الثورة – ترجمة ختام أحمد:
أعلنت هيئة الأمن الغذائي المدعومة من الأمم المتحدة رسمياً أن غزة تواجه المجاعة، لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض التقرير ووصفه بأنه “كذبة صريحة”.
وبحسب تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، فإن المجاعة من صنع الإنسان بالكامل، مدفوعة بالحصار العسكري الإسرائيلي المستمر والهجمات في الحرب التي استمرت قرابة العامين بعد هجوم حماس في 7 تشرين الأول 2023 على إسرائيل، لكنه قال إنه لا يزال من الممكن “إيقافها وعكسها” إذا تم اتخاذ إجراءات إنسانية عاجلة.
إن إعلان اللجنة الدولية للصليب الأحمر هو أول إعلان رسمي عن المجاعة في غزة، مما يلفت المزيد من الاهتمام الدولي إلى الحاجة إلى وصول المساعدات، ومن المرجح أن يؤدي إلى تكثيف الدعوات إلى إيجاد حلول سياسية.
لكن إسرائيل رفضت النتائج، واصفةً إياها بالتحيز وعدم الدقة، واتهمت حماس بسرقة المساعدات. وقالت إن من يعانون من الجوع في غزة هم رهائن إسرائيليون. يُبرز هذا الخلاف التوتر بين وكالات الإغاثة الإنسانية العالمية وإسرائيل، التي تواصل عملياتها العسكرية في مدينة غزة، بينما تستعد لهجوم أوسع.
رفع التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مبادرة عالمية تقودها وكالات الأمم المتحدة والحكومات ومنظمات الإغاثة، مستوى محافظة غزة، التي تضم مدينة غزة، إلى المرحلة الخامسة – أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائي – التي تتسم بالجوع والعوز والموت. ويقدر التقرير أن حوالي 500 ألف شخص، أي ما يقرب من ربع سكان غزة، يعانون بالفعل من المجاعة، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 640 ألف شخص بحلول نهاية أيلول.
بالإضافة إلى من يعانون من المجاعة، صنّف التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي 1.14 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان غزة قبل الحرب، ضمن المرحلة الرابعة من مستويات “الطوارئ” من انعدام الأمن الغذائي. ويعاني 396 ألف شخص آخرين من ظروف المرحلة الثالثة من “الأزمة”. ويعاني شمال غزة بالفعل من المجاعة، بينما من المتوقع أن تصل المناطق الوسطى والجنوبية – بما في ذلك دير البلح وخان يونس – إلى حدود المجاعة بحلول الشهر المقبل.
سارع مسؤولو الأمم المتحدة إلى إدانة الوضع. وحذّر فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان، من أن استخدام التجويع كسلاح يُشكّل جريمة حرب، مشيراً إلى أن الوفيات الناجمة عنه قد ترقى إلى القتل العمد.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى اتخاذ تدابير فورية، تشمل وقف إطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن، ووصول المساعدات الإنسانية دون قيود، مؤكداً أن “هذه كارثة من صنع الإنسان، واتهام أخلاقي، وفشل للإنسانية نفسها”.
ورفضت إسرائيل هذه النتائج، حيث اتهمها منسق أعمال الحكومة في الأراضي الفلسطينية بالاعتماد على “مصادر متحيزة وذاتية المصلحة ناشئة عن حماس”.
صرح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان له: “ستواصل إسرائيل التصرف بمسؤولية، لضمان وصول المساعدات إلى المدنيين في غزة، مع تدمير آلة حماس الإرهابية. إن حملة التجويع التي تقودها حماس لن تثنينا عن تحرير رهائننا والقضاء على حماس”.
في الوقت نفسه، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس من أن مدينة غزة قد تواجه دماراً كبيراً ما لم تمتثل حماس لشروط وقف إطلاق النار الإسرائيلية، وكتب في منشور على موقع X أن “أبواب الجحيم ستفتح قريباً على رؤوس قتلة ومغتصبي حماس في غزة”، مسلطاً الضوء على تداخل التصعيد العسكري وتفاقم حالة الطوارئ الإنسانية.
وكتب تقرير اللجنة الدولية للصليب الأحمر: “انقضى زمن الجدل والتردد، فالمجاعة حاضرة وتنتشر بسرعة، لا ينبغي أن يشك أحد في ضرورة استجابة فورية وواسعة النطاق.”
كما صرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: “إنها كارثة من صنع الإنسان، واتهام أخلاقي، وفشل للبشرية نفسها. المجاعة لا تتعلق بالطعام؛ بل هي انهيار متعمد للأنظمة اللازمة لبقاء الإنسان”.
وفي بيان مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق: “من غير المنطقي أن نقول إن الظروف سوف تزداد سوءاً في حين أن التحسن واضح بالفعل على الأرض”.
وصرح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي: “إنها افتراءات دموية حديثة، تنتشر كالنار في الهشيم بسبب التحيز، سيحاسب التاريخ من يروج لها، يجب على اللجنة الدولية أن تضع حداً لمعاييرها المزدوجة تجاه الدولة اليهودية”.
يأتي إعلان المجاعة في الوقت الذي تُكثّف فيه إسرائيل استعداداتها لمدينة غزة. وصرح نتنياهو بأن إسرائيل ستستأنف المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن، ولكن فقط وفق الشروط التي تراها مقبولة.
المصدر : Newsweek