الملحق الثقافي:
أينما كان الفنان السوري تجد لمسات الجمال التي لا يمكن إنكارها، وهي رسالة ثقافة وحضارة موجهة ليس إلى السوريين وحدهم إنما للعالم كله، رسالة تقول نحن صناع الحرف واللون والنوتة الموسيقية، سر أينما شئت في شوارعنا فستجد لوحات أبدعتها أنامل فنانين سوريين يحاربون القبح والجهل بالفن، من هنا كانت فكرة الجداريات التي انتشرت في معظم محافظات القطر العربي السوري، وكان آخرها في اللاذقية حيث ستشتهد جداريات متنوعة الموضوعات والألوان أبدعتها أنامل عدد من الفنانين وخريجي مركز الفنون التشكيلية، لتزيين جدران مقر المركز، وإضفاء لمسة جمالية تزخر بالحياة على المساحات البيضاء في مدينة اللاذقية.
وكان لمعالم سورية التاريخية والسياحية والتراثية عامة ومحافظة اللاذقية بشكل خاص الحصة الكبرى ضمن ورشة العمل التي استمرت على مدى ثلاثة أيام، بالتزامن مع فعاليات أيام الفن التشكيلي السوري بموسمه الخامس إلى جانب الزخارف النباتية والرسومات التعبيرية التي عكست بمجملها الروح الإبداعية للمشاركين ورؤاهم وخبراتهم والتنوع والغنى الذي تشهده الحركة التشكيلية في المحافظة.
وفي تصريح لها أوضحت مديرة المركز إلهام نعسان آغا أن المركز يشكل حاضنة لتنمية المواهب الفنية، بدءاً من تعلم أساسيات الرسم، وصولاً إلى الاحتراف، سواء عن طريق المحاضرات النظرية والعملية وورش العمل والمكتبة الفنية والرحلات التعليمية والمعارض السنوية التي تعتبر فرصة لعرض نتاجاتهم الإبداعية أمام جمهور يتذوق الجمال ويراه بعينه.
وبينت أن المشاركين في الورشة تعرفوا على تقنية جديدة من شأنها أن تحقق قيمة مضافة لتجربتهم في عالم الرسم والانتقال من مرحلة اللوحة إلى الجداريات والاستفادة من المساحات الواسعة.
وأشار المنسق العام من قبل مديرية الثقافة في اللاذقية الفنان التشكيلي عبدالله خدام إلى أهمية الفعاليات الثقافية والندوات التفاعلية في تسليط الضوء على المواهب، وتبادل الخبرات بما يخدم الحركة التشكيلية في سورية.
ولفت إلى أن الجداريات تعطي للفنان مساحة أكبر لإطلاق العنان لإبداعه وإبراز قدراته وإمكانياته من ناحية اختيار الموضوع ودراسة الأبعاد بدقة، لتكون النتيجة النهائية مرضية وتلبي التطلعات.
الفنانة التشكيلية عدوية ديوب من أساتذة المركز بينت أن الورشة سبقها نقاش غني وتفاعلي، ليتم بعدها تقسيم الطلاب إلى فرق عمل حاولوا الاتفاق بالإجماع على فكرة معينة وتطبيقها على مساحة محددة، منهم من كانت موضوعاتهم واقعية، وآخرون اعتمدوا التبسيط والاختزال، بينما استوحى قسم آخر أفكاره من لوحات لفنانين عالميين، وانفرد البعض بمحاولة خلق فكرة خاصة.
العدد 1117 – 25- 10-2022