معرض دمشق الدولي.. بوابات اقتصادية وآمال مشروعة لانفتاح أكبر

الثورة – مريم إبراهيم:

يعود معرض دمشق الدولي للانطلاق من أرض مدينة المعارض بدمشق في السابع والعشرين من الشهر الجاري بعد استكمال مختلف التحضيرات والتجهيزات اللازمة من قبل الجهات المعنية لهذه الدورة التي يترقبها الجميع، وتبدو الأنظار والآمال معلفة عليها من حيث المشاركات المحلية والخارجية من دول عربية وأجنبية لتعكس أفضل النتائج على مختلف الجوانب والمستويات، كانطلاقة واثقة وبقوة في سوريا الحرة، لكونه حدثاً استثنائياً في تاريخ الاقتصاد الوطني، وفي مرحلة جديدة مهمة لجميع السوريين، والجهود والأعمال المكثفة من قبل الجميع والتي من خلالها تتم إعادة بناء الوطن ومؤسساته المختلفة على أسس وقواعد راسخة من الحرية والعدالة والتنمية الشاملة على حد سواء.

تليق بالحدث

المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية بينت في تصريحاتها أنها اتخذت جميع الاستعدادات المطلوبة لاحتضان المعرض، بعد أن تحولت إلى خلية نحل من قبل جميع الكوادر لتخرج هذه الدورة الاستثنائية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى بما يليق بأهمية المعرض، وهي الدورة الأولى التي تخرج إلى النور بعد التحرير، وبعد أعوام من الإهمال والتهميش لحدث يستحق كل الدعم من الحكومة، وبالرغم من أن مدينة المعارض التي تعرضت للتخريب لم تكن جاهزة لاحتضان هذا الحدث الذي بات جزءاً من النسيج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لمدينة دمشق والبنية التحتية لمساحات العرض كانت بحاجة ماسة للصيانة والتجديد بسبب إهمالها لمدة خمسة أعوام تلت الدورة 61 لعام 2019.
وبحسب معلومات المؤسسة فقد تجاوز عدد الدول المشاركة لهذا العام 20 دولة، وتجاوز عدد الشركات الأجنبية 225 شركة، فيما بلغ عدد الشركات العربية والمحلية نحو 725 شركة، وهو رقم يعتبر جيداً، كون التواصل مع الدول بدأ منذ ثلاثة أشهر فقط، ومعروف أن الدول تحضر أجندة المشاركات الخارجية للعام القادم ولا يتم تغييرها إلا إذا اعتبرت الحدث استثنائياً كما هو حال المعرض لهذا العام في دورته الثانية والستين، مع التأكيد على اتخاذ التحضير الجيد للمعرض، ومع الأمل في أن تستعيد سوريا مكانها الذي تستحقه بين الأمم وأن يحصل الصناعيون والاقتصاديون ورجال الأعمال السوريون على حصة لابأس بها من السوق العالمية، لتكون دورة هذا العام بوابة الانفتاح على العالم واللبنة الأولى وحجر الأساس في سوريا الجديدة الحرة.

واجهة سوريا

الخبير الاقتصادي ورئيس مجلس النهضة السوري عامر ديب بين لصحيفة الثورة الأهمية البالغة التي تعلق على الدورة الجديدة لمعرض دمشق الدولي حيث التاريخ العريق لهذا المعرض، ويعتبر واحداً من أقدم وأهم المعارض في المنطقة، إذ انطلقت دورته الأولى عام 1954 ليكون منصة اقتصادية وثقافية تجمع الشرق بالغرب، وعلى مدى عقود، شكّل المعرض واجهة لسوريا ومكاناً للقاء رجال الأعمال والمستثمرين من مختلف دول العالم، ما جعله حدثاً سنوياً ينتظره الصناعيون والتجار والجمهور على حد سواء.
ويضيف الخبير ديب: إن المعرض يشكل ملتقى للتسوق الاقتصادي، فهو لم يكن مجرد حدث رسمي، بل تحوّل إلى سوق استهلاكي يجد فيه المواطنون فرصة للتسوق المباشر بأسعار منافسة ومع تزايد المشاركة المحلية، باتت الشركات السورية تعرض منتجاتها بأسعار ترويجية وتخفيضات خاصة، ما جعل المعرض مساحة حقيقية لدعم القدرة الشرائية وتوسيع انتشار المنتج الوطني والمحلي بشكل واضح، ويكتسب أهمية في ظل الظروف الراهنة.
اليوم، وفي ظل التحديات الاقتصادية التي تعيشها البلاد، يكتسب المعرض أهمية مضاعفة، فهو يمثل نافذة للتنفس الاقتصادي، إذ يلتقي المستهلك مع المنتج مباشرة من دون وسطاء، ما ينعكس إيجاباً على الأسعار ويخفّف من الضغوط المعيشية، كما يسهم في تعزيز الثقة بالمنتجات المحلية ويفتح الباب أمام شراكات صغيرة وكبيرة بشكل أكبر، في ظل الحاجة الماسة لهذه الشراكات.
ويضيف الخبير ديب: إلى جانب دوره الاستهلاكي، يبعث المعرض برسالة رمزية تتعلق بقدرة الاقتصاد السوري على الاستمرار والانفتاح التدريجي، كما أن مشاركة بعض الوفود والشركات الأجنبية، حتى وإن كانت محدودة، تعطي مؤشرات مهمة على رغبة واضحة في إعادة ربط سوريا بالأسواق الإقليمية والدولية، وبين الماضي والمستقبل يقف معرض دمشق الدولي اليوم بين ذاكرة ماضية صنعت منه “عيداً اقتصادياً” للسوريين، وواقع حالي يحاول من خلاله أن يثبت حضوره كمنصة اقتصادية قادرة على دعم الاستقرار المعيشي وتشجيع التسوق الاقتصادي، ومع كل دورة جديدة، يبقى الأمل معقوداً على أن يشكّل المعرض جسراً بين استعادة الذاكرة الاقتصادية والانطلاق نحو مستقبل أكثر انفتاحاً لسوريا.

محطّة نوعية

ويوضح المهندس باسل حسن من شركة صناعية سورية أهمية عودة معرض دمشق الدولي بعد سنوات من الغياب، كونه يلعب دوراً محورياً في تنمية الاقتصاد، ويشكل فرصة ثمينة لجميع الشركات ولمختلف الصناعات للمشاركة، خاصة التي تتميز بالاسم والجودة ومطابقة المواصفات والإنتاج، كما أنه سيشكل انطلاقة يترقبها الجميع من رجال أعمال وصناعيين لمزيد من التبادل واللقاء وطرح الرؤى والمستجدات بشأن تطوير ونمو واقع الإنتاج والاقتصاد السوري بشكل عام، والتطلع نحو العالم والاستفادة من مختلف التجارب والنماذج الاقتصادية الناجحة، ومع الأمل أن تحقق هذه الدورة كل النجاح والتميز من حيث العروض والمشاركات سواء المحلية منها أم الخارجية.
إضافة لما
يمكن أن تشهده من منافسات في العرض من قبْل

المشاركين، وتقديم المنتج الجيد الذي يلبي مطلب واحتياج المستهلك، ووفق شروط ومعايير ومواصفات واضحة للمنتج المعروض بجميع الأشكال والأصناف، في معرض يعد من أعرق وأهم الفعاليات الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية، ومحطة نوعية لافتة لعرض القدرات الإنتاجية والتجارية والاستثمارية وتبادل المعرفة والتجارة بين المشاركين، وفتح أبواب التعاون مع الشركاء من مختلف الدول عربية وأجنبية، وبالتالي من المتوقع أن يحدث المعرض قفزة نوعية بعد انتظار وترقب، والتشجيع على العودة القوية للتجار والصناعيين والمساهمة في دفع عجلة البناء والتنمية والإعمار لسوريا الجديدة التي تستحق كل الخير والعطاء، وبما يؤكد الحضور القوي والفاعل وبقوة وإصرار في جميع الأنشطة والفعاليات بالرغم من كل المصاعب والتحديات.

آخر الأخبار
جميع الشركات أكملت تجهيز مواقعها.. معرض دمشق سيكون نموذجاً وطنياً مميزاً.. وترتيبات مبهرة بحفل الافت... الرئيس الشرع يستقبل وفداً من الكونغرس الأميركي لبحث ملفات الأمن ورفع العقوبات رسالة معرض دمشق الدولي بدورته الجديدة.. الانفتاح والشراكة مع العالم دمشق ترحب وتعتبر رفع العقوبات الأميركية تحولاً نوعياً يمهّد لمسار تعاون جديد تعزيز التعاون في مجال الطوارئ والكوارث بين سوريا والعراق معرض دمشق الدولي.. بوابات اقتصادية وآمال مشروعة لانفتاح أكبر "الرقابة المالية":  فساد "ممنهج" بتريليونات الليرات استهدف معيشة السوريين مباشرة جمعية "موصياد" التركية: فتح آفاق للتعاون مع سوريا وإطلاق منتدى اقتصادي دولي معرض دمشق الدولي.. منصة متكاملة لتبادل الخبرات والمعارف وعقد الاتفاقات تطوير العلاقات الاقتصادية بين "غرف التجارة السورية" و"التجارة والصناعة العربية الألمانية" محطة وطنية بامتياز.. في مرحلة استثنائية رسمياً ... الخزانة الأميركية تُعلن رفع العقوبات المفروضة على سوريا اجتماع جدة: إسرائيل تتحمل مسؤولية جرائم الإبادة في غزة معاون وزير الصحة يتفقد أقسام مستشفى درعا الوطني سعر الصرف يتراجع والذهب يحلق الحملات الشعبية في سوريا.. مبادرات محلية تنهض بالبنى التحتية وتؤسس لثقافة التكافل عودة نظام سويفت تدريجياً.. خبير اقتصادي  لـ"الثورة": استعادة الروابط المالية وتشجيع الاستثمار نقطة تحول كبرى.. سوريا خارج قوائم العقوبات المالية والتجارية لمكتب "OFAC" الأميركي المبادرات الشعبية بريف إدلب... تركيب أغطية الصرف الصحي في معصران نموذجاً العمارة المستدامة في قلب مشاريع الإعمار.. الهندسة السورية تتجه نحو الأخضر