تشير تقديرات مكتب الفستق الحلبي إلى تراجع استهلاك المنتج السوري الأكثر شهرة داخلياً وخارجياً كما غيره العديد من المنتجات السورية الزراعية منها والصناعية ذات الحضور والألق والمكانة جودة ونوعية في الأسواق التصديرية الخارجية لسنوات عديدة سابقة، ولأسباب باتت معروفة للجميع تراجعت إنتاجاً وتغطية للاحتياجات السوق الداخلي ولا تلقى للأسف في كثير من الأحيان أسواقاً خارجية لها.
خبر لا شك أنه غير سار بالنسبة لمزارعي الفستق بضياع عائدات محصولهم وهو كذلك للمستهلك الذي حكماً لن يعطيه بالاً مع معاناته اليومية في تحصيل ما يسد قوته اليومي الذي اقتصر بالنسبة للعديد من العائلات على وجبة واحدة تفتقد لأدنى مقومات الدعم الغذائي وندرة منتجات ومواد كثيرة كانت تتواجد على مائدته وتدخل في مكونات طبخات وأكلات مختلفة وحتى الفستق الحلبي كان أحد تلك المكونات لا بل ويضاف لقائمة الضيافة من الموالح للتسلية ومع غيابه غابت عبارات ترددت مراراً على لسان الناس ومنها “من سبق يأكل الفستق” كدليل على حالة الوفرة والرفاهية التي عرفناها طويلاً.
محصول الفستق يعاني كما محاصيل زراعية استراتيجية مثل الحمضيات والتفاح والزيتون والقطن تعكس كم الصعوبات والمشاكل التي يتعرض لها القطاع الزراعي دون ايجاد حلول لها تنقله من المرحلة الحرجة فعلاً التي يعيشها لمرحلة الانتعاش والتعافي بما يعود بالفائدة على الفلاحين والاقتصاد الوطني.
وإن كانت وزارة الزراعة تتصدر واجهة الجهات المعرضة للنقد والاتهام بتقصيرها في تجاوز مشاكل قطاعها والتواجد في ميدان العمل بجانب الفلاح للحد من الخسائر أو الوصول لمرحلة قلة وسوء الإنتاج، فإن جهات أخرى معنية بهذا الملف المهم تغط في سبات عميق ولايذكر لها أي تدخل أو صوت يدعم ويساند أصوات المزارعين المنادية بضرورة التدخل السريع لإنقاذ هذا الموسم أو ذاك دون أن تلقى أصواتهم صدى والحاضر كمنظمة تحظى بكامل حقوقها وصلاحياتها والغائب فاعلية وتنفيذاً على الأرض اتحاد الفلاحين الذي يعد المرجعية الأخيرة للفلاح إذا رجع له لعلمه بعدم قدرته على حل مشكلته ومن خلفه الوحدات الإرشادية المنتشرة بالقرى والمحدثة لتكون جنباً لجنب مع المزارع أو المربي لتقديم الإرشادات التي تحمي محصوله أو مواشيه من أي عارض فتحولت الوحدات الإرشادية إلى مواقع وظيفية لأشخاص مسجلين على الورق وغائبين عن العمل.
واقع أداء ونتائج وفاعلية دون المستوى للعديد من المنظمات والوحدات الإرشادية يستدعي التدخل السريع لتقويم وتقييم عملها ومحاسبة المقصرين عن أسباب حرفها عن مسارها وأهدافها.