الثورة – يحيى موسى الشهابي:
يثير اهتمامنا العديد من مواقع التواصل الاجتماعي في فترات مختلفه حول أشخاص ولاسيما الأطفال منهم قد أبدعوا في مجال معين فيجري تسليط الضوء عليهم وسبر أسباب تفوقهم، هل هي الأسره أم المجتمع؟. لكن الشيء الطبيعي إن كان لدى الطفل موهبة ما، وعززت سيكون له شأن وهذا الأمر ينطبق على الأطفال ذوي الإعاقة، لكنها عبر ضغوطات عديدة أهمها النفسية والتي تعانيها الأم بالدرجة الأولى حيث المعاناة والقلق والتوتر وفي أحيان كثيرة الأسره، وتلك الضغوطات كانت محور لقائنا مع الدكتوره عالية الرفاعي أستاذة التربية الخاصة في كلية التربية بجامعة دمشق، والتي أشارت إلى أن الضغوطات النفسية تتكون من جملة من المشاعر المتوسطة لدى الوالدين نتيجة لعدم قدرتهما على تلبية متطلبات خاصة لأبنائها أو عجزها عن فعل أي شيء نحوهم.. وهذه المشاعر تتجلى في صورة بعض المظاهر كضعف تقدير الذات والقلق وبعض أعراض الاكتئاب والعزلة الاجتماعية، ناهيك عن التفاعلات الأسرية.. كل ذلك متزامنا مع ضغط نفسي متراكم ترتبط بوجود إعاقة ايا كان نوعها.
*مصادر الضغوط النفسية
أما عن تلك الضغوط فقد تمثلت حسب د .الرفاعي: في المشكلات النمائية والسلوكية والعلاجية للطفل وكل مايتعلق بمستقبله.. أما تلك الضغوط الانفعالية والتوافق الأسري والضغوط الاجتماعية للأسرة تزداد نظرا للتأثير السيء الذي يحدثه الطفل ذو الإعاقة ومايتسم به من خصائص سلبية للوالدين فيثير ردود فعل عقلية وانفعالية او عضوية غير مرغوبة مما تعرضها للتوتر والضيق والحزن والقلق والأسى وأعراض نفسية وجسمية تستنفد طاقتهما وتحول دون قدرتهما على التركيز فيما يقومان به.
وبالنسبة للمشكلات التي تعانيها الأم أشارت د.عالية الرفاعي ان العديد من الدراسات المختصه(نفسية واجتماعية) قد بينت أبرزها مثل الأزمات الزوجية وزيادة العدوانية والاكتئاب والشعور بالذنب والقلق والتوتر والصعوبات المالية والعزلة عن الناس. وخلصت الى ان أبرز المشكلات التي تظهر عند الأهل هي:صعوبة فهم حقيقة الإعاقة وتقبلها وصعوبة التعامل مع السلوك اليومي للطفل وكذلك القلق حول مستقبله.
*ردود أفعال
تتباين ردود فعل الأهل فور تلقيها خبر ولادة طفل ذوي إعاقة تجملها د.الرفاعي في خمس مراحل نفسية تبدأ بالصدمة والشك بوجود خلل ما في تطور طفلهم وتتعمق بحصولهم على تشخيص لحالة الطفل وهذا يعتبر من أصعب المواقف التي يواجهها الفريق المعني بالأمر، لأن الأهل بحاجة للمعلومات والشرح لحالة الطفل والخدمات المتوفرة لمساعدته.
بينما المرحلة الثانية وهي مرحلة النكران تأتي كرد فعل دفاعي تلقائي للأهل الذين ينقلون من طبيب لآخر بحثا عن تشخيص آخر.
مرحلة الآلام النفسية تتمثل بمشاعر الغضب وتأنيب الضمير والشعور بالذنب والحزن وهذه المرحلة تحتاج من الاختصاصيين والعاملين على الأسرة التنبؤ بالمشاعر المتضاربة وإعطاء الأسرة الفرصة الكافية للتعبير عن مشاعرهم العلانية او غير العلانية مع الحرص الشديد على عدم إعطاء تعليقات قد تشعر أفراد الأسرة بشكل او بآخر ان شعورهم غير لائق او خاطئ .
مرحلة التوجه للخارج:تبدأ ببداية تطلع الأسرة لما حولها من بدائل وإمكانيات للواقع فتقوم الأسره لمعالجة طفلها ورعايته وهنا تصبح الأسرة أكثر تقبلا وتبدأ بوضع الخطط التي تتماشى مع متطلبات الوضع وقد يستدعي الأمر إعادة ترتيب الحياة بشكل يساعد على استيعاب الطفل.
المرحلة الخامسة تتمثل باحتواء الأزمة وتقبل إعاقة الطفل والتعامل مع الموضوع بلا خجل وشعور الأسرة بأنه على الرغم من الصعوبات والمشكلات التي ستواجه الطفل والأسرة وتتسم هذه المرحلة بدرجة من النضج والتفهم لمدى تأثير الإعاقة في حياة الطفل والأسره.
*دعم عاطفي
ويمكن القول إن الدعم العاطفي يساعد على تقبل الإعاقة والتعايش مع الصعوبات التي تفرضها الإعاقة والحاجة للدعم المعلوماتي لحصول الأسرة على المعلومات الكافية والصحيحة عن الإعاقة وطبيعتها وكيفية المساعدة والتزود بالمعلومات بالطريقة التي تتلاءم مع حاجات الأسرة وخصائصها.
وبعبارة مختصرة لابد من استخدام طاقات الطفل ومواهبه بشكل صحيح وسليم ومحاربة الخجل الاجتماعي عبر دمجه بمجتمعه وليس عزله وتعلم الطفل تقبله لذاته ومحاولاته تقبل نفسه والدفاع عنه ليكون فاعلا ومؤثرا في مجتمعه وتاريخنا حافل بهم.