عندما تتعرّض أي أمة من الأمم إلى أزمة طارئة، لابد أن تكشف المخبوءات الاجتماعية والأخلاقية والثقافية أيضاً، وعلينا أن نعترف أن الحرب التي شنت على سورية كانت كبيرة جداً بكل المقاييس حيث لم يشهد التاريخ المعاصر لها مثيلاً.
ففي المجال الثقافي مثلاً تم الكشف عن الكثير من المخبوءات السلبية لسنا بصدد الحديث عنها، لكن بعد مامررنا به ونمر لابد لنا أن نعيد النظر في العديد من القضايا الثقافية وأهمها الشعر !!.
فمن حين لآخر نشهد مجموعات شعرية لاتساوي ثمن ورقها، وفي المقابل ثمة أمسيات شعرية يتخللها الصداقات والعلاقات وتكرار الأسماء ذاتها فمن النادر أن ترى جمهوراً محباً مقتنعاً أتى ليسمع أو يتابع.
وهنا نسأل ماذا أنتجت مؤسساتنا الثقافية في هذا الموضوع ؟ ما الاستراتيجيات المتبعة للحد من انتشار هذه الظاهرة التي باتت تؤذي المشهد الثقافي برمته.
بالطبع لايمكن التعميم فثمة انطلاقة جديدة تكرّس قيم ثقافية أصيلة، وشعور بجمال الحرف والكلمة، لكن لاشك أن جانباً من القضية له صلة مباشرة بالنتاج نفسه، وبأن أيّ عمل أو إبداع له قيمة يختزنها، وتحتاج إلى من يظهرها بعيداً عن المجاملات والمحسوبيات.. وهذا مايجب أن نعمل عليه بحق.
قد يكون مفهوماً وطبيعياً مثل هذا الحراك في المشهد الثقافي وطقوسه ولكن من غير القابل للفهم أن نبقى على هذه الحال منذ سنوات علماً أن الكثيرين صمدوا وقاتلوا في ميادين الحياة، وتمسكوا بالوطن والأرض والقيم لأنهم يعرفون كيف يكون الفعل والعطاء الحقيقي.
من هنا لابد من القول أن ترتيب أولوياتنا في مراكزنا الثقافية التي هي مصدر إشعاع ونور حاجة ضرورية وملحة فهي المولودة من مسيرة صمود هذا الوطن وأبنائه الذين أغنوه شعراً وأدباً ومسرحاً .. والشواهد أكثر من أن تعد أو تحصى لكن هذا الزرع الذي نما ونضج يحتاج لمن يحرسه ويصونه.