تفتح الحرب الأوكرانية أبواب مواجهة عالمية كبرى.. تعيد صياغة الحسابات لكل الدول دون استثناء حتى حلفاء الغرب.. من كان يتوقع أن يتمرد مارد النفط الخليجي على الفانوس الأميركي.. أو أن تبحث أوروبا عن بدائل رفاهية الغاز الروسي وتخلع عنها التعجرف الارستقراطي.. رقص العميل الأوكراني زيلنسكي كثيراً فوق ركام التفجير الإرهابي لجسر القرم ولكنه تعثر بانطفاء الأضواء عليه بعد الرد الروسي الحاسم على التفجير..
لم يعد الحديث عن حرب عالمية ثالثة يجذب الانتباه فهذه الحرب قائمة في برودتها وسخونتها منذ أن بدأت بالهجوم الإرهابي الغربي على سورية واستمرت بالتفجيرات حتى جسر القرم..
لا تريد واشنطن الوقوف لمساحة سلام.. بل تسعى لتفجير كل الطرق السلمية بين روسيا وأوكرانيا تهلل فوق ركام الخراب كما هي سياستها.. تزيد توريد الأسلحة لأوكرانيا وترفع علم الصراع طالما أن الدم أوكراني والمحرقة أوروبية والربح أميركي سياسياً واقتصادياً، حيث يبيع أمير الحرب الأميركي الطاقة لأوروبا بأغلى الأسعار..
وصلت الجرأة في تحريض الرئيس الأميركي جو بايدن حتى تفجير خطي نورد ستريم.. الرئيس بوتين قال إن هذا التفجير يهدد البنية التحتية للطاقة في العالم.. قد يطبع الغرب مزيداً من العملة لاستيعاب الأزمة ولكنه حل لحظي وقد يخرج الدولار واليورو من سوق الطاقة الروسي حيث الشراء بالروبل..
لا شك أن الدول النامية ستدفع ثمناً باهظاً للطاقة ولكن روسيا تفكر بحلول لوصول الطاقة الروسية إلى خط آسيوي.. بينما يفكر بايدن كيف سيهزم ترامب في انتخابات ٢٠٢٤، هذا هو الفرق في التفكير بين الدول العظمى فعلاً والدول الغربية المصابة بداء العظمة.