يقول الشاعر إذا غامرت في شرف مروم.. فلا تقنع بما دون النجوم، وهذا الكلام فيه عين الصواب والحكمة، فقد استقى الشاعر كلماته الثرة من حياة ملأى بالمصاعب والمشاق والعقبات والعوائق التي تقف في وجه الإنسان الحالم والطامح لمستقبل أفضل وأغنى له ولمن حوله لكن الشخص قادر على تجاوزها بطموحه وإرادته وعزيمته.
فإذا حقق الشخص مرامه وهدفه في المجتمع فاز وسعد وفرح، لكن الحقيقة الناصعة التي لا بد من إيضاحها لتحقيق الغايات لها شروط، أولها أن يعرف الشخص قدر نفسه ومدى حبه للعلم والثقافة المعرفية والاجتماعية، وما هي قدراته الفكرية والمادية ومدى الهمة التي يمتلكها للوصول إلى هدفه.
وبعد ذلك يبدأ بتصميم ومثابرة وهمة لا يساورها الضعف والخور مستفيداً من أخطائه التي قد تمر معه في أعماله السابقة، وهنا فإن من مقومات النجاح وتحقيق الطموح أيضاً الاستعانة بأصحاب الخبرة والاختصاص ليستأنس الشخص بتجاربهم وخبراتهم لتكون له عوناً في مسيرته العملية وعلى مبدأ: اشدد عضدك بأخيك وعلى ما قاله بعض الناس اليد الواحدة لا تصفق.
والمجتمع القوي المتماسك والطموح له دعائم وأسس لا غنى لنا عنها، وهي أن أفراده يضعون نصب أعينهم أنهم إذا وصلوا إلى ما يصبون إليه عليهم أن يقدموا خدماتهم للآخرين بمحبة وسخاء وتواضع وأن يضيفوا لبلدهم مدماكاً جديداً وقوياً وفاء لهذا الوطن الذي يحمينا بعد الله ويضمنا بين حناياه.
وهذا جزء من الواجب نحو وطننا فالطموح مشروع للجميع والسعادة تكمن في تحقيق الأهداف التي يضعها أحدنا في حياته ولا مستحيل أمامنا، ومشوار الميل يبدأ بخطوة واحدة باتجاه الغاية، ودروس الحياة متخمة بالعبر إن كان على صعيد الأفراد أو المجتمعات، فبالطموح تبنى الأمم وبالطامحين المجدين والموهوبين والنوابغ نستطيع أن ننعم بالإنجازات الفذة التي تضاف على صعيد التكنولوجيا أو الصناعة أو الزراعة والتقنيات التي توصل إليها الطامحون بلا حدود في حياتهم والذين ترفع لهم القبعات لجهودهم الرائدة.
جمال شيخ بكري