؤون أي دولة أخرى لا يرضى أن يتدخل أحد في شؤونه الداخلية، موضحاً أن العبرة التي استخلصها اللبنانيون هي أنه من غير المسموح لأي جهة كانت ومن دون أي استثناء أن يحمل أحد السلاح ويستقوي بالخارج ضدّ اللبناني الآخر.
وشدد الرئيس عون على أن “أي تحديات تأتي من العدو الإسرائيلي أو من غيره، هي تحديات لجميع اللبنانيين وليس لفريق منهم فقط، ولعل أهم سلاح لمواجهتها هو وحدة اللبنانيين.”
بدوره، أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني الدكتور نواف سلام أن التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين الإيرانيين، مرفوضة شكلاً ومضموناً، ولا سيما تلك التي حملت تهديداً صريحاً، مشدداً على أنها تشكل خروجاً صارخاً عن الأصول الدبلوماسية، وانتهاكاً لمبدأ احترام السيادة المتبادل، الذي يشكل ركيزة لأي علاقة ثنائية سليمة وقاعدة أساسية في العلاقات الدولية والقانون الدولي، وهي قاعدة غير قابلة للتجاوز.
وقال: “إن قرارات الحكومة اللبنانية لا يُسمح أن تكون موضع نقاش في أي دولة أخرى، فمركز القرار اللبناني هو مجلس الوزراء، وقرار لبنان يصنعه اللبنانيون وحدهم، الذين لا يقبلون وصاية أو إملاءً من أحد.”
وذكّر سلام بأن مسألة حصر السلاح في يد السلطات الشرعية وحدها، قرار اتخذه اللبنانيون منذ إقرار اتفاق الطائف عام 1989، وجددوا تمسكهم به في البيان الوزاري للحكومة الحالية، كما أكده رئيس الجمهورية في خطاب قسمه أمام مجلس النواب.
وأكد أن “الحكومة اللبنانية ماضية في استخدام كل الوسائل السياسية والدبلوماسية والقانونية المتاحة، لإلزام “إسرائيل” بالانسحاب الفوري من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف اعتداءاتها”.
وشدد على أن “أي علاقة مع لبنان تمر حصراً عبر مؤسساته الدستورية، لا عبر أي فريق سياسي أو قناة موازية، وأي مساعدات خارجية مرحّب بها، شرط أن تمر عبر القنوات الرسمية”.
وتعليقاً على اللقاء، كتبت صحيفة “نداء الوطن” اللبنانية : “المسافة بين القصر الجمهوري في بعبدا وبين مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، بضعة كيلومترات، لكنها بالنسبة إلى الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي لاريجاني طويلةً جداً، فما سمعه المسؤول الإيراني في بعبدا، ولاحقاً في السراي، يناقض ما قاله في عين التينة، خاصةً أن الرئيس بري هو عرَّاب دعوة لاريجاني، فانقلب السحر على الساحر”.
من ناحيتها، كتبت صحيفة “الشرق” استناداً إلى مصادر سياسية مطلعة على أجواء اللقاء، أن رئيس الجمهورية وجه رسالة حازمة، عالية السقف، إلى إيران بضرورة احترام سيادة لبنان وعدم التدخل في شؤونه وقرارات الدولة اللبنانية لناحية حصر السلاح بيدها، خلال استقباله لاريجاني، فروى بذلك غليل اللبنانيين السياديين التواقين إلى تحرير لبنان من هيمنة إيران عبر حزب الله.