الثورة – حلب – فؤاد العجيلي – سهى درويش:
في ظل الارتفاع الجنوني لأقساط المدارس والمعاهد الخاصة لم يعد بمقدور الأهل تسجيل أبنائهم في تلك المدارس والمعاهد، ولاسيما طلاب الشهادتين الأساسي والثانوي، وباتت المدرسة العامة هي الملاذ الوحيد لهذه الفئة من الطلاب وخاصة أبناء ذوي الدخل المحدود، ولكن بالرغم من ذلك مازال الأهل يبحثون عن دورات تقوية لأبنائهم تكون ذات أسعار مقبولة تلائم الوضع المادي لهم، وهذه المهمة تصدى لها بكل قوة “وزارة التربية– ونقابة المعلمين– واتحاد شبيبة الثورة– والاتحاد العام لنقابات العمال” عبر إقامة دورات تعليمية لكامل المنهاج ودورات تقوية لبغض المواد، سواء للطلبة النظاميين أو الأحرار، وخارج أوقات الدوام الرسمي وضمن الأبنية المدرسية حصراً، بدلاً من تلك الدورات التي تقام ضمن أقبية الأبنية سواء أكانت مرخصة أم غير مرخصة، وغير مستوفية الشروط الصحية في غالب الأحيان.
أكثر من 82 مركزا تعليميا
هذه التجربة لاقت قبولاً في محافظة حلب بدءاً من العام الدراسي الماضي، ليزداد هذا العام عدد المراكز الموزعة في المدينة والريف، وكل تلك الدورات تحت إشراف المؤسسة التربوية وقد وصل عدد المراكز إلى 82 مركزاً يتبع لمديرية تربية حلب واتحاد شبيبة الثورة ونقابة المعلمين واتحاد عمال حلب، ولكن يبقى السؤال هل ستكسب هذه الدورات ثقة الأهالي وتعمل على تخريج جيل متفوق دراسياً في الشهادتين الأساسي والثانوي، وترفع شعار “الأول من عنّا”…
تربية حلب تمنح موافقات
حول هذه الدورات أوضح مدير التربية بحلب المهندس مصطفى عبد الغني أنها تقام بناء على قرار وزارة التربية، والذي فوض بموجبه مديريات التربية في المحافظات بصلاحية منح الموافقات على افتتاح دورات تعليمية في مدارسها خارج أوقات الدوام الرسمي سواء الدورات العائدة للتربية أو النقابة أو الشبيبة، وهذا العام تمت الموافقة لاتحاد عمال محافظة حلب على افتتاح ثلاثة مراكز في المدينة ومركز في الريف.
أنواع الدورات ومواعيدها
وأضاف مدير التربية أن الدورات التي تتم إقامتها هي على أربعة أنواع “منهاج كامل– مكثفة– تقوية– صيفية”، مشيراً إلى أن دورات المنهاج الكامل تبدأ من 1/10 وتستمر لغاية 31/3 من كل عام دراسي، والدورات المكثفة لطلاب الشهادتين بدءاً من 1/4 ولغاية 25/5، أما دورات التقوية فيتم تنفيذها خلال العام الدراسي لمادة واحدة أو أكثر وتنفذ خلال العام الدراسي خارج أوقات الدوام أيضاً، والدورات الصيفية تقام من 25/6 إلى 31/8 من كل عام، لافتاً إلى أن عدد الطلبة الدارسين في كل شعبة يجب ألا يقل عن 10 طلاب وألا يزيد على 35 طالباً، ويشرف ويدرس في تلك المراكز مدرسون مختصون بإشراف نخبة من الموجهين الاختصاصيين والمشرفين التربويين.
أقساط تناسب ذوي الدخل المحدود
وعن الأقساط التي يتوجب على الطالب دفعها إذا أراد الانتساب لهذه الدورات أشار المهندس عبد الغني إلى أن رسم دورة التعليم الأساسي في دورات مديرية التربية لكامل المنهاج 160 ألف ليرة، ولدورة الشهادة الثانوية الفرع العلمي 285 ألفاً، وللفرع الأدبي 245 ألفاً، وفيما يتعلق بدورات التقوية فقد تم تحديد أجرة الجلسة الواحدة بـ 1000 ليرة بما فيها الدورات المكثفة للشهادتين.
الطلاب النظاميون والأحرار
وأكد مدير التربية أنه يقبل في هذه الدورات الطلبة النظاميون بموجب وثيقة تسلسل دراسي، والطلبة الأحرار الراغبون في التقدم للامتحان والذين يحق لهم التقدم للامتحانات العامة.
وختم حديثه بأنه تم افتتاح 49 مركز دورات تعليمية لصالح مديرية التربية في المدينة والريف، ويتم العمل على افتتاح العديد من المراكز من أجل تغطية أوسع مساحة من المحافظة ريفاً ومدينة ليصل عددها إلى أكثر من 200 مركز.
دور هام للمنظمات والنقابات
بهدف التوسع في تقديم الخدمات التعليمية وخاصة للطلاب من أبناء ذوي الدخل المحدود بدأت المنظمات والنقابات بافتتاح مراكز للدورات التعليمية وبإشراف تربوي مجاز، فقد تم افتتاح 22 مركز دورات تابعة لنقابة المعلمين في مدينة حلب وريفها، و 7 مراكز لدورات الشبيبة، إلى جانب 4 مراكز تابعة لاتحاد عمال محافظة حلب، وهذه الأخيرة– أي دورات اتحاد العمال- هي دورات مجانية على نفقة الإتحاد العام لنقابات العمال ولأبناء العمال حصراً وبموجب البطاقة النقابية.
هل ستكسب الموقف..؟
ويبقى السؤال الأخير: مقابل أجور الدورات التي وصلت إلى نحو 6 ملايين وربما أكثر، هل ستكسب هذه الدورات التي لا تصل أجور الدورة فيها إلى 300 ألف ليرة ثقة المواطن وتكون بالتالي سيدة الموقف في ميدان الدورات التعليمية ودورات التقوية.. هذا ما ستكشفه الأيام، خاصة في ظل وجود نخبة من المدرسين المجازين والمختصين والمشرفين التربويين.