الملحق الثقافي- ديب علي حسن :
بين العبقرية والجنون كما يقرر علماء النفس شعرة واهية نصفها عبقرية ونصف آخر جنون.. والتوازن بينهما يحقق الغاية المرجوة التي تخترق المألوف وتمضي نحو آفاق جديدة..
ألا يقولون في الأمثال: الجنون آخر مراحل العبقرية؟! وفي تراثنا العربي مصنفات كثيرة عن المجانين مجانين الحب والشعر وتخطي المألوف والخروج من بوتقة العادي إلى نقطة ما كنا نظن أن تحققها أمر مستحيل لكن ثمة من يقتحم الواقع يفككه يعريه إلى أن يصل إلى اللامألوف..
في كتابه المهم «هكذا تكلم جبران» يقدم الدكتور نزار بريك هنيدي مقتطفات من رسائل جبران خليل جبران إلى ميخائيل نعيمة الذي يسميه ( ميشا ) يقول في رسالة له 🙁 إذن أنت على شفار الجنون هذه بشارة جميلة بهولها هادئة بجلالها وجمالها.
أقول إن الجنون أول خطوة نحو التجرد الرباني كن مجنوناً يا ميشا …وأخبرنا ما وراء نقاب العقل من الأسرار..وليس كالجنون مطية ..كن مجنوناً وابق أخاً مجنوناً لأخيك المجنون ).
وحسب بريك فإنّ الجنون قوة لأنه يلغي مصادر الخوف التي تحد من حرية البشر لذلك يهزأ بهم المجنون ..
في ملفنا اليوم نثرات من عوالم الإبداع والبدعة هي شيء غير مألوف والجنون تحطيم له ..من ألتوسير إلى كامو إلى آراغون ومن قيس إلى ليلى إلى ليالي العصفورية ومي زيادة..
ترى هل نحن في عصر الجنون ولكن أي لون منه ..كونوا مجانين تخطوا يباس الحال ولتبق الشعرة ممدودة بين العبقرية والجنون..
العدد 1117 – 25- 10-2022