حول أي شيء..!

لمحته مرة في نفس سيارة العمل، وفي مرة ثانية قربها، في نفس غرفة العمل حيث مكتبه ملاصق لمكتبها، كانت قد قرأت له الكثير من المقالات الفنية، وآخرها تلك التي غطى فيها إحدى الفعاليات في دار الأوبر، ومع أنه زميل جديد، إلا أنها لا تدري لماذا أخبرته بكل المعلومات التي لم يطلبها عن عمله الجديد، كأنها تنفّذ مقولة هاروكي موراكامي “هناك أشخاص في العالم يريدون التحدث إلى شخص ما حول أي شيء”..

حين انتبهت إلى أنها تكثر من الكلام، قفزت سريعاً باتجاه مكان آخر، علها تصمت..! وتذكرت تلك الليلة حين كانت جالسة في إحدى الدول غارقة في أحزان الغربة، رغم أنها لم تفارق بلدها سوى من بضعة أشهر، ولكنها لم تكن تسمع سوى تلك الكلمات الإنكليزية التي بالكاد تفهم من شخصيات هندية وآسيوية.. حين سمعت قربها أحدهم يتحدث العربية، فاجأته: أنت عربي..؟ وبدا من لهجته أنه من إحدى دول المغرب العربي التي بالكاد تفرق بين لهجاتها، وحين عرفت أنه شاعر من المغرب، أتى لحضور مهرجان شعري، باغتته بحبها للشعر والشعراء، ولنزار قباني، والمتنبي، والمعري، وحين حاول أن يسمعها أبياتاً من الشعر، عاجلته بمثلها حينها لم تشعر بثقل ما حدث، كان كلاهما تواقاً للحديث هرباً من وحدة الأماكن الجديدة، ولكن في مرة تالية حين ذهبت إلى الحديقة ذاتها، وفيما تتابع مشهد مسرحي اعتادت مجموعة أصدقاء كأنهم من دولة آسيوية تقديمه، لفتتها بطلة العمل الرشيقة والتي تؤدي بإبداع مذهل.

فوجئت بتلك الفتاة ترتاح قربها، وهي غارقة في صمت لم تفهمه إلا حين وجهت لها سؤالاً، لتجيبها بإشارات وهمهمات صماء، اتجهت ببصرها نحو اللا شيء، شعرت أن العالم مفرغ تماماً من كلماته، وأن كل ما قالته يوماً لا يساعدها على فهم عبثية اللحظة التي تعيشها، الصمت في مواجهة الفعل المبدع.

آخر الأخبار
"النشرة الضوئية"..  فجوة تضع المواطنين بمواجهة منتحلي الصفة الأمنية موقع فرنسي: إسرائيل تفتعل الفوضى الأمنية في سوريا تكريم المؤسسات الفاعلة في ختام مشروع بنيان 3 الشيخ مضر الأسعد: كلمة الشرع إعلان انتصار حقيقي للشعب السوري تثبيت سعر المازوت والبنزين بالليرة السورية.. إنقاذ اقتصادي واجتماعي بيان خليجي - بريطاني: دعم سوريا ورفض الاعتداءات الإسرائيلية عليها مفوضية اللاجئين تدعو لرفع مستوى الدعم للمهجرين السوريين عجز وتحدّيات كبيرة.. غياب النظافة يشوّه وجه حلب الحضاري مكافحة 160 هكتاراً من الباذنجان البري في السفيرة متابعة الخدمات في "الشيخ نجار".. لجان قطّاعية لـ"صناعة حلب" اتفاق دعم رواتب الموظفين.. خطوة للنهوض والإعمار شراكات جديدة في قطاع الثروة المعدنية قصة إرادة لا تُكسر.. آصف داود.. من صعوبات الطفولة إلى نيران الجبال  "الغذاء في الوقاية والعلاج" طريقك إلى الرشاقة يبدأ مجاناً جهود إغاثية ورسائل مجتمعية لدائرة العلاقات المسكونية في درعا رحلة نحو أعماقنا.. كيف نكتشف ذاتنا ونحقق أهدافنا؟ حملة "ريفنا بيستاهل" تواصل تنفيذ المشاريع التنموية والخدمية المرأة في الاقتصاد السوري.. مشاركة فاعلة تحتاج إلى الاستثمار "المراكز الصحية" في حلب بين ضغط المرضى وضعف الموارد زيلينسكي يُعلن من نيويورك استئناف العلاقات الدبلوماسية بين أوكرانيا وسوريا