الثورة – سيرين المصطفى:
تتواصل الجهود الشعبية في مختلف القرى والبلدات التي عاد إليها السكان مؤخراً بعد سنوات من التهجير والنزوح القسري بسبب الحرب، وذلك في إطار سعي الأهالي إلى تحسين الواقع الخدمي وتمهيد الطريق أمام عودة المزيد من النازحين إلى مناطقهم الأصلية.
وتُعد هذه المبادرات أحد أبرز مظاهر استعادة الحياة الطبيعية بعد سقوط نظام الأسد البائد، والذي تسبب في دمار واسع النطاق للبنية التحتية ونزوح ملايين السوريين داخل البلاد وخارجها.
وفي هذا السياق، شهدت بلدة معصران التابعة لمنطقة معرة النعمان في محافظة إدلب تنفيذ مبادرة خدمية تمثلت في تركيب أغطية لفتحات الصرف الصحي، في خطوة تهدف إلى تعزيز السلامة العامة والحد من الحوادث التي قد تسببها الفتحات المكشوفة، بالإضافة إلى تحسين البيئة الصحية العامة في البلدة.
وأعلنت محافظة إدلب عن هذه المبادرة من خلال منصاتها الرسمية، اليوم الاثنين 25 آب/أغسطس الجاري، مشيرة إلى أن العملية تمت بإشراف إدارة منطقة معرة النعمان، وبمشاركة فاعلة من الأهالي، في سبيل تحسين الواقع الخدمي في البلدة.
وقبل أيام، انطلقت حملة لإصلاح شبكة الصرف الصحي في بلدة كفرسجنة بريف إدلب الجنوبي، برعاية إدارة منطقة خان شيخون، ضمن جهود تحسين البنية التحتية وتقديم خدمات أفضل للمواطنين، وتعزيز الصحة العامة والسلامة البيئية.
وشملت الحملة عمليات تعزيل وتنظيف قواعد الريكارات، بالإضافة إلى تأمين أغطية لها لضمان استمرارية وكفاءة العمل، وتجنب أي مخاطر محتملة نتيجة الانسدادات أو التلف. ويُذكر أن سوء وضع الصرف الصحي في تلك القرى، كان واحداً من أبرز العقبات التي واجهها العائدون إليها بعد رحلتهم الطويلة من النزوح، التي استمرت لسنوات.
وتؤدي شبكات الصرف إلى مخاطر محتملة على الصحة العامة، مثل انتشار الأمراض المعوية والبكتيرية، بالإضافة إلى الروائح الكريهة وتلوث المياه الجوفية، ما أثار مخاوف السكان من تداعياتها البيئية والصحية.
وازدادت المخاوف بين الأهالي خاصة بعد حادث وفاة شاب إثر اصطدام دراجته بفتحة صرف صحي دون غطاء بقرية حيش المجاورة، فصار السكان يشعرون بالقلق على أنفسهم وأطفالهم، وأشار أحد المدنيين الذين قابلناهم إلى أنه كاد يسقط في فتحة مماثلة لولا تدخل أصدقائه في الوقت المناسب.
كما تم تنفيذ مبادرة شعبية مماثلة في قرية كفرعويد، شملت تركيب أغطية لريكارات الصرف الصحي، حيث تم تركيب نحو 30 غطاء بهدف تعزيز السلامة العامة والحفاظ على المرافق الخدمية في القرية.