سوريا.. بين موازنة علاقاتها الدولية وتجنب الارتهان لأي طرف خارجي

الثورة – منهل إبراهيم:

انطلاقاً من رؤية الحكومة السورية لما تشهده المنطقة والعالم من تحولات سياسية وجيوسياسية غير مسبوقة، فرضتها الظروف  والتحديات، تبرز الدبلوماسية الناعمة في سلوكياتها كأداة فاعلة وقوية في تأثيرها بالسياسة الخارجية لتحقيق المصلحة الوطنية، والحكومة السورية تعمل في هذا المسار، وهي تدرك عمق وأهمية العلاقات الدبلوماسية في هذه المرحلة الراهنة والحساسة والمفصلية من تاريخ سوريا الجديدة.

سوريا تدرك اليوم أهمية التوازن في العلاقات الدولية، وضرورة موازنة علاقاتها في محيطها العربي والدولي، خصوصاً في ظل ما يشهده العالم الآن من حروب وصراعات وأزمات وكوارث، وفي وقت تسود فيه القوة الصلبة وهي القوة التي لفظها العالم وعانى من ويلاتها، وبات العالم يتعطش إلى القوة الناعمة لما لها من تأثير فائق في تحقيق السلم والأمن وتحقيق الاستقرار للشعوب والمجتمعات والتقارب بين الشعوب وتصحيح الصورة الذهنية والتأثير في السياسة الخارجية للدول وخاصة في المنطقة العربية.

وعلى سبيل المثال أطلق اللقاء الأخير بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، مرحلة جديدة من التعاون السياسي والعسكري بين روسيا وسوريا، يقوم على احترام سيادة سوريا ودعم الاستقرار والإعمار وتصحيح العلاقات على أسس متوازنة ومعالجة إرث النظام المخلوع.

وتؤكد شبكة الأخبار البريطانية “بي بي سي” أن دمشق تحاول موازنة علاقاتها وتجنب الارتهان لطرف محدد، خاصة للغرب، في ظل ما تواجهه من تحديات أمنية داخلية وخارجية، ومن خلال تقاربها مع موسكو تسعى إلى خفض التوترات وتعزيز استقرار البلاد، مستفيدة من ثقل روسيا الدولي وعضويتها في مجلس الأمن وتأثيرها في القرارات الأممية.

وتسعى القيادة السورية إلى فتح قنوات مع المجتمع الدولي وتصفير المشاكل لتسهيل إعادة إعمار البلاد، واستعادة الاستقرار، ورغم ماضي موسكو  في دعم النظام المخلوع، تدرك دمشق أهمية ثقلها الاقتصادي والسياسي والعسكري، ما يجعلها شريكاً أساسياً يمكن الاستفادة منه لتحقيق الاستقرار، على أسس سيادية تحترم سوريا الجديدة وهويتها ووحدة وسلامة أراضيها.

موسكو وغيرها من دول في المنطقة والعالم تدرك تغيّر المعادلات في سوريا والمنطقة، وتسعى للتقارب مع دمشق، ويقول ألكسندر زاسيبكين، وهو دبلوماسي روسي بارز شغل منصب سفير روسيا الاتحادية لدى لبنان، لشبكة “بي بي سي”: “إن السياسة الروسية ثابتة في احترام وحدة وسيادة سوريا، وسعي موسكو للتعاون مع الحكومة السورية الجديدة خيار صائب يخدم مصالح الشعب، خاصة مع توازن سياستها الخارجية، كما أن دولاً مثل تركيا والسعودية ودول الخليج الأخرى لا تعارض الوجود الروسي انطلاقاً من ضرورة الحفاظ على التوازن في المنطقة”.

لاشك أن الدبلوماسية السورية في جوهرها اليوم اتصال دقيق ومبرمج يستهدف تنفيذ السياسة الخارجية لسوريا، فوسائل الاتصال إحدى الأدوات المهمة للدبلوماسية لتكوين علاقات بين شعوب الدول بمراعاة سيادة القانون الدولي وسيادة الدول لتحقيق أفضل النتائج شريطة طريقة الاتصال الجيد والتأثير عند عرض الأفكار والآراء المتنوعة في القضايا الحيوية ومختلف القضايا التي تشكل أساس مصلحة سوريا لكسب التأييد الإقليمي والدولي، فمثل هذه الإجراءات التي تقوم بها الحكومة السورية اليوم تستطيع مقاومة الأفكار الهدامة، وتصحيح الصورة الذهنية عن سوريا الجديدة، وغرس الوعي لخطورة  التدخلات الخارجية، وأهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار الوطني.

فالدبلوماسية الموجهة بكل آلياتها، والتي تضع في أولوياتها فكرة التوازن في علاقاتها الدولية هي أهم مكاسب للسياسة الخارجية للدولة، تسعى إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية خارجياً حتى تتمكن من أداء رسالتها بصورة أفضل من خلال مجموعة من البرامج التي تتركز في خدمة مصالح الدولة لدى الدول الخارجية، وتنفيذ سياستها الخارجية، وهذه البرامج تعمل على تعزيز السياسة الخارجية وتفعيلها بأفضل صورة ممكنة.

آخر الأخبار
بالتعاون  مع "  NRC".. "تربية" حلب تنهي تأهيل مدرسة سليمان الخاطر مزايا متعددة لاتفاقية التعاون بين المركز القطري للصحافة ونادي الإعلاميين السوريين تعزيز التعاون السوري – الياباني في مجالات الإنذار المبكر وإدارة الكوارث   تطبيق السعر المعلن  تطبيقه يتطلب مشاركة التجار على مدى يومين ...دورة "مهارات النشر العالمي" في جامعة اللاذقية مشروع قرار أميركي في مجلس الأمن لرفع العقوبات عن الرئيس الشرع في “60 دقيقة.. الشرع يقدّم نموذج القيادة السورية: صراحة في المضمون وحنكة في الرد إعادة الممتلكات المصادرة  لأصحابها تعيد الثقة بين الحكومة والمواطنين افتتاح مشروع لرعاية أطفال التوحد ومتلازمة داون بمعرة مصرين "تموين حلب" تبحث ملفات خدمية مشتركة مع "آفاد" التركية من دمشق إلى أنقرة... طريق جديد للتعاون مشاركة سورية في حدث تكنولوجي عالمي بعد غياب لسنوات إعلام بريطاني: خطة ترامب هشة وكل شيء اختفى في غزة جائزة نوبل للسلام.. من السلام إلى الهيمنة السياسية هل يستطيع ترامب إحياء نظام مراقبة الأسلحة الاستراتيجية؟ منطقة تجارية حرة.. مباحثات لتعزيز التعاون التجاري بين سوريا وتركيا التنسيق السوري التركي.. ضرورة استراتيجية لمواجهة مشاريع التقسيم الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في إطار تنفيذ اتفاق غزة بين دمشق وبرلين.. ملف ترحيل اللاجئين يعود إلى الواجهة الخارجية تفعّل خطتها لتطوير المكاتب القنصلية وتحسين الخدمة للمواطنين