الثورة- يامن الجاجة:
كثيراً ما كان استدعاء بعض الأسماء لتمثيل منتخباتنا الوطنية لكرة القدم محط جدل ونقاش وغالباً ما كان استبعاد البعض الآخر مثار استغراب و استهجان،و في الحقيقة ولأن الآراء بين المتابعين و المختصين تختلف باختلاف النظرة الفنية لكل منهم، فمن المنطقي استمرار الجدل و النقاش في كل مناسبة توجه فيها الدعوة لعناصر كل منتخب، و لكن بصراحة، فإن الأمر يختلف إلى حد بعيد في منتخباتنا لأن الاختيارات تكون بعيدة عن المنطق في كثير من الأحيان لتثير العديد من الاستفسارات و التساؤلات لا بل إنها تذهب بالكثيرين لتأكيد حقيقة مفادها استغلال منتخباتنا الوطنية لتسويق عدد من اللاعبين، وذلك من خلال استبعاد متعمد للاعبين المغتربين كما جرت العادة، بهدف إفساح المجال لتسويق عدد من اللاعبين المحليين، كما حدث في منتخبنا الناشئ الذي خرج من الباب الخلفي للتصفيات الآسيوية الأخيرة نتيجة تهميش أهم اللاعبين المغتربين والمحترفين في الدوريات الأوربية الكبرى، كما هو حال لاعب باير ليفركوزن جان مصطفى و لاعب شتوتغارت همام محمود،أو من خلال تهميش عدد من العناصر المحلية المميزة بحكم العادة أيضاً وعدم منحها الفرصة لإثبات نفسها كما هو حال المهاجمين المتألقين علاء الدالي و محمود البحر حيث مازال خط هجوم المنتخب محجوزاً لأسماء تقليدية مثل عمر السومة و عمر خريبين و محمود المواس و لاسيما أن لهذه الأسماء سطوتها على معظم الكوادر الإدارية و الفنية المتعاقبة على منتخب الرجال، و هو أمر يؤكد ما يذهب إليه كثيرون في جزئية استغلال المنتخبات لدعم و تسويق بعض العناصر على حساب عناصر أخرى و لاسيما أن الصفة الدولية لكل لاعب تزيد من قيمة عقده الاحترافي مع النادي.
طبعاً ما نقوله يتكرر غالباً مع الكوادر الفنية الوطنية التي لا تقوم خياراتها على تقييم فني بحت و إنما على معايير أخرى لا يمكن أن تخدم المنتخب، بدليل أن المدرب الهولندي لمنتخب الناشئين فيلكو فان بورن قام باستبعاد عدد من اللاعبين الذين قام الجهاز الفني الوطني المساعد له باستدعائهم قبل إشرافه كمدرب أجنبي على المنتخب، و بدليل أن القائمة المستدعاة لمعسكرات أولمبي كرتنا تحت قيادة الهولندي الآخر مارك فوته تشهد قبولاً و اتفاقاً على أنها كقائمة ضمت الأفضل و لم تخضع للمجاملات و معايير التهميش المقصود والمشاركة المحجوزة لبعض الأسماء التي أصبحت عبئاً على المنتخب و استبدالها بعناصر أخرى بات حاجة ومطلباً.
