الثورة – فؤاد الوادي:
هروباً من عجزه وفشله وأزماته الداخلية، يحاول نتنياهو إيقاظ أوهامه الاحتلالية، واضعاً المنطقة والعالم على شفير تصعيد خطير من شأنه أن يهدد الأمن والاستقرار الدولي ويضع الجميع على حافة الهاوية.
تصريحات نتنياهو الأخيرة حول ” إسرائيل الكبرى”، أثارت ردود فعل عربية وإسلامية منددة وغاضبة، لما لهذه التصريحات من تداعيات خطيرة قد تؤدي إلى حروب إقليمية ودولية.
فقد أعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها لتلك التصريحات، ورفضها التام للأفكار والمشاريع الاستيطانية والتوسعية التي تتبناها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان صدر عنها، الحق التاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على أراضيه استناداً للقوانين الدولية ذات الصلة.
وقالت الخارجية السعودية: “تحذر المملكة المجتمع الدولي من إمعان الاحتلال الإسرائيلي في الانتهاكات الصارخة التي تقوض أسس الشرعية الدولية، وتعتدي بشكل سافر على سيادة الدول، وتهدد الأمن والسلم إقليمياً وعالمياً”.
بدورها أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الأردنية، تصريحات نتنياهو واعتبرتها تصعيداً استفزازياً خطيراً، وتهديداً لسيادة الدول، ومخالفة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة، رفض المملكة المطلق لهذه التصريحات التحريضية، مشدداً على أن هذه الأوهام العبثية التي تعكسها تصريحات المسؤولين الإسرائيليين لن تنال من الأردن والدول العربية، ولا تنتقص من الحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، مضيفاً أن هذه التصريحات والممارسات تعكس الوضع المأزوم للحكومة الإسرائيلية ويتزامن مع عزلتها دولياً في ظل استمرار عدوانها على غزة والضفة الغربية المحتلتين.
وأكد القضاة، على أن هذه الادعاءات والأوهام التي يتبناها متطرفو الحكومة الإسرائيلية ويروجون لها تشجع على استمرار دوامات العنف والصراع، ما يتطلب موقفاً دولياً واضحاً بإدانتها والتحذير من عواقبها الوخيمة على أمن المنطقة واستقرارها ومحاسبة مطلقيها.
وشدد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي فوراً لوقف جميع الإجراءات والتصريحات التحريضية الإسرائيلية المهددة لاستقرار المنطقة والأمن والسلم الدوليين.
من جانبها أدانت وزارة الخارجية المصرية تصريحات نتنياهو، و طالبت في بيان لها بإيضاح ذلك في ظل ما يعكسه هذا الأمر من إثارة لعدم الاستقرار وتوجه رافض لخيار السلام بالمنطقة ويتعارض مع تطلعات الأطراف المحبة للسلام.
وأكدت الوزارة أن لا سبيل لتحقيق السلام إلا من خلال العودة للمفاوضات وإنهاء الحرب على غزة وصولاً لإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
من جهتها، أدانت منظمة التعاون الإسلامي التصريحات الاستفزازية التي أدلى بها نتنياهو، بشأن ما يُسمى “رؤية إسرائيل الكبرى”، معتبرة ذلك امتداداً لخطاب التطرف والتحريض والعدوان والاستخفاف بسيادة الدول، وانتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة.
وأكدت المنظمة أن هذه التصريحات العدوانية تأتي للتهرب من الالتزامات الدولية الواجبة على إسرائيل، كقوة احتلال، والاستمرار في انتهاك الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وحذرت المنظمة من خطورة هذا الخطاب الاستعماري التوسعي الذي يشكل تهديداً للأمن والسلم الإقليمي والدولي، ويغذي دوامة العنف وتوسيع النزاع وإطالة أمده في المنطقة.
ودعت، المجتمع الدولي، وخصوصاً مجلس الأمن الدولي، إلى تحمل مسؤولياته تجاه التصدي لهذه السياسات العدوانية، واتخاذ إجراءات حاسمة لوقف العدوان الإسرائيلي، وتنفيذ حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عام 1967، باعتبار ذلك أساساً لتحقيق السلام العادل والدائم والشامل في المنطقة.
وأعاد رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع قناة “i24” العبرية الثلاثاء، التذكير بالفكر التوسعى الاستيطاني الذي يراود حكام الاحتلال، وذلك بعد حديثه مجدداً عن فكرة “إسرائيل الكبرى” التي تشمل أجزاء واسعة من 7 دول عربية، بينها مصر والأردن.
وأكد نتنياهو ارتباطه الشديد بـ”رؤية إسرائيل الكبرى” القائمة على التوسع واحتلال مزيد من الأراضي العربية وتهجير الفلسطينيين.
وتشمل “إسرائيل الكبرى” بحسب المزاعم الإسرائيلية، الأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة إلى أجزاء من الأردن ولبنان وسوريا ومصر والعراق والسعودية والكويت، إضافة إلى رؤية موازية لتقسيم ما يتبقى من الدول العربية على أساس عرقي وطائفي يضمن تفتتها وإضعافها.