الثورة- هراير جوانيان:
تجري اليوم الأحد 4 مباريات في المجموعتين الخامسة والسادسة ضمن المرحلة الثانية من بطولة كاس العالم لكرة القدم المقامة نسختها الـ 22 في قطر، تتصدرها المواجهة المنتظرة في المجموعة الخامسة بين ألمانيا وإسبانيا ، حيث تخوض ألمانيا مباراة حياة أو موت في استاد البيت بالخور لتعويض صدمة الخسارة أمام اليابان، حيث يتوجب على الحارس مانويل نوير ورفاقه تقديم أفضل ما لديهم لإسقاط لا روخا الساحرة.
واستهل المنتخبان العرس الكروي بظروف مغايرة، فبينما كانت ألمانيا، حاملة اللقب أربع مرات، تسقط من عليائها بخسارة تاريخية أمام اليابان رغم تقدّمها بهدف إيلكاي غوندوغان من ركلة جزاء (1-2)، حققت إسبانيا بعد 3 ساعات فوزاً تاريخياً هو الأكبر لها في نهائيات كأس العالم بسباعية نظيفة أمام كوستاريكا.
والفوز يؤهل إسبانيا في حال فشل كوستاريكا في التغلب على اليابان، ويؤهل اليابان في حال فشل ألمانيا في الانتصار على إسبانيا، وفي حال خسارة ألمانيا، ستقصى في حال فشل كوستاريكا بالفوز على اليابان.
وتأمل ألمانيا الجريحة في نفض غبار كابوس اليابان وقبله مونديال روسيا 2018 عندما ودّعت بخفَّي حُنين دور المجموعات، إثر خسارتها أمام كوريا الجنوبية، وبعده دوري الأمم الأوروبية وخسارتها القاسية أمام اسبانيا 0-6 عام 2020.
وتدرك ألمانيا هول الضغوطات على كاهليها قبل قمة هذه المجموعة في فوز حاسم ينعش آمالها بالتأهل إلى ثمن النهائي في حين ستكون الخسارة الضربة القاضية لآمالها، ولكن رغم تراجع أداء المانشافت في الفترة الاخيرة، إلاّ أن خط الهجوم الشاب بقيادة كاي هافرتس قادر على فك شيفرة الدفاع الاسباني.ولكن يبقى السؤال الأهم: هل بإمكان ألمانيا التعالي على جراحها ووضع خسارة اليابان خلف ظهرها، وهي التي اعتادت على الوصول إلى أبعد المراحل في البطولات الكبرى، وهي الوحيدة توزّعت ألقابها في المونديال في الخمسينات، السبعينات، التسعينات والألفية الثالثة.
وقبل الخروج من مونديال روسيا 2018 وتنازلها عن اللقب بخروجها من الدور الأول، ذهبت ألمانيا أقله حتى الدور نصف النهائي في كل النسخ التي خاضتها منذ 2002، لكنها تواجه الآن خطر السقوط عند الحاجز الأول للمرة الثالثة فقط في تاريخها، بعد 1938 و2018.
في المقلب الآخر، أثبت لويس إنريكه خلال الأعوام الماضية أن اللعب الجماعي هو أكثر فعالية من المهارات الفردية للاعبين النجوم، لذا يأمل في أن تكون ملاعب قطر فرصة مؤاتية لنجاح أفكاره.
وتملك اسبانيا ما يكفي من المواهب لإقلاق راحة ألمانيا، لكن يتوجب على لاعبي خط الوسط بيدري وغافي أن يكونا في قمة مستواهما في حال أرادت حصد ثلاث نقاط مرة جديدة وبلوغ الدور الثاني باكراً.
وبات غافي (18 عاماً و100 يوم) أصغر مسجل في تاريخ منتخب بلاده خلال كأس العالم، محطماً لرقم السابق لراؤول غونزاليس (20 عاماً و351 يوماً) في نسخة 1998.
واستدعى إنريكه الذي تخلى عن قلب الدفاع التاريخي المخضرم سيرجيو راموس (36 عاماً)، تشكيلة شابة أثبتت نجاعتها أمام كوستاريكا، فدكّت شباك الحارس كيلور نافاس عن طريق داني أولمو (11)، ماركو أسنسيو (21)، فيران توريس (31 من ركلة جزاء و54)، غافي (74)، كارلوس سولير (90) وألفارو موراتا (90+2).
وفي المباراة الثانية ضمن نفس المجموعة، وبعد مفاجأته المدوية بتغلبه على المنتخب الألماني، في مباراته الافتتاحية بنهائيات كأس العالم 2022، يبحث منتخب اليابان عن انتصار آخر في المونديال، حينما يواجه نظيره الكوستاريكي على ملعب (أحمد بن علي).
وجذب منتخب اليابان الأضواء إليه بفوزه المثير (2/1) على ألمانيا، حيث قلب تأخره (0/1) إلى انتصار سيظل خالدا في الأذهان، عقب تسجيله هدفين خلال آخر 15 دقيقة من اللقاء.
ويتواجد منتخب اليابان، الذي يشارك في المونديال للنسخة السابعة على التوالي، في المركز الثاني برصيد 3 نقاط، بفارق الأهداف خلف منتخب إسبانيا المتصدر، بعد فوزه الساحق 7-0 على منتخب كوستاريكا متذيل الترتيب.
ويأمل منتخب اليابان في البناء على انتصاره المذهل أمام ألمانيا، والتقدم خطوة عملاقة أخرى نحو بلوغ الأدوار الإقصائية للمرة الرابعة في تاريخه، والثانية على التوالي.ومن الممكن أن يحسم منتخب اليابان صعوده مبكرا لدور الـ16، قبل خوض لقائه الأخير في المجموعة ضد إسبانيا، الخميس القادم، في حال فوزه على كوستاريكا، وفشل الماكينات في التفوق على لاروخا.
وربما ستكون الفرصة مواتية أمام منتخب اليابان، لاستغلال حالة عدم الاتزان التي يعاني منها منتخب كوستاريكا حاليا، عقب خسارته القاسية أمام إسبانيا، التي كانت الأثقل في تاريخ مشاركاته بالمونديال.
وتأمل كوستاريكا أن تسير على نهج منتخب إيران، الذي نفض غبار هزيمته القاسية 2-6 أمام إنكلترا، بفوزه المستحق 2-0 على ويلز في الجولة الثانية، ليحيي حظوظه في الصعود للدور المقبل.
وفي المجموعة السادسة، بدأ العد التنازلي لمواجهة المغرب وبلجيكا.
وتعادل أسود الأطلس أمام كرواتيا (0-0) في الجولة الأولى، وفازت بلجيكا على كندا (1-0)، وتبحث كتيبة وليد الركراكي المدير الفني للمنتخب المغربي، عن الفوز الأول في المونديال.
وسبق للمنتخبين أن التقيا في نسخة 1994 بالولايات المتحدة، إذ كانا في نفس المجموعة، وتمكن الشياطين الحمر من حسم المباراة (1-0) سجله مارك ديغريسي في الشوط الأول.وقدم المنتخب المغربي في تلك المباراة أداء جيدا، وكان الطرف الأفضل وأضاع العديد من فرص التسجيل.
وقاد الأسود في تلك النسخة، المدرب الراحل عبد الله بليندة، مع تواجد مجموعة من النجوم يتقدمهم مصطفى الحداوي، ورشيد الداودي، ونور الدين نيبت، وعبد الكريم الحضراوي، ومحمد شاوش، ومع ذلك خرج الأسود من دور المجموعات، بعد أن خسر في مباراياته الـ 3 أمام بلجيكا، والسعودية وهولندا. ويخطط المنتخب المغربي رد دين تلك الهزبمة في مباراة اليوم، والثأر من الهزيمة القاسية.
ولن يكون هدف منتخب الأسود أمام بلجيكا الثأر وتسجيل نتيجة إيجابية، بل أيضا إنعاش حظوظ التأهل وعبور دور المجموعات.
وفي نفس المجموعة، وقبل صدامه المنتظر مع المنتخب البلجيكي، في ختام لقاءاته بمرحلة المجموعات ، يتعين على منتخب كرواتيا خوض مواجهة أخرى محفوفة بالمخاطر، حينما يلتقي مع نظيره الكندي على ملعب (خليفة الدولي).واستهل منتخب كرواتيا مسيرته في المجموعة بالتعادل السلبي مع نظيره المغربي، ليتقاسم المركز الثاني مع (أسود الأطلس) برصيد نقطة واحدة، بفارق نقطتين خلف منتخب بلجيكا، الذي تغلب 1-0 بصعوبة بالغة على كندا، متذيلة الترتيب بلا نقاط.ورغم سيطرته على معظم مجريات المباراة أمام المغرب، فشل منتخب كرواتيا، وصيف بطل النسخة الماضية للمونديال، في ترجمة الفرص التي سنحت له إلى أهداف، بسبب رعونة لاعبيه وبسالة الحارس المغربي ياسين بونو، ليصعب موقفه فيما يتعلق باحتمالات التأهل للأدوار الإقصائية.ورغم أن الفوارق تبدو كبيرة – على الورق – بين منتخبي كرواتيا وكندا، على المستوى الفني وكذلك بالنظر إلى تاريخ وعراقة المنتخبين، التي تصب بطبيعة الحال في صالح المنتخب الأوروبي، الذي يشارك في المونديال للمرة السادسة في تاريخه، مقابل مشاركتين فقط للمنتخب القادم من قارة أميركا الشمالية، إلا أن الأمور تبدو مغايرة تماما على الطبيعة.
فقد كان منتخب كندا ندا حقيقيا لنظيره البلجيكي، في مستهل مبارياته بالمونديال، الذي يشارك فيه بعد غياب دام 36 عاما، حيث أحرج لاعبوه منتخب (الشياطين الحمر) في الكثير من الأحيان، وكانوا قريبين من افتتاح التسجيل في الدقائق الأولى، لولا إهدار ألفونسو ديفيز ركلة جزاء في الدقيقة العاشرة.ومن المتوقع أن تكون المباراة هجومية من كلا المنتخبين، اللذين يتعين عليهما حصد النقاط الثلاث، إذا أرادا الابتعاد عن حسابات التأهل المعقدة إلى دور الـ16.