في كلمة ألقاها الرئيس أحمد الشرع أمام منصة الأمم المتحدة، برز شعار يختصر جوهر المرحلة المقبلة في سوريا، ألا وهو “نصر بلا ثأر”.
هذه العبارة لم تكن مجرد جملة عابرة، بل هي إعلان التزام وطني وأخلاقي أمام العالم بأسره، بأن صفحة الماضي السوداء لن تُستنسخ بروح انتقام أو تصفية حسابات.
الرئيس الشرع أكد أن سوريا، التي دفعت ثمناً باهظاً من القتل والتدمير والتهجير، عازمة على طي صفحة المظالم عبر العدالة لا الثأر، والقانون لا الانتقام، فقد تعهّد بمحاسبة كل من ارتكب جرائم قتل طائفي، أو انتهاكات بحق الأبرياء، ضمن إطار مؤسسات العدالة الانتقالية التي تشكلت لتضمن عدم بقاء فئة تخشى من عودة دائرة الدم والانتقام.
هذا الخطاب يعكس تحوُّلاً نوعياً في الوعي السياسي السوري، ويلتقي الإصرار على استعادة الحقوق مع التمسك بروح التسامح والمصالحة الوطنية.
بهذه الكلمة تؤكد دمشق أن انتصارها لم يكن لإشعال نزاع جديد، بل لإعادة بناء الدولة على أسس القانون والمواطنة، ولتفتح أمام شعبها والعالم أفقاً من السلام والاستقرار والتنمية.
إنها رسالة تطمئن الداخل، وتبعث الأمل للخارج أن سوريا تنتصر، لكنها تنتصر للعدالة لا للثأر.