فاقت أرقام التبرعات في حملة “الوفاء لإدلب” كل التوقعات، وبمات يعبر عن وفاء حقيقي وغيرة مَن لا يلام في حب أهله ومحافظته، مع وجود تبرعات بخلفية مواقف لها حسابات واعتبارات شخصية لا يمكن إلا أن تقدر وتحترم.
حملة التبرعات التي انطلقت من حمص، وانتقلت للمحافظات الأخرى، يُفترض أن تحول البلد إلى ورشة عمل لإصلاح ما تم تدميره وتخريبه وسرقته، ولكن قبل أن تنطلق ورشة الإصلاح للمرافق الصحية والخدمية، ربما من المفيد استكمال حملة التبرعات بحملة أخرى على غرار ما تقوم به بعض الدول، إذ تعلن مجالس المدن والبلديات والقرى عن وجود عدد من المشاريع المطروحة للتنفيذ عن طريق المساهمة الشخصية على أن تسمى هذه المواقع بأسماء المتبرعين أو تقدمة فلان مثل (دوار فلان، شارع كذا .. ، ساحة … حديقة..) ولدينا أمثلة محلية مثل قاعة رضا سعيد في جامعة دمشق ومستشفى خزنه في الدريكيش وغيرها.
هذه المشاريع يجب أن تقدم خدمة عامة وتكلفة تأهيلها لا تقل عن قدر معين حتى يتم إطلاق اسم الشخص المتبرع عليها، كما أن هناك أشخاصاً تحب أن تقدم من دون أن تعلن عن نفسها.
حملة التبرعات يُمكن نقلها إلى خارج البلد بالتنسيق مع السفارات السورية، ويقدم كل أبناء محافظة لمحافظتهم ومناطقهم ما يستطيعون من تجهيزات للمستشفيات والمستوصفات والمدارس وآليات تخديمية (سيارات صحية، سيارات إطفاء، آليات هندسية.. وغير ذلك)، ومساعدات، على أن تتولى جهة محلية على إيصال هذه التقديمات والتبرعات لمقاصدها كي تعطي المصداقية والقيمة لأهمية هذه التبرعات وإعطائها طابع مؤسساتي كي تستمر وتأخذ طابع المنافسة بين أبناء البلد المغتربين والمقيمين المقتدرين، وتصبح تقليداً سنوياً.
البلد بحاجة لحب ومشاركة الجميع.. واحتضان وإطلاق ورعاية.