سفر الختام.. الإصحاح السادس والعشرون إذا ضاقت بك الدنيا فاذبح.. له فروجاً..

 

كان لنا أيامٌ يحرجنا فيها إكرام الضيف. طبعاً لا نبالغ كثيراً .. لكن إكرام الضيف كان واجباً يحرج الكثيرين .. وللعرب في ذلك مبالغات رسمها الأدب العربي بصور شعرية وقصصية مختلفة .. حتى اعتبرت قصيدة الحطيئة الشهيرة بعنوان قصة كرم، هي البزوغ الأول لنهار القصة القصيرة في الأدب العربي..

وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل بتيهاء لم يعرف بها ساكن رسما

أخي جفوة فيه من الأنس وحشة يرى البؤس فيها من شراسته نعمى

وأفرد في شعب عجوزاً إزائها ثلاثة أشباح تخالهم بهما

رأى شبحاً وسط الظلام فراعه فلما بدا ضيفاً تسور واهتما

حلت المشكلة بصيد ثمين.. وكان اللحم دائماً عنواناً لإكرام الضيف.. وتوجيبه والإقرار بعلو مقامه.. فمن الجمل أو الحصان ونزولاً إلى العجل والخروف.. ثم الديك والفروج.. إلى آخر سلسلة الأضاحي.

عندنا في أيام الفقر السابقة.. وما لم تتدخل الهامات الدينية.. كان إكرام الضيف محصوراً بين الديك والفروج “الشلوف” أو يا ضيفنا شاركنا خبزنا .. وبلا عتب ..

اليوم.. يرجى وضع العتب جانباً .. فلم يعد الفروج رهن الإشارة .. وبالمقدور .. وغير مسموح له أن يبلغ مقام الديك .. وحتى الكرم بالبيضة له حساباته..!!! ورغيف الخبز بشق النفس .. وعلى الضيف أن يثبت أهليته للدعم .. وإلا .. رحل بلا طعام .. العين بصيرة واليد قصيرة ..

ليس البخل هو السبب أبداً ومن ساواك إلى نفسه ما ظلمك .. نحن أيضاً في يوميات طعامنا يحرجنا ذلك كله ..

لن أدعي أننا في مراحل الفقر الأولى التي نعود إليها اليوم .. كنا نسيّح الدم على كل وجبة .. أو بين الوجبة والوجبة .. أكان دم الفروج “الشلوف” أو شقيقه الأكبر “الديك” ولا الأكبر منهما .. بل – لله والحق -… نحن اليوم نصل للحم الفروج والديك وحتى الخروف والعجل أكثر ولو بالرائحة .. لكن .. أية رائحة ..؟!

أيام الفقر القديمة كان للفروج .. واللحم عموماً رائحة.. نشتهي الخبز .. تأكله حافاً.. واليوم له رائحة تجعلك تهرب منه.. فترفع الدعم عن معدتك وتنام عاصب البطن مرمل كما قال الحطيئة..

في أيام الفقر الأولى كان الفروج يعرض نفسه حياً بين إخوته وأبيه وأمه.. واليوم تجده مغطساً بماء سيئ.. حتى ترى التسعيرة.. فتنسيك القرف وتذكرك بالضيف الذي ينتظر أن تذبح له فروجاً..

As.abboud@gmail.com

آخر الأخبار
رئة المواطن تئن .. عوادم السيارات ومخلفات الحرق تغتال الأوكسجين تجييش كبير بعد شجار طلابي.. وجامعة حلب توضح ما جرى النور مكلف والشتاء قادم... فهل تكون الشمس هي الخلاص؟ اللحوم حلم على موائد المواطنين .. سعر جنوني يثقل فاتورة الشراء تحذيرات  من "الجفاف المتضافر"  على الموسم الزراعي مرحلة جديدة.. سوريا والعراق يوقعان على "إطار أمني" استعداداً لمرحلة ما بعد الأسد المخلوع ما الذي يعنيه فتح السفارة السورية في واشنطن؟ سوريا تتحول إلى "ممر اقتصادي".. مشاريع الطاقة والنقل تعيد تعريف دورها الجيواستراتيجي الكتاب الورقي.. عودة الروح إلى الصفحات شركة الصرف الصحّيّ بحمص تطالب بتعديل التشريعات واستبدال آلياتها المتهالكة ترامب طلب تمديد اللقاء مع الشرع في "البيت الأبيض" الوزير الشيباني: بحثنا في واشنطن الملف السوري بجميع جوانبه وإعادة الإعمار ضمن سياق جديد سوريا تدخل "التحالف الدولي" باتفاق سياسي.. كيف سيكون شكل العلاقة؟ نحاسيات سوق مدحت باشا.. تفاصيل صغيرة تخبىء فلسفة الحياة ترامب بعد لقائه الرئيس الشرع: سأبذل كل ما في وسعي لإنجاح سوريا مازوت التدفئة للمدارس الجبلية بطرطوس ينتظر التمويل العمل عبر الإنترنت.. هل بات حلاً بديلاً للهجرة الاقتصادية؟ الرياح.. قوّة الطبيعة لإعادة التوازن لشبكات الكهرباء ترامب يتعهد بدعم القيادة السورية بعد لقائه الرئيس الشرع في "البيت الأبيض" المنشآت السياحية بحلب تنضم لحملة "حلب ست الكل"