الفرنكة ..إيمان الدرع تحيكها بخيوط من الإبداع

الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
في بداية القرن العشرين ظهر أسلوب جديد في القراءة النقدية على يد الناقد جيرار جنيت من حيث العتبات النصية ودراسة العمل الروائي من كل جوانبه من الغلاف حتى دار النشر وصولا للعنوانات الداخلية للغوص في أعماق النص وغيرها، ومن هنا جاء بحثنا في رواية “الفرنكة” للأديبة إيمان الدرع.
“الفرنكة” عنوان إشكالي مغر يأخذ العديد من المعاني فهو لعبة بورق الشدة، ومعنى الفرنكة في قاموس اللغة هو الفرّان، وهي كذلك اسم غرفة عالية في الدار الدمشقي القديم، فيأخذ القارئ الحيرة عن مضمون العمل الروائي الذي قدمته الأديبة، ليحسم الأمر عتبة الغلاف وهي لمنزل دمشقي أثري تشع منه الأصالة، يتربع على النصف العلوي من الغلاف، والتي ترمز لسورية وجمالها، يتوسط الغلاف اسم الكاتبة ليأتي بخط أقل سماكة من العنوان الذي كُتب تحته، بلون أسود، كدلالة على المآسي التي سنشهدها في العمل، ويطغى على الغلاف لون دافئ من مشتقات الزهر، يوحي بالهدوء والدفء، ويغيب عن الغلاف الخارجي من الخلف صورة الكاتبة وتكتفي بموجز عن مضمون العمل الروائي لتحفز القارئ على الإبحار داخل دفتي العمل، لنغوص معها في هذا العمل الروائي ونتناوله تفصيلاً وتشريحاً في 360صفحة قطع متوسط :
انطلاقا من الإهداء المشبع بالعواطف والذكريات لشوارع دمشق القديمة وأزقتها الضيقة وأبوابها السبعة لننعطف نحو منزل نزار قباني بتفاصيله..
يتناول العمل سردا روائيا ممتعا يتناول قصة عدة أبطال، ليكون لكل امرئ من اسمه نصيب، فصاحبة المنزل “الفت” وهي محور العمل الروائي والحضن الدافىء للجميع، الصديقة المخلصة لكل من يقطن هذا النزل، الذي لايزال محتفظا بأصالته وبعده الأثري من بابه الخشبي المغطى بالتوت، المزخرف بمسامير كبيرة، حتى الليوان المكشوف على أرض الديار الفسيحة المليئة بالأشجار، تدور أحداث العمل برؤية إخراجية متمكنة، وتلتقط العديد من الصور البديعة للأحياء الدمشقية وجمالها، ولدفء العلاقات الإنسانية بين الشعب السوري من شماله لجنوبه، يبدأ العمل بشجار بين طبيب قادم من حمص على غرفة الفرنكة، ومهندسة الديكور نجوى الزامل القادمة من دير الزور، وقد أنهكتها الحياة فعاشت الخيانة والنكران بتناغم بين اسمها وعملها ، كما حصل مع بلدنا سورية حيث غدر بها أقرب الناس إليها كبعض أبنائها وأشقائها، ونهوضها من جديد وتعافيها ،أما قصة ابنة أخيها زينب طالبة الهندسة المدنية التي يحمل اسمها أصالة وبعداً دينياً حيث يرتبط بمعاناة زينب بنت علي كرم الله وجهه، حيث تعاني بطلة العمل من مرض السرطان، فيصف العمل معاناتها وما تقاسيه من آلام هي وأصحاب هذا المرض، وتأخذنا الكاتبة لنعيش أصعب لحظات ضعف زينب عندما تأخذ الجرعات، ينتهي العمل بها بعد رفضها المتكرر لخطيبها الذي تعشقه خوفا من الموت، بانتصار الحب في النهاية، والرغبة في الحياة على الموت، لتشفى وتعود للحياة، ومن أبطال العمل أم عماد التي لم تجد أبناءها في آخر أيامها حولها ، لتشير الكاتبة لمشكله إزالة البيوت الأثرية وإنشاء بنايات حديثة بدافع الربح المادي، وما ينتج عنه من مخاطر زوال تاريخنا، وقصة الزوجين زينة وحسام والعديد من الصور الاجتماعية ما يدل على غنى تجربة الكاتبة.
وبرغم توجهه العمل للواقعية بعيداً عن الخيال ولكن نهايته تشبه نهاية أفلام الأبيض والأسود من حيث النهايات السعيدة وتصفير أغلب المشاكل، ما يجعل النهايات بعيدة بشكل جزئي عن الواقع المؤلم الذي نعيشه..

آخر الأخبار
رئيس الهيئة المركزية للرقابة : لن نتوانى عن ملاحقة كل من يتجاوز على حقوق الدولة والمواطن   الرئيس الشرع: محاسبة مرتكبي مجازر الكيماوي حق لا يسقط بالتقادم   حشرات وعناكب بالألبان والأجبان   تشجيعاً للاستثمار .. محافظ درعا يتفقد آثار بصرى الشام برفقة مستثمر سعودي  إبراز المعالم الوقفية وتوثيقها في المحافل الدولية بالتعاون مع "الإيسيسكو" معرض دمشق الدولي..ذاكرة تتجدد نحو تنمية مستدامة  "خطوة خضراء لجمال مدينتنا".. حملة نظافة واسعة في كرناز 10 أطنان من الخبز... إنتاج مخبز بصرى الشام الآلي يومياً نداء استغاثة من مزارعي مصياف لحل مشكلة المكب المخالف قرابة  ١٠٠٠ شركة في معرض دمشق الدولي ..  رئيس اتحاد غرف التجارة:  منصة رائدة لعرض القدرات الإنتاجية تسهيلاً لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة في حلب "الزراعة" تمضي نحو التحول الرقمي.. منصة إرشادية إلكترونية لخدمة المزارعين  اجتماع تنسيقي قبل إطلاق حملة "أبشري حوران "   مبادرة أهلية لتنظيف شوارع مدينة جاسم الدولرة تبتلع السوق.. والورقة الجديدة أمام اختبار الزمن السلوم لـ"الثورة": حدث اقتصادي وسياسي بامتيا... حاكم "المركزي"  يعلن خطة إصدار عملة جديدة بتقنيات حديثة لمكافحة التزوير عبد الباقي يدعو لحلول جذرية في السويداء ويحذر من مشاريع وهمية "الأشغال العامة".. مناقشة المخطط التنظيمي لمحافظة حماة وواقع السكن العشوائي "حمص خالية من الدراجات النارية ".. حملة حتى نهاية العام  محمد الأسعد  لـ "الثورة": عالم الآثار خالد الأسعد يردد "نخيل تدمر لن ينحني" ويُعدم واقفاً