حتى بعد مرور كل هذه الفترة من العام الدراسي لاتزال مشكلات بدء الدراسة، وتفاقم هذه المشكلات تواجه كثيراً جداً من المدارس في مختلف المحافظات، وفي المدن والأرياف، رغم كل مايتخذ من إجراءات وسعي لحل أو تجاوز أكبر قدر من هذه المشكلات، التي يؤخذ عليها أنها تتكرر مع كل عام دراسي.
وإن كانت تلك المشكلات تثير كثيراً من الأخذ والرد، مع أسئلة باتت متداولة وحتى مستهلكة للغاية، حول الأسباب التي تفاقم من مشكلات بدء العملية التربوية والتعليمية لجميع المراحل التعليمية في الكثير جداً من المدارس، مع تباين واضح في وضوح مشاكل ما في مدارس، وتجاوز بعض من المعوقات في مدارس أخرى.
فمن مشكلة الكتب التالفة وإغلاق لمستودعات كتب مدرسية، إلى مشكلة نقص المدرسين والمعلمين في الصفوف الدراسية، وحتى للمواد المختلفة ولاسيما منها مواد صفوف الشهادات العامة على أهمية جميع الصفوف، وضرورة استقرار الدراسة منذ الأيام الأولى للعام الدراسي الجديد، في ضوء مناهج جديدة لخطة التربية لتطوير المناهج التعليمية ولجميع المراحل أساسية وثانوية.
ولتضاف إلى تلك الصعوبات هذا العام مشكلة تفاقم الكثافة الصفية، والتي طالما كانت من الأسباب الرئيسية التي تواجه مدارس عدة في مناطق سكنية مختلفة تشهد ازدياداً في الكثافة السكانية، مع قلة في عدد المدارس التي تخدم هذه المناطق، وعدم القدرة لافتتاح شعب صفية إضافية مع تأمين مستلزمات الدراسة اللازمة لها.
وإن كانت الكثافة مشكلة متكررة سنوياً في حدود وأعداد كبيرة للشعب الواحدة، إلا أنها هذا العام بدت ملحوظة أكثر، وحتى غير مقبولة، لما تحدثه من أثر سلبي على الطالب وتدني نوعية ونتائج العملية التعليمية، حيث زيادة الأعداد يسبب ضغطاً، وتدنياً في استيعاب المادة العلمية والمتابعة الضرورية للطالب ولاسيما الصفوف الأساسية، ليبدو المعلم تائهاً بين الكثافة والطالب.
فمن غير المنطقي أن تصل أعداد الطلاب في الشعبة الواحدة حتى ٧٥ طالباً، وأين هي التربية ومديرياتها التي طالما تحدثت عن إنجاز جميع مستلزمات العام الدراسي، من هكذا مشكلة، وأي استقرار سيكون في ضوء مشاكل تحتاج لعمل مضني، ومتابعة يومية من شأنها رصد ميداني أكبر لواقع المدارس وإيجاد حلول مناسبة، والحد ما أمكن من سلبيات ومعوقات الدراسة.