بعد أن جابت محافظتي طرطوس واللاذقية، ها هي الحملة الوطنية للتقصي عن السرطان تحط رحالها في محافظة حماة الإثنين القادم، لتبقى وعلى مدى قرابة الشهر تجوب في المحافظة ريفاً ومدينة لتقدم خدماتها المجانية للمواطنين في الكشف والتقصي عن سرطان الثدي والبروستات وعنق الرحم عبر عيادات ثابتة في المشافي والمراكز الصحية وفرق وعيادات متنقلة جوالة جهزت بكل مستلزمات الفحوصات والاختبارات والتجهيزات الطبية لضمان الوصول إلى أكبر عدد من المواطنين في المحافظة وتقديم المساعدة المطلوبة في ضوء ارتفاع تكاليف الفحوصات والعلاجات لهذا النوع من الأمراض المستعصية.
هذا الاهتمام الذي توليه الدولة لمواطنيها يأتي في وقت تزداد حزم المواجهات والضغوطات العسكرية والسياسية والاقتصادية من قوى العدوان وأعوانهم والمشتغلين تحت مظلتهم لثني سورية عن مساعيها ومواقفها الوطنية والقومية الثابتة.
ولعلها رسالة تحمل في مضامينها الكثير من العبر والعبارات التي تؤكد حرص الدولة واهتمامها بصحة المواطنين والوصول للكشف المبكر عن هذا المرض الخطير والسعي لتقديم العلاجات الممكنة قبل استفحال المرض وصعوبة علاجه في مراحل متقدمة، وهي خطوة نحو الأمام لضمان صحة وسلامة أفراد المجتمع وتحديد مناطق انتشار المرض ودراسة السبل الكفيلة بالحد من الإصابات ومنع انتشار المرض.
بمثل هذا العمل والنشاط الصحي المجتمعي الذي ترعاه الدولة نتأكد بأن كل ما يجري لا يؤثر على التزام الدولة بمصالح الأفراد والمجتمع وحقوقهم والتزامها بمسؤولياتها تجاههم وعدم التفريط بأي حق من حقوقهم المادية والمعنوية رغم صعوبة الظروف الحالية وحجم الضغوطات الكبيرة التي ولدتها الحرب العدوانية على سورية ومعها تبعات الحصار الجائر والعقوبات الاقتصادية.