كثيراً ما نسمع تعليقات من هنا أو من هناك حول ضرورة الرد السوري على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية…
سورية تدرك تماماً متى ترد و كيف.. تماماً كما تدرك خطورة الوضع الدولي و حيثياته المعقدة..
تموضع الأعداء سواء في الشمال أو الجنوب من أتراك عثمانيين و صهاينة و أدواتهم الإرهابية المنتشرة في بعض المناطق يجعل من الضرورة ان يكون للحكمة دور أساسي في إدارة الملفات..
سورية التي أنهكتها حرب إرهابية على مدى أحد عشر عاماً شنتها منظومة العدوان ووسائلها الإعلامية مع ادواتهم و تنظيماتهم الإرهابية مع تدمير ممنهج للبنى التحتية و سرقة ثروات النفط و الغاز و القمح و المعامل والتي تقدر بمئات المليارات من الدولارات ورغم ذلك نرى سورية صامدة و منعت تنفيذ المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة و العالم و الذي لو نجح لكانت الخسائر اضعاف مضاعفة ليس على مستوى سورية فقط بل على مستوى العالم أجمع..
إسرائيل تلعب بالنار.. فهي تدرك كما تدرك أميركا و حلفاؤها الأوروبيون ان انتصار سورية و إعادة استقرارها ستكون لها تبعات كارثية سواء لموقعهم الدولي الذي يهتز يوما بعد آخر او لناحية مشاريعهم الإرهابية التي فشلت من البوابة السورية التي تمارس سياسة عض الأصابع و النفس الطويل في طريق التعاطي مع مراهقين سياسيين يهددون الأمن و السلم الدوليين
من هنا نرى شراسة الأعداء تزداد خوفاً من النتائج التي باتت قريبة لجهة انهيار المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة و من ورائهم أذنابهم من التنظيمات الإرهابية و الانفصالية..
أما هؤلاء المتسرعون في ردة فعلهم حول ضرورة الرد السوري الفوري على الخروقات و الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة يجب ان تكون ثقتهم اكثر..
المرحلة الصعبة تجاوزتها سورية و العبرة دائما تكون بالنتائج …
هي صبر ساعة.. و كما سورية كسبت رهان صمودها بقوة جيشها و مقاومة شعبها ستكون بوابة النظام الدولي الجديد متعدد الاقطاب الذي بدأت ملامحة بالظهور.