الثورة – تحقيق فادية مجد:
يبرز الواقع الخدمي في مدينة صافيتا وقراها كأحد أبرز الملفات التي تستدعي تسليط الضوء عليها، مثل الكهرباء والماء والصرف الصحي والنظافة.
وفي تحقيق أجرته صحيفة الثورة في عدد من أحياء مدينة صافيتا، تبيّن أن واقع الكهرباء في المدينة وريفها واحد، حيث أجمع أهالي المدينة والأرياف أن الكهرباء تأتي لمدة ساعتين كل عشر ساعات، وطالبوا عبر “الثورة” بتوزيع ساعات الوصل لتكون على ثلاث فترات، صباحية، وفي فترة الظهيرة وليلاً، حتى لا يشعروا بطول فترة الانقطاع، ويستفيدوا من ساعات الوصل في إنجاز أعمالهم وأشغالهم اليومية.
المياه كل 12 يوماً أهالي مدينة صافيتا قالوا: إن المياه تأتيهم كل عشرة أيام أو 12 يوماً، وهي غير كافية، إذ تزداد معاناتهم وخاصة في فصل الصيف، إذ لا يمكن الاستغناء عن الماء كحاجة أساسية، وإنه وجرّاء طول مدة انقطاع المياه عن منازلهم، يتكبدون مبالغ مالية باهظة، لاعتمادهم على شراء صهاريج المياه، ويكلفهم شراء خمسة براميل مبلغ خمسين ألف ليرة في الأسبوع في حال المراعاة.
أزمة المياه حاضرة بقوة في قرى صافيتا الغربية التي تتغذى من نبع الشماميس.. هذا الواقع أرهق أهالي القرى من خلال شراء صهاريج المياه التي تكبدهم أكثر من رواتبهم في حال كانوا موظفين. وخلال استطلاعنا شكا معظم أهالي قرى قطاع بلدية الجروية التي تتغذى من نبع الشماميس من انقطاع المياه لمدة طويلة ليصلهم دور المياه بعد شهر كامل من الانقطاع.
ورغم الشكاوى العديدة لم يصلوا إلى نتيجة، فلا عدالة في توزيع المياه وهناك قرى في قطاع بلدة الجروية تأتيها المياه كل 12 يوماً، وكذلك الحال في مدينة صافيتا التي تتغذى من نبع الشماميس.
وأكد الأهالي أن مطالبهم تنحصر بإيجاد حلول بديلة كحفر بئر خاص بالقطاع، نتيجة الضغط على خط الشماميس الذي يشكل مشكلة نقص مياه كل عام، وتقليل ساعات التقنين الكهربائي، وتزويد المولدات بالمازوت، ومحاسبة مراقبي المياه الذين يبتزون الأهالي، ومن يدفع لهم يقومون بفتح المياه له، مطالبين بالعدالة في توزيع المياه، في جميع قرى صافيتا وإنهاء أزمة مياه طالت.
معاناة
بلدة نشير والقرى التي تتبع لها تشكو هي الأخرى من واقع المياه في ظل هذه الظروف ونقص في الموارد المائية، فقد أخبر الأهالي صحيفةَ الثورة أن البلدة تشرب من محورين، قسم من الحارات يشرب من نبع عين التينة، ويتراوح وصل المياه لهم بين 8 إلى 10 أيام كحد أقصى، في حال توافر المحروقات، وازدياد ساعات التقنين، أو عدم حصول أي عطل مفاجئ. والقسم الآخر الذي يعاني كثيراً يتغذى من نبع الشماميس والذي ينتظر مدة تصل إلى 25 يوماً وربما أكثر ليحصل على حصته من الماء. وأضافوا: لن نتحدث عن مشكلات البيوت المرتفعة، وعدم وصول الماء إليها، مناشدين الجهات المعنية بوضع حلول إسعافية وإنهاء معاناتهم التي طالت مع العطش، وتوفير مواد لازمة للضخ من محروقات، وزيادة ساعات الكهرباء من أجل خفض الدور.
المعاناة مع الجور الفنية
ووصف أهالي مدينة صافيتا واقع النظافة بالمقبول، وأن هناك حارات يتم جمع القمامة منها بشكل منتظم، وحارات يتم التأخير في ترحيلها، الأمر الذي يجعلها عرضة لنبش الحيوانات الشاردة وانتشار الحشرات والبعوض، وكذلك هو واقع الحال في أغلب قرى صافيتا التي تعاني نقصاً في عدد الحاويات مع تأخر نقل القمامة والحاجة لزيادة عدد عمال النظافة والٱليات، وهو ما طالب به أغلب أهالي قرى صافيتا.
وبالانتقال إلى واقع الصرف الصحي، فهو بحسب أهالي مدينة صافيتا جيد، إلا في بعض حالات الأعطال التي يتم التأخر بإصلاحها فتترك الروائح الكريهة منتشرة مدة طويلة.
أما واقع الصرف الصحي في قرى صافيتا فليس بأفضل حال، مع انتشار كبير للجور الفنية، ففي قطاع بلدية الجروية على سبيل المثال، لم يتم تخديم سوى نحو 35 بالمئة من القطاع بالصرف الصحي، كما نقل لنا أهالي قطاع بلدة الطليعي في ريف صافيتا الجنوبي معاناتهم أيضاً مع الجور الفنية، حيث لا تتجاوز نسبة الصرف الصحي على مستوى قطاع البلدة أربعين بالمئة، مشيرين إلى أن تنفيذ مشاريع صرف صحي جديدة ليس من صلاحية البلدة، إنما من صلاحية الشركة العامة للصرف الصحي في طرطوس.
تحسين الواقع الخدمي
رئيس الوحدات الإدارية في طرطوس عبد الفتاح الخطيب أوضح أن معاناة بعض مناطق الريف من سوء خدمات الصرف الصحي أو عدم توفرها ليست جديدة، بل تعود إلى فترات سابقة، حيث كانت تلك المناطق شبه مهمّشة في ظل النظام المخلوع.
وأوضح أن العمل جارٍ حالياً لتغطية جميع المناطق بالخدمات الأساسية، بما فيها ريف صافيتا، مشيراً إلى أن مجلس المدينة يشرف حالياً على إنهاء مشروع الصرف الصحي في قرية سبة بريف صافيتا.وأضاف: “بعد الانتهاء من هذا المشروع، سنعمل على دراسة مشروع صرف صحي آخر في منطقة صافيتا كحل إسعافي لتغطية النقص الحاصل في الخدمات”.
تحسين واقع النظافة
وبالنسبة لملف النظافة بعد نقل المسؤولية من شركة “آي كلين” إلى البلديات أشار الخطيب إلى أن ملف النظافة أصبح من مسؤوليات البلديات، وهذا ما يُمكننا من تحسين الواقع الخدمي وتعزيزه بشكل أفضل ضمن المناطق.
وأضاف: تم تزويد مجلس بلدية صافيتا بـ100 حاوية قمامة، في خطوة تهدف إلى رفع كفاءة إدارة النفايات وتحسين بيئة المدينة، مبيناً أن مهمة جمع القمامة والحفاظ على نظافة المناطق هي مسؤولية تشاركية بين الجهات المحلية والمجتمع، وسوف نعمل على دعم جميع البلديات ضمن الإمكانيات المتاحة، سواء من حيث المعدات أم آليات العمل، بما يضمن تحسين واقع النظافة بشكل مستدام
دعم الواقع المائي
بدوره مدير وحدة مياه صافيتا عبد الكريم سويقات ذكر أنه بعد جولة مدير عام مؤسسة مياه طرطوس إلى نبع الشماميس، سيتم دعم قطاع صافيتا الغربي بمجموعة توليد لبئر بيت خرنوبه، مع تأمين غرفة مسبقة الصنع حالياً على الكهرباء فقط. وأكد أنه بالنسبة لقطاع مدينه صافيتا سيتم زيادة كمية المازوت لمشروع العديده بغزاره 80 متراً مكعباً، مع تركيب مجموعة توليد لمشروع حنجور غزارة 70 متراً مكعباً، والعمل على تأمين مجموعة توليد لمشروع ضهر بياطره القديم بغزاره 45 متراً مكعباً حالياً على الكهرباء فقط.
ورغم ما سبق وحتى لحظة كتابة التحقيق مازالت أزمة المياه مستمرة في ريف صافيتا الغربي، وفي مدينة صافيتا، وفي أغلب قرى صافيتا مع استمرار التقنين وقلة المحروقات وانخفاض منسوب نبع الشماميس والينابيع عامة، وتحكم مراقبي المياه، وعدم عدالة التوزيع.