المتابع لسياسة الولايات المتحدة الأميركية ودول الغرب الاستعماري تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية يدرك أن هذه الدول تسعى بكل الوسائل الاستعمارية من أجل استهداف إيران وزعزعة الأمن والاستقرار فيها، ومحاولة عرقلة التطور، والتقدم الذي يخدم الشعب الإيراني، وذلك من خلال فرض العقوبات الاقتصادية الجائرة وفرض حصار جائر على صادراتها النفطية من أجل تحقيق أجندتها الاستعمارية، وفي مقدمتها حرمانها من حقوقها المشروعة في استخدام الأنشطة النووية للأغراض السلمية.
التآمر الأميركي الصهيو أميركي الغربي ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية ظهر جلياً من خلال استغلال حادثة الفتاة الإيرانية ومحاولة التدخل في شؤون إيران الداخلية عبر إثارة أعمال الشغب وخلق الفتن ومحاولة توسيع أعمال الشغب والفوضى والإرهاب لتشمل كافة المدن الإيرانية، وقد دل على ذلك استضافة بريطانيا لوسائل إعلام وضعت في أولوياتها تغذية أعمال الشغب في المدن الإيرانية من خلال فبركة الأخبار الكاذبة والتشجيع على الاستمرار بهذه الأعمال الإجرامية بينما فضح إعلام العدو الإسرائيلي الخطة الأميركية في إيران بعد أن تراجعت أعمال العنف، حيث نعى هذا الإعلام الخطة الأميركية في إيران لفشلها في تحقيق ما خططت له أميركا واسرائيل.
السلطات الإيرانية كانت يقظة تجاه ما يحاك من مؤامرات وفتن من قبل الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية، وكان الرد سريعا باستهداف الأذرع الإرهابية لهذه القوى المعادية عبر تفكيك خلايا إرهابية مأجورة، وكذلك عبر توجيه ضربات عسكرية للمجموعات المسلحة على الحدود الإيرانية العراقية التي تدار من قبل الاستخبارات الغربية وبذلك وجهت الجمهورية الإسلامية الإيرانية رسائل سياسية وعسكرية أكدت فيها أن الدول ذات التاريخ الاستعماري المثير للحروب والعدوان على الشعوب غير مؤهل لإعطاء دروس في حقوق الإنسان، وكذلك إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية تريد استغلال مايحدث في إيران كورقة ضغط والحصول على تنازلات في الملف النووي فهذا أضغاث أحلام.
يقظة السلطات الإيرانية استكملها الوعي الجمعي لمعظم الشعب الإيراني الذي أدرك المؤامرة التي تديرها أيدي خارجية وتستهدف الأمن والاستقرار في إيران وقد عبر الإيرانيون عن هذا الوعي بتنظيم مظاهرات حاشدة ضد أعمال الشغب والفتنة والتي شملت كافة المدن الإيرانية التي كان من نتائجها إعادة الهدوء والأمن والاستقرار لربوع إيران والتصدي للتحديات والمؤامرات الخارجية مؤكدين بذلك أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية عصية على المؤامرات والتدخلات الخارجية بفضل يقظة وتلاحم شعبها وقيادتها.