الثورة – تقرير منهل إبراهيم:
ترتد أفعال الرؤوس الحامية في الغرب وعبثهم في مصير أوكرانيا ودعمهم الحرب فيها بالمال والسلاح على دولهم، بعد أن أثارت بروكسل مخاوف بشأن تهريب أسلحة من أوكرانيا إلى عصابات الجريمة المنظمة في أوروبا، حيث أعلنت الشرطة الأوروبية “يوروبول” عن تسجيل حالات تهريب أسلحة من أوكرانيا إلى دول أوروبية، محذرة من خطر وقوعها في أيدي مجرمين وإرهابيين، كما يخشى اليوروبول من إمكانية تخزين الأسلحة في مخابئ بالقرب من حدود أوكرانيا لتهريبها لاحقاً.
ووفقاً لصحيفة “الباييس” تعتبر الشرطة الإسبانية أن الأزمة في أوكرانيا زادت وستزيد من المخاطر بالنسبة لمواطنيها، وفي المقام الأول من خلال تأجيجها تجارة الأسلحة غير المشروعة في أوروبا.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم، والذي نقلت خلاله بعض تفاصيل الخطة الاستراتيجية للشرطة الوطنية 2022- 2025، وأضافت “إن التحدي الأول الذي يواجهه المجتمع الإسباني هو الإتجار غير المشروع بالأسلحة من أوكرانيا، والذي يغذي الأنشطة الإجرامية في جميع أنحاء أوروبا، ويقوِّض أمن المواطنين الأسبان”.
وأشارت أيضاً إلى أنه يجب أن تكون إسبانيا مستعدة لزيادة الهجمات الإلكترونية من قبل الجهات الحكومية وشبه الحكومية، مضيفة أن مشكلة الإتجار بالبشر من أوكرانيا تبرز كثالث تهديد أمني رئيسي لإسبانيا.
وكانت الحكومة الإسبانية أرسلت، طائرات تحمل ذخيرة مدفعية من العيار الثقيل موجهة إلى القوات الأوكرانية، في خامس شحنة أسلحة إلى كييف من مدريد في الأيام الماضية، وجاء في بيان الحكومة أن “طائرة من طراز T-23 أقلعت من قاعدة توريخون دي أردوز الجوية بالقرب من مدريد تحمل ذخيرة مدفعية ثقيلة لأوكرانيا”، وسبق أن أفيد بأن أربع رحلات أخرى بالذخيرة انطلقت من قاعدة روتا البحرية.
بالإضافة إلى ذلك، غادرت بالفعل 20 شاحنة إسبانيا، والتي تم تجهيزها استجابة “لطلب عاجل من النظام الأوكراني لتوفير المواد والزي الرسمي لظروف الشتاء”، وصل عشرة منها بالفعل إلى بولندا.
وتطلب كييف باستمرار من الغرب أسلحة ثقيلة، لكنها لا تستقبلها بالكميات المطلوب بحسب مزاعم كييف.
كما أعرب النظام الأوكراني مراراً وتكراراً عن استيائه من السلطات الألمانية، لكن المستشار الألماني أولاف شولتس قال إن برلين تزود أوكرانيا بأسلحة كافية، كما صرَّحت الخارجية الألمانية بأن الجيش الألماني يعاني من “عجز مطلق في احتياطياته” ، ما حال دون إمداد أوكرانيا بالأسلحة.
وأبدت كييف أيضا عدم رضاها عن المساعدة العسكرية من مدريد، وبحسب وسائل الإعلام الإسبانية، فإن المعدات الوحيدة التي وصلت إلى الجبهة كانت شحنات معدات دفاعية خفيفة وسيارة إسعاف مصفحة وأسلحة مضادة للدبابات ومدفعاً رشاشاً.
وأصبحت الأسلحة الفردية متاحة بشكل متزايد في أوكرانيا بعد الحرب، وانتشرت هذه المظاهر في الفلتان الأمني والسلاح في العديد من الدول الأوروبية ما جعل إسبانيا تطلق صيحة تحذيرية من هذا الوضع الذي ينذر من مخاطر على مواطنيها.
وكانت الشرطة الأوروبية “يوروبول” أعلنت عن تسجيل حالات تهريب أسلحة من أوكرانيا إلى دول أوروبية، محذرة من خطر وقوعها في أيدي مجرمين وإرهابيين، ووفقاً لما نقلته وكالة DPA عن المتحدث باسم اليوروبول، جان أوب غين أورت، توجد “مخاطر مقلقة”، وعلى وجه الخصوص، لوحظ وصول أفراد مسلحين من أوكرانيا مع أسلحتهم.
كما يخشى اليوروبول من إمكانية تخزين الأسلحة في مخابئ بالقرب من حدود أوكرانيا لتهريبها لاحقاً، وذكر المتحدث أن هناك إعلانات على الانترنت لبيع أسلحة، مثل صواريخ “جافلين” المضادة للدبابات، مشيراً إلى أن تأكيد صحة مثل هذه الإعلانات يتطلب مزيداً من التحقق.
كما أفادت شركة البث SWR، نقلاً عن وثيقة سرية من يوروبول، أن جماعات إجرامية تنشط في المنطقة، وهي تخطط أو تقوم بالفعل بتهريب “عدد كبير” من الأسلحة من أوكرانيا.
السابق